رصد - أثير
قالت وزارة الصحة اللبنانية بأن ضحايا الموجة الثانية من انفجارات الأجهزة اللاسلكية في لبنان (أيكوم) الذي وقع يوم أمس الأربعاء، ارتفع ليصل إلى 20 شهيدًا وما لا يقل عن 450 جريحًا، ليضاف العدد إلى انفجارات أجهزة البيجر في يوم الثلاثاء الذي بلغ 12 شهيدًا وإصابة 2800 آخرين، بينهم 300 بحالة حرجة.
انتهاك حقوق الإنسان
وفي سلسلة تغطيات لوكالة الأناضول عن الأحداث في لبنان؛ قال مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك يوم أمس إن الانفجارات المتزامنة صادمة، وتأثيرها على المدنيين غير مقبول، وإن الخوف و“الإرهاب” الذي شهدناه كان كبيرا. وشدد على أن استهداف آلاف الأشخاص، سواء أكانوا مدنيين أو عناصر في مجموعات مسلحة في الوقت نفسه، دون معرفة من يمسك الأجهزة وموقعها ومحيطها، يعد انتهاكا للقانون الدولي لحقوق الإنسان. ولفت إلى ضرورة إجراء تحقيق مستقل وشامل وشفاف بشأن هذه الانفجارات الجماعية.
دعوات لتحقيق مستقل
كما أدان الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل الحادثة، مشدداً على أن تصاعد التوتر في المنطقة يتطلب حلا عاجلا، وأن الاتحاد الأوروبي سيواصل بذل قصارى جهده في هذا الصدد، مؤكدًا اتفاقه مع تقييم مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان للحادث، ودعوته إلى إجراء تحقيق مستقل.
امتناع أمريكي عن التعليق
من جهة أخرى، امتنعت الإدارة الأمريكية، لليوم الثاني، عن التعليق على الهجمات، وخلال مؤتمر صحفي عقده أمس، قال مستشار اتصالات الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي، إن “كل ما يمكنني قوله إنه لا علاقة لنا بأحداث أمس (الثلاثاء) واليوم (الأربعاء)، لا من قريب ولا من بعيد”. وعند سؤاله عما إذا كان يمكنه تأكيد وقوف إسرائيل وراء هذه الهجمات، أجاب كيربي: “لا يوجد شيء آخر يمكنني مشاركته”. وفيما يتعلق بتصريح وزير الدفاع الإسرائيلي الذي وصف فيه الحادث بأنه “بداية مرحلة جديدة من الحرب”، أكد كيربي أنه لن يقدم أي تعليق على ذلك.
انفجار أجهزة يابانية
ووقعت الانفجارات يوم الأربعاء في أجهزة تحمل العلامة التجارية “أيكوم” التي تنتجها شركة يابانية، والتي لم تصدر بياناً إثر ما حصل. وتُعد هذه الأجهزة ذات انتشار واسع في أنحاء العالم وتُباع في أكثر من 80 دولة وفقاً لموقع الشركة، وتستخدم لأغراض الاتصالات في مجالات مختلفة. وهي محمولة باليد من نوع “Walkie Talkie”، وتنقسم الأجهزة اللاسلكية التي تصنعها الشركة إلى فئات مثل أجهزة للهواة وأجهزة البحرية وأجهزة الطيران لمراقبة الحركة الجوية والأجهزة المتنقلة الاحترافية، وتصل استخداماتها إلى مجموعات عسكرية وشبه عسكرية.
أكبر خرق أمني
وفي لقاء للأناضول مع الخبير العسكري هشام جابر يوم الثلاثاء إثر تفجيرات أجهزة البيجر، قال جابر إن تفجيرات أجهزة الاتصال في لبنان هي “أكبر خرق أمني” منذ أكتوبر الماضي، مشيرا إلى أن إسرائيل وحدها لا تستطيع فعل ذلك، إنما بمساعدة حلفاء، واصفًا العملية بأنها رفيعة جدًا.
اتهام الاحتلال الإسرائيلي
وكان رئيس مجلس النواب اللبناني قد صرح إثر تفجيرات يوم الثلاثاء، بأن ما أقدمت عليه إسرائيل هو جريمة حرب موصوفة، ومن جهته أصدر حزب الله بيانًا معتبرًا أن “العدو الغادر والمجرم سينال بالتأكيد قصاصه العادل على هذا العدوان الآثم من حيث يحتسب ولا يحتسب”.
ومنذ 8 أكتوبر 2023، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها “حزب الله”، مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا عبر “الخط الأزرق” الفاصل أسفر عن مئات القتلى والجرحى معظمهم بالجانب اللبناني.
وتطالب هذه الفصائل بإنهاء الحرب التي تشنها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، ما خلف أكثر من 136 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.