أثير - ريما الشيخ
تعد الزراعة من أقدم المهن التي مارسها الإنسان؛ حيث تشير الآثار إلى أنها بدأت منذُ 10 آلاف عام، وقد استخدمت المبيدات بالزراعة في أوائل القرن التاسع عشر باستخدام الكبريت والمعادن الثقيلة كمواد مضادة للحشرات. بينما عرفت المبيدات المستخلصة من النباتات بأوائل القرن العشرين؛ حيث أسهم استخدام المبيدات إيجابا في زيادة المحصول الزراعي ووفرته.
وقد عرفت منظمة الأغذية والزراعة مبيد الآفات بأنه أي مادة أو خليط مواد يُقصد منها الوقاية من تدمير أو مكافحة أي آفة كانت، مثل ناقلات الأمراض البشرية أو الحيوانية، بالإضافة إلى الأجناس غير المرغوبة من النباتات أو الحيوانات المسببة للأذى أو الضرر أثناء أو تتداخل مع عملية الإنتاج، المعالجة، التخزين، النقل، أو تسويق الأطعمة ومنها المنتجات الزراعية.
حول هذا الموضوع، حاورت “أثير” رزنه الميمنية، اختصاصية تحاليل أغذية في مركز سلامة وجودة الغذاء، حيث قالت بأن هناك ضوابط وضعت لاستخدام المبيدات وتعرف بالممارسات الزراعية الجيدة، حيث تنظم استخدام المبيدات وتركيزها وفترة الأمان بعد الاستخدام، إلا أنه بسبب عوامل متعددة قد يتبقى جزء من المبيدات بالغذاء ويعرف بمتبقي المبيد، ويمكن التخلص من هذه البقايا في الخضراوات والفواكه بغسلها بطرق مختلفة.
وأضافت: أثبتت دراسات مختلفة أنه يمكن التخلص مما يقارب 15-100% من تراكيز المتبقيات في الأغذية المختلفة بالغسل الجيد بالماء الجاري تحت الصنبور لمدة دقيقة كاملة من أفضل الطرق المتبعة لتخليص الورقيات الخضراء من بقايا المبيدات، ولزيادة فعالية التخلص من متبقيات المبيدات من المحاصيل الأخرى ينصح بغسلها بالآتي:
-محلول صابوني (مخصص للغذاء) أو بمحلول صودا الخبز أو محلول ملحي أو محلول خل مخفف أو مزيج من الاثنين لمدة 5 دقائق.
-فرك الفواكه والخضروات بالملح أو بصودا الخبز، ثم إعادة غسلها جيدا بالماء لتجنب تأثر طعمها.
-يمكن استخدام الفرشاة للتخلص من الأتربة.
كما تختلف طبيعة المبيدات وفقًا لخواصها الكيميائية فهي تتأثر بالعوامل المحيطة من ضوء الشمس كذلك الرطوبة والحرارة، فهي عوامل تأثر إيجابًا على تحلل المبيدات.
وأكدت الميمنية بأن ذوات القشرة السميكة من الخضار والفواكه تتميز بحماية أفضل للمكونات الداخلية من مبيدات الرش السطحية مقارنة بذوات القشرة الرقيقة، لذا فإن أفضل وسيلة للتخلص من متبقيات المبيدات هو غسلها بإحدى الطرق السابقة ثم تقشيرها وطبخ بعض الأصناف القابلة للطبخ قبل أكلها.
كما أشارت إلى أنه لا يمكن الاستغناء عن استخدام المبيدات بصورة كلية في المحاصيل المختلفة، لكن المسؤولية الفردية والوعي بأهمية تنويع مصادر الغذاء بالنظام الغذائي اليومي يسهم بصورة فعالة في تخفيف المعدل التراكمي المستهلك من المبيدات والمرتبط بصنف معين.