main

من الميدان إلى الأرشيف: كيف تحمي الرواية الشفوية الذاكرة الجماعية للفلسطينيين؟

من الميدان إلى الأرشيف: كيف تحمي الرواية الشفوية الذاكرة الجماعية للفلسطينيين؟

أثير - جميلة العبرية

قال أ.د. رياض شاهين، أستاذ أكاديمي، ورئيس مركز التاريخ الشفوي في الجامعة الإسلامية بغزة، إن الوضع في غزة حزين، حيث يعاني الشعب الفلسطيني من حصار خانق، ومجازر وإبادة جماعية، أُغلقت المعابر، وتعرضت البيوت للقصف، مما أسفر عن تدمير المباني والمؤسسات، الناس في غزة يعيشون ظروفًا قاسية، حيث حُرموا من أبسط حقوقهم الإنسانية.

جاء وصف الدكتور رياض للوضع المأساوي في غزة عبر مشاركته في المؤتمر الدولي للتأريخ الشفوي بعرض تسجيل فيديو له من مخيمات غزة يستعرض فيها تجربة.

”أثير“ كانت حاضرة في المؤتمر ورصدت أبرز ما جاء في ورقة أ.د رياض شاهين وفق الآتي:

أهمية التاريخ الشفوي

في حديثه عن الأهمية التاريخية للتوثيق الشفوي قال الدكتور رياض: ”التاريخ الشفوي أصبح مصدراً مهماً لتوثيق قضايا الأمة المعاصرة، ويعد صوت الناس المسكوت عنه، حيث يقوم العدو ليس فقط بسرقة الجغرافيا، بل أيضاً بسرقة الوثائق المتعلقة بتاريخ الشعوب المغلوبة، وفي هذه المعركة، القلم والكلمة المحكية هما سلاحنا للحفاظ على الأمل في العودة إلى الوطن.

دور المؤتمر الدولي للتاريخ الشفوي

أكد الأستاذ الدكتور رياض أن المؤتمر الدولي للتاريخ الشفوي يشكل فرصة ذهبية لاجتماع العلماء والباحثين لرصد مستجدات أبرز القضايا العربية، وخاصة قضية فلسطين.

كما أنه يعزز من دور البحث العلمي في الدفاع عن قضايا الأمة ويعطي زوايا نظر علمية متنوعة، مما يسهم في فهم الواقع وتعزيز الوعي بأهمية الهوية والثقافة والتاريخ.

مركز التاريخ الشفوي والتراث الفلسطيني

وفي حديثه عن دور مركز التاريخ الشفوي والتراث الفلسطيني في الجامعة الإسلامية بغزة، أوضح الدكتور رياض أن مركزهم هو الأول من نوعه في قطاع غزة، وقد أُسس عام 1998 بهدف توثيق التاريخ الشفوي الفلسطيني.

وأردف: نحن نسجل الشهادات والتجارب الحية من المعاصرين للأحداث التاريخية، ونعمل على تأهيل الكوادر عبر دورات تدريبية لتدريس أهمية التاريخ الشفوي.

التصدي للرواية الصهيونية

وفيما يتعلق بكيفية مواجهة الرواية الصهيونية، أشار الدكتور رياض إلى أنهم يعدون حفظ الرواية الشفوية المدونة نوعاً من التصدي لأحادية الرواية الصهيونية، فمن خلال العمل على توثيق تجارب الفلسطينيين يسهمون في دحض الأكاذيب التي يروجها الاحتلال ويؤكدون على وجودهم وتاريخهم. مشيرًا إلى المركز تعرض للدمار نتيجة العدوان على غزة. ولكنهم يؤمنون بأن الاستمرار في توثيق تاريخ شعبهم هو واجب وطني، ويسعون لتحقيق أهدافهم رغم الصعوبات.

نظرة إلى المستقبل

وفي نظرة للمستقبل، أعرب الدكتور رياض عن أمله في دعم المؤسسات ذات الاهتمام بالتاريخ الشفوي من أجل الحفاظ على الرواية الوطنية.

كما أكد في ختام ورقة عمله الحاجة لتشكيل لجان قانونية لملاحقة مجرمي الحرب وإظهار جرائم الاحتلال في المحافل الدولية.

Your Page Title