العُمانية- أثير
استطاع ميناء صحار والمنطقة الحرة على مدار الأعوام الماضية تحقيق تحولات كبيرة، وأصبح نموذجًا وطنيًّا للبناء والتنمية ودعم الابتكار، وتمكّن من تأسيس وتطوير معايير عالية للجودة، وتميز في إدارة الموانئ والمناطق الحرة، كما استفاد من الموقع الاستراتيجي لسلطنة عُمان كبوابة بين الشرق والغرب ودمجها في سلاسل التوريد العالمية.
وتمكن ميناء صحار والمنطقة الحرة من جلب استثمارات بلغت أكثر من 11.2 مليار ريال عماني (29 مليار دولار أمريكي) حتى الآن وهو ما يعكس الأداء الاقتصادي الفعال للمؤسسة.
وفي النصف الأول من عام 2024م حصل الميناء والمنطقة الحرة على 1.3 مليار ريال عماني (3.4 مليار دولار أمريكي) من الاستثمارات، ما يؤكد جاذبية ميناء صحار والمنطقة الحرة كوجهة رئيسية للتجارة الدولية، كما تم تنفيذ تحسينات كبيرة في البنية الأساسية ضمن المرحلة الثانية من تطوير المنطقة الحرة، أدت إلى توفير 345 هكتارًا من الأراضي القابلة للتأجير.
وجاء هذا التوسع الاستراتيجي مواكبًا للطلب المتزايد على المساحات الصناعية والتجارية، حيث من المتوقع أن يسهم في زيادة الاتصال والتعاون الاقتصادي مع الأسواق الدولية المختلفة.
وقال المهندس عبدالله بن خلفان الجابري رئيس مجلس إدارة شركة ميناء صحار والمنطقة الحرة: إن ميناء صحار والمنطقة الحرة يعد من المؤسسات الفاعلة في الحياة اليومية للناس في جميع أنحاء سلطنة عُمان، حيث تصل البضائع عبر مرافقنا إلى كل منزل في أرجاء البلاد، حيث حرصت الإدارة خلال العقدين الماضيين على الالتزام بالتميز، انطلاقًا من أهميتها الاستراتيجية كمركز لوجستي عالمي.
جاء ذلك خلال احتفال ميناء صحار والمنطقة الحرة بمرور عقدين من الإنجازات المتواصلة في تعزيز النشاط التجاري والصناعي. وأكد أن الشركة تعمل باستمرار على تطوير عملياتنا وإيجاد شراكات متينة تحقق الضمان في إمداد السلع الأساسية، وهو ما يسهم في دعم النمو وتطوير الصناعات المحلية والاقتصاد الوطني بشكل عام.
من جانبه أوضح إميل هوخستيد الرئيس التنفيذي لميناء صحار أن للشراكة الاستراتيجية بين مجموعة أسياد وميناء روتردام كان لها دور محوري في تشكيل قصة نجاح ميناء صحار وترسيخ مكانته كمنشأة بمواصفات عالمية تتميز بنموذجها التشغيلي ونهجها المتقدم، مشيرًا إلى التزم ميناء صحار في مواصلة التقدم، حيث عقد تحالفات مع شركات دولية بارزة أخرى، مثل المبادرة الرائدة مع شركة يونايتد سولار القابضة لإنشاء أول مصنع للبولي سيليكون في المنطقة، بهدف جذب الاستثمارات التحويلية التي تدعم رؤية الشركة كمجموعة صناعية ومركز تصنيع للمنتجات الخضراء.
وقال إن ميناء صحار والمنطقة الحرة يعد اليوم منارة للازدهار الاقتصادي، حيث يسهم بأكثر من 2.1٪ في الناتج المحلي الإجمالي لسلطنة عُمان، ويوفّر حوالي 36 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة.
ويُعد ميناء صحار والمنطقة الحرة من المؤسسات الرائدة في مجال الاستدامة، يأتي ذلك من خلال تبني المبادرات التي تدعم وتحافظ على البيئة، ومن أبرز هذه المبادرات مشروع “مرسى الغاز الطبيعي المسال” الذي يُعد المشروع الأول من نوعه في المنطقة لتزويد السفن بالغاز الطبيعي المسال المولَّد بالكامل باستخدام الطاقة الشمسية، ولقد تم تنفيذ هذه المبادرة بالتعاون بين مجموعة “أوكيو” العُمانية و”توتال إنرجيز” بقيمة 1.6 مليار دولار أمريكي، وتتماشى المبادرة مع مستهدفات رؤية عمان 2040 وأهداف الحياد الكربوني وتعزز في الآن ذاته من خدمات ميناء صحار البحرية.
يُذكر أن ميناء صحار والمنطقة الحرة يعكس التزامه بالاستدامة من خلال مبادرات مثل “تحالف صحار للحياد الصفري”، إذ يهدف التحالف إلى تقليل الانبعاثات وتعزيز الطاقة المتجددة عبر تقنيات نظيفة مثل دمج الطاقة الشمسية واستكشاف الهيدروجين النظيف للتصنيع، كل هذه المبادرات تدعم تحقيق الاستدامة في عمليات تشغيل الميناء.