main

آفاق التجربة العربية في التأريخ الشفوي: نماذج ملهمة وتحديات مستقبلية

المؤتمر الدولي للتأريخ الشفوي

أثير-جميلة العبرية

أكد كلٌ من معالي أ.د. بثينة شعبان المستشارة الخاصة في رئاسة الجمهورية العربية السورية ومؤسس ورئيس مجلس أمناء مؤسسة وثيقة وطن وسعادة الدكتور حمد بن محمد الضوياني، رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، أن المؤتمر الدولي للتأريخ الشفوي هو خطوة نحو تكملة مسافة الألف ميل بشأن توثيق التاريخ شفويًا.

وشددت معالي أ.د. بثينة شعبان على أن المؤتمر يمثل نقطة انطلاق لتجميع المهتمين في هذا المجال وتشكيل قاعدة بيانات بهم، مع بحث إمكانية التعاون المستقبلي.

وأكدت على الحاجة لتوظيف التقنيات المتاحة وتطوير محتوى يناسب الجيل الجديد، مشيرة إلى أهمية توثيق التاريخ من قبل العرب أنفسهم.

من جهته أشار سعادة حمد الضوياني إلى أن رؤية للتراث المادي تأتي بنظرة مستقبلية، تسهم في بناء جيل واعٍ قادر على الحفاظ على الهوية الوطنية مع نظرة تفاؤلية للمستقبل، مؤكداً على أهمية التقنية واستثمارها لخدمة توثيق التاريخ الشفوي، وقد بدأت الهيئة بالفعل بإطلاق مشاريع مثل الأفلام الوثائقية والكتب الإلكترونية لتعزيز هذا المجال.

المؤتمر الدولي للتأريخ الشفوي

جاءت هذه الجلسة الختامية في اليوم الثالث للمؤتمر الدولي للتأريخ الشفوي، والذي تضمن أيضًا استعراض عدد من التجارب العربية المستقبلية في مجال التأريخ الشفوي، “أثير” حضرت الجلسة الختامية والتي ناقشت المحور المستقبلي “آفاق التجربة العربية في التأريخ الشفوي”، وسلطت الضوء على استخدام التاريخ الشفوي كمصدر معلومات في الدراسات الأكاديمية، وتناولت نماذج ملهمة من تجارب الجامعات العربية.

التاريخ الشفوي كمصدر معلومات في الدراسات التاريخية بجامعة دمشق

استعرض أ.د. عيسى العسافين ورقته البحثية التي تناولت مدى استخدام التاريخ الشفوي في قسم التاريخ بجامعة دمشق، حيث وضع نموذجاً لاستحداث برنامج ماجستير تأهيل وتخصص في التاريخ الشفوي. وأشار العسافين إلى أن الدراسة ركزت على أربعة محاور رئيسية، منها تأصيل الهوية من خلال الروايات الشفوية، واستخدامها كمصدر معلومات في المحاضرات، بالإضافة إلى وضع معايير وضوابط للمقابلات الشخصية. كما تناول الباحث الصعوبات والمعوقات التي تواجه إدخال التاريخ الشفوي ضمن العملية التعليمية في الجامعة، مشيراً إلى أهمية استحداث برنامج تأهيلي متخصص في هذا المجال.

ماجستير التأهيل والتخصص في التراث الشعبي بجامعة دمشق

من جانبها، قدمت أ.د. أمل دكاك تجربة جامعة دمشق في إطلاق برنامج ماجستير التأهيل والتخصص في التراث الشعبي، موضحة أن اللقاءات الشفهية شكلت الأداة الرئيسية لجمع وتحليل المعلومات المتعلقة بالعادات والتقاليد السورية. كما تناولت الورقة البحثية قضايا اجتماعية مثل الزواج، الطلاق، المهن اليدوية، والعادات الشعبية. وأكدت دكاك على أن هذا البرنامج يمثل نقلة نوعية في توثيق التراث الشعبي السوري من خلال المقابلات الشفهية التي تجمع بين العلم والتراث.

المؤتمر الدولي للتأريخ الشفوي

إصدار مجلة عربية في التأريخ الشفوي: نافذة على المعرفة

ركز موسى الخوري، مدير المشاريع في مؤسسة وثيقة وطن، على أهمية إصدار مجلة عربية متخصصة في التأريخ الشفوي لتكون منصة لنقل المعرفة وتعزيز البحوث في هذا المجال. وأوضح الخوري أن المجلة ستسهم في توحيد المنهجيات والمصطلحات المستخدمة في التأريخ الشفوي، وتعمل على تقديم ترجمات للأبحاث الدولية، كما ستخصص أبواباً لتعريف القراء بمشاريع ومؤسسات التأريخ الشفوي في العالم العربي، مما يسهم في نشر الوعي وزيادة التعاون بين الباحثين.

الآفاق المستقبلية للمشاريع البحثية

أكد الباحثون المشاركون أن المؤتمر يمثل خطوة هامة في تسليط الضوء على دور التاريخ الشفوي في حفظ التراث العربي وتعزيز الهوية الوطنية، مع التركيز على التحديات التي تواجهه وسبل التغلب عليها، وهو ما اتضح خلال عرض تجارب عدة دول عربية وعالمية في توثيق تاريخها الشفوي.

كما تم مناقشة مستقبل التأريخ الشفوي من خلال خطط تستهدف إعداد برامج متخصصة على مستوى الدراسات العليا، بالإضافة إلى إصدار مجلات ومنصات بحثية تركز على هذا المجال الحيوي.

المؤتمر الدولي للتأريخ الشفوي

التوصيات

خرج المؤتمر الدولي للتأريخ الشفوي في يومه الأخير بـ 12 توصية، كالآتي:

1. نشر البحوث والتجارب العلمية التي قدمت في المؤتمر في سلسلة البحوث والدراسات التي تصدرها الهيئة بالتعاون مع مؤسسة وثيقة وطن.

2. دعم إجراء المزيد من الأبحاث والدراسات المعمقة في المنهجيات والتقنيات اللازمة في توثيق الرواية الشفوية.

3. استمرارية إقامة المؤتمرات الدولية وإبراز أهمية توثيق التاريخ الشفوي.

4. استثمار موضوعات ومنهجيات التاريخ الشفوي في تمكين ثقافة التاريخ الشفوي من خلال إدخاله في الدراسات الجامعية المخصصة في الإنسانيات وفي المناهج الدراسية في التعليم العام.

5. إنشاء مركز متخصص في التاريخ الشفوي يتضمن برامج تدريبية لرفد مجال التاريخ الشفوي بالكوادر المؤهلة وتطوير المهارات والقدرات.

6. تعزيز جهود هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية بالتعاون مع مؤسسة وثيقة وطن وتطويرها لتشمل جهات عربية أخرى.

7. إصدار دليل علمي للتقنيات والمهارات اللازمة للتاريخ الشفوي.

8. إقامة فعاليات وأنشطة ثقافية وعلمية تُعنى بالتأريخ الشفوي لتعريف الجمهور بأهمية توثيق الرواية الشفوية.

9. تعزيز برامج التبادل الأكاديمي والتعاون ونقل الخبرات والمعرفة وإنشاء شراكات بين المؤسسات البحثية في العالم العربي.

10. إصدار مجلة سنوية تعنى بالدراسات والأبحاث والترجمة في مجال التاريخ الشفوي.

11. استثمار الوثائق الشفوية في دعم الصناعات الإبداعية ونشر الأفلام الوثائقية في التاريخ الشفوي.

12. الانفتاح على التكنولوجية الرقمية في التاريخ الشفوي وتطوير المنصات الرقمية واستخدام أدوات التحليل الرقمي في كل مراحل التاريخ الشفوي

Your Page Title