أثير - مازن المقبالي
يسعى الباحث البيئي أحمد جعبوب إلى توثيق النباتات المهمة في سلطنة عُمان، وخاصةً في محافظة ظفار. ومن المثير للاهتمام أن بعض هذه النباتات فريدة من نوعها، حيث توجد في سلطنة عُمان فقط. ومنها نبات يسمى محليًا ”الزغر“ واسمه العلمي Euphorbia momccoyae.
وفي حديثه لـ ”أثير“، أشار أحمد إلى أن الزغر هو شجيرة شوكية معمرة، موطنها الأصلي محافظة ظفار. تتميز بلوح رباعي الأضلاع بغلاف شمعي صلب، بالإضافة إلى أشواك حادة تعمل كدفاع ضد الحيوانات، وهي عديمة الأوراق.
وأضاف أحمد: ”عادةً؛ لا تقوم الصباريات بعملية النتح، أي التعرق، كبقية النباتات المورقة. ويرجع ذلك إلى عدم وجود أوراق لديها، بل تعتمد على الغلاف الشمعي الذي يخزن الرطوبة في النبات. وتعد هذه الخاصية ضرورية لبقاء النبات في الظروف القاسية من درجات الحرارة العالية، حيث تساعده على الاحتفاظ بالرطوبة.“ كما تمتلك شجيرة الزغر زهورًا صفراء لحيمة شبه متخشبة، بينما تكون بذورها كروية صغيرة بيضاوية الشكل.
وأشار أحمد أيضًا إلى أن الزغر ينمو من جذع واحد يتفرع إلى عدة ألواح خضراء شوكية تصل إلى ٣ أمتار. وعادةً ما يعيش النبات على الجروف الصخرية والتربة الحجرية في المناطق الجافة، بينما نادرًا ما ينمو في مناطق الغابات.
من جهة أخرى، يعتقد خبراء العسل أن أجود أنواع العسل هو عسل زهور الطلحيات، والذي يميل إلى السواد وطعمه أكثر حرارة، وكأنه ممزوج بالمر. حيث تتوافد النحل بكثافة إلى زهور الزغر. وتتميز النباتات الشوكية بجودة العسل الذي يُراد به العلاج. لهذا، يسأل النحالون بشكل متكرر عن موسم إزهار الزغر لنقل مناحلهم بالقرب من مواطن الزغر، مدركين أهمية هذه الزهور للنحل واستخلاص الفوائد العظيمة لرحيقها كعسل ذو فعالية وجودة عالية.
وحول حليب نبات الزغر، أكد أحمد أنه يمتلك استخدامات شعبية خاصة للأمراض الجلدية، ولكن يجب الحذر الشديد في استخدامه، حيث قد يسبب العمى إذا أصاب عين الإنسان. كما أن الحليب حار وحارق للجلد إذا تم استخدامه بإفراط، حيث إن نقطة صغيرة من حليب الزغر قد تسبب ألمًا شديدًا على الجسم. لذا، يُنصح بعدم استخدام حليب النبات في ظل وجود عيادات تخصصية وأدوية في الطب الحديث لعلاج الأمراض الجلدية.
وعلى الرغم من أن الزغر يعد خطيرًا للإنسان بسبب أشواكه الحادة وحليبه الحارق، إلا أن أحمد دعا إلى إجراء أبحاث علمية عليه لمعرفة إمكانية استخدامه في الطب الشعبي.