main

الأمّي هو الذي لا يعرف القراءة والكتابة، لكن هناك أمّية ناعمة؛ فما هي؟

الأمية الناعمة

رصد-أثير

إعداد: جميلة العبرية

تُعد الأمية من أبرز التحديات الاجتماعية التي تواجه المجتمعات خصوصًا في الدول النامية، حيث تتفاوت أشكالها وتعبيراتها، وترتبط الأمية التقليدية، بعدم القدرة على القراءة والكتابة، فكانت حتى فترة قريبة هي السمة الأبرز للأمية في المجتمعات، لكن مع التطورات السريعة في التقنية والمعلومات، ظهرت أنواع جديدة من الأمية مثل الأمية الوظيفية والمعلوماتية، وحتى مصطلح “الأمية الناعمة” الذي يعكس تغييرات العصر الحديث

وبرصد لـ “أثير”، فإن هناك عددًا من أنواع الأمية نعرف بعضها في الآتي:

الأنواع التقليدية للأمية

1- الأمية الهجائية

هذا النوع من الأمية يعني عدم قدرة الفرد على معرفة الحروف الأبجدية الخاصة بلغته، وهو الأساس الذي يمكنه من القراءة والكتابة.

2- الأمية الوظيفية

تشير إلى عدم قدرة الفرد على استخدام القراءة والكتابة بصورة فعالة في حياته العملية، والشخص قد يعرف الحروف ويستطيع القراءة الأساسية، لكنه يفتقر إلى المهارات اللازمة لفهم وتطبيق المفاهيم المتعلقة بوظيفته أو مهامه اليومية.

3- الأمية المعلوماتية

هذا النوع من الأمية أصبح أكثر بروزًا في العصر الرقمي، حيث يكون الشخص غير قادر على الوصول إلى المعلومات التي يحتاجها في حياته اليومية أو العملية، وقد يمتد هذا النوع إلى القدرة على التفاعل مع التقنية الحديثة والبحث عن المعلومات بصورة فعالة.

4- الأمية الثقافية والعلمية

تعني الأمية الثقافية عدم وجود الثقافة العامة والاطلاع على مجالات المعرفة المتنوعة، بينما تعني الأمية العلمية عدم القدرة على الوصول إلى مستوى تعليمي عالٍ أو عدم الإلمام بالمعارف العلمية الأساسية.

الأمية الناعمة: تحديات جديدة في عصر التقنية

مصطلح “الأمية الناعمة” هو مصطلح حديث ظهر مع تعقيدات التواصل الرقمي في العصر الحالي، وهو يشير إلى الفجوة التي تحدث عندما يعتمد الأشخاص بصورة مفرطة على التقنية الحديثة في التواصل، مع ضعف القدرة على التعبير الفعّال أو الفهم العميق للمعلومات.

وتشمل هذه الأمية:

•لغة تطبيقات التواصل: استخدام لغة مختصرة تعتمد على الرموز التعبيرية والإيموجي، مما يقلل من دقة التعبير اللغوي.

•الاعتماد على الكتابة باللمس: هجر الكتابة اليدوية التقليدية والتحول إلى الكتابة عبر الأجهزة الذكية.

•ضعف الصياغة: بسبب الاعتماد على التبسيط المفرط في الرسائل النصية، حيث أصبحت القدرة على كتابة جمل معقدة أو فقرات متماسكة أضعف.

•الاعتماد على الذكاء الاصطناعي: اعتماد مفرط على الذكاء الاصطناعي في الكتابة والتواصل مما يؤدي إلى تآكل القدرات اللغوية الذاتية.

هل نحن بحاجة إلى إستراتيجية لمواجهة الأمية الناعمة؟

من المهم أن تكون هناك إستراتيجية متكاملة للتعامل مع هذه الظاهرة الجديدة، ووفق مقترحات تداولت في منصة (X) كالآتي:

1. تعزيز مهارات التفكير النقدي: تعليم الأفراد كيف يمكنهم تجاوز البساطة في التفكير والعودة إلى الفهم العميق للمعلومات.

2. إعادة تعريف القراءة والكتابة: لم يعد كافيًا تعليم الأشخاص القراءة والكتابة التقليدية فقط، بل يتعين تعليمهم كيفية تحليل وتفسير المحتوى الرقمي بصورة فعالة.

3. تنمية مهارات الكتابة والتواصل: من خلال برامج تدريبية تهدف إلى تحسين مهارات الكتابة باللغات الرسمية، وعدم الاعتماد الكلي على الاختصارات أو الرموز التعبيرية.

4. مواجهة تأثيرات الذكاء الاصطناعي: وضع أطر تنظيمية للتأكد من أن الذكاء الاصطناعي يُستخدم كأداة مساعدة وليس بديلاً للقدرات الإنسانية.

مصادر الخبر:

• موقع موضوع

• منشور حول الأمية الناعمة

• الأمية الوظيفية على ويكيبيديا

Your Page Title