main

تُرجمت أعماله إلى 7 لغات: وفاة الشاعر العماني زاهر الغافري

زاهر الغافري

رصد – أثير

إعداد: جميلة العبرية

ودّعت الساحة الأدبية العمانية والعربية الشاعر العماني زاهر الغافري، الذي وافته المنية اليوم عن عمر يناهز 68 عامًا، تاركًا خلفه إرثًا شعريًا غنيًا أثرى الحركة الثقافية العربية والدولية.

مولده

ولد الغافري عام 1956 في سلطنة عمان، وكان من رواد قصيدة النثر في العالم العربي، حيث أصدر أكثر من 12 مجموعة شعرية على مدار مسيرة إبداعية استمرت لأكثر من ربع قرن.

مسيرته الأكاديمية وأثرها في شعره

درس الغافري الفلسفة في جامعة محمد الخامس بالرباط، المغرب، حيث تأثر بالتوجهات الفكرية والفلسفية التي شكلت جزءًا كبيرًا من لغته الشعرية، ومنذ تلك اللحظة، بدأ في ترحال طويل، باحثًا عن المعاني العميقة للحياة من خلال تنقله بين العراق، والمغرب، وباريس، ولندن، ونيويورك، ومالمو في السويد، وغيرها من المدن الكبرى، وكان هذا الترحال مزيجًا من التأثر بالأمكنة والمشاهد اليومية، والذي انعكس بوضوح في شعره.

تجربة الترحال والارتباط بالجذور العمانية

رغم انغماسه في الحداثة العالمية والاحتكاك بكبار الشعراء والمفكرين من مختلف الثقافات، لم يفقد الغافري ارتباطه بجذوره العمانية، فنشأته في قرية سرور بالسلطنة ظلّت حاضرة في نصوصه الشعرية، حيث كانت الطبيعة العمانية بجبالها وقلاعها وشموخ نخيلها تشكل مصدر إلهام دائم له.

يقول الغافري في إحدى قصائده:

“تمشي على حافة العالم / لتصل إلى الوديان التي أضعتها / في طريقك تشع الحجارة / كذهب الذكرى / الرحلة طويلة للغاية / الريح تتبع تلويحة اليد / واليأس يضيء / عينيك الحالمتين بالنجوم”

تأثيره الثقافي والأدبي

اشتهر الغافري بتطوير قصيدة النثر العربية، مستلهمًا تجاربه الغنية في الحياة والسفر، متأثرًا بشعراء كبار مثل بدر شاكر السياب ومحمود البريكان خلال فترة إقامته في العراق في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي. بالإضافة إلى ذلك، استفاد من الأجواء الثقافية الأوروبية والغربية في رحلاته المتعددة إلى فرنسا، بريطانيا، والولايات المتحدة، حيث التقى بشعراء وكتّاب عالميين وشارك في مهرجانات أدبية عديدة.

أعماله وترجمتها إلى اللغات الأجنبية

تُرجمت بعض أعمال زاهر الغافري إلى عدة لغات أجنبية، من بينها الإسبانية، الإنجليزية، الألمانية، السويدية، الفارسية، الهندية، والصينية، ما جعل شعره يتجاوز الحدود الجغرافية والثقافية ليصل إلى قلوب القراء حول العالم، ومن أبرز مجموعاته الشعرية:

أظلاف بيضاء (1983)

الصمت يأتي إلى الاعتراف (1991)

أزهار في بئر (2000)

ظلال بلون المياه (2006)

في كل أرض بئر تحلم بالحديقة (2018)

حجرة النوم (2020)

جوائزه وتكريمه

حاز زاهر الغافري خلال مسيرته على عدة جوائز تكريمية، أبرزها جائزة “كيكا” للشعر في عام 2008 عن قصيدته “غريب بين نهرين”،هذه الجائزة كانت تقديرًا لما قدمه من قصائد تمزج بين الشعر والسرد، وتتناول قضايا الترحال والغربة والحنين.

الرؤية الشعرية وأسلوبه الفريد

امتازت قصائد زاهر الغافري بحسٍّ وجودي عميق، يتناول من خلالها مفارقات الحياة والتجارب الإنسانية المتعددة، فاعتمد في الكثير من قصائده على المزج بين السرد والشعر، معتمدًا على الإيقاع الداخلي للنص الذي يستمد قوته من بساطة اللغة وعمق الصورة، وكان يستخدم الحواس بشكل مكثف في تصوير اللحظات العميقة في حياته اليومية، فكان للشعر عنده بعدًا حسيًا مرتبطًا بجسد الشاعر وتجربته الشخصية.

الرحيل

برحيل زاهر الغافري، تفقد الساحة الأدبية العربية صوتًا شعريًا فريدًا، عرف كيف ينسج نصوصًا تمزج بين التراث العماني والحداثة العالمية، ليترك خلفه إرثًا أدبيًا سيظل حاضرًا في قلوب محبي الشعر والأدب لعقود قادمة.

المصادر:

  • ويكبيديا
  • الجزيرة
Your Page Title