أثير - ريما الشيخ
قال صاحب السمو السيد مروان بن تركي آل سعيد، محافظ محافظة ظفار، إن تنمية المحافظات تأتي انطلاقًا من نظام المحافظات الذي يهدف إلى تعزيز التنافسية والتكامل بينها، مشيرًا إلى أن الهدف من هذا النظام هو تعزيز الإدارة المحلية. وأكد أن المشاريع التي أُطلقت في كل محافظة تعكس هذا التوجه وتدعم تحقيقه.
وأضاف سموه: “اليوم نرى العديد من الفرص الاستثمارية التي تتكامل بين المحافظات. المنطلق الأول هو خدمة المستثمر والمواطن والمقيم في المحافظة، لكن هذه الفرص تمتد لتشمل المحافظات الأخرى”.
وأشار سموه إلى أن هناك عناصر مكملة تربط بين المحافظات، رغم البعد الجغرافي، موضحًا: “لا يمكن أن نعد المشاريع التي تتم في محافظة ظفار منفصلة عما يحدث في شمال الباطنة. السائح الأوروبي الموجود في محافظة ظفار، على سبيل المثال، يمكنه التنقل بين المحافظات الأخرى مستفيدًا من اعتدال الأجواء والتسهيلات المتوفرة”.
وأكد سموه أن الترويج للاستثمارات يجب أن يراعي تكامل المشاريع بين المحافظات، بحيث يسهم مشروع في محافظة الوسطى، على سبيل المثال، في دعم مشروع آخر في ظفار أو أي محافظة أخرى. وشدد على أن مثل هذه الفعاليات تسهم في تعزيز التواصل بين المؤسسات المختلفة وتعزيز التنسيق والتكامل بينها.
وفي حديثه مع “أثير” عن مسابقة أفضل مشروع تنموي بين المحافظات، أوضح سموه أن المسابقة في نسختيها الأولى والثانية شهدت مشاركة واسعة من كافة المحافظات، لكن الجوائز اقتصرت على ثلاثة مراكز فقط. وقال: “هذا لا يعني أن المشاريع الأخرى لم تكن ناجحة، بل إن هناك محافظات قدمت مشاريع قوية واستمرت في تنفيذها. كل دورة توفر فرصًا جديدة للتنافس، وهناك لجان متخصصة تعمل على تقييم المشاريع واختيار تلك التي تحمل قيمة جديدة ومتميزة”.
من جانبه، قال المهندس عبدالرحمن بن محمد العلوي، مدير مكتب متابعة تنفيذ رؤية عمان 2040 بمحافظة مسندم، إن مشروع خليج إيمس، الفائز بجائزة أفضل مشروع إنمائي في النسخة الأولى من المسابقة، يتكون من خمس مكونات رئيسية تهدف إلى تعزيز الاستثمار والسياحة في المحافظة. وأوضح أن المشروع يتضمن الطريق الواصل بين منتزه الخالدية وإطلالة الخالدية، وهي الإطلالة الأولى التي تستهدف الاستثمار السياحي والفندقي.
وأضاف العلوي أن الإطلالة الثانية تستخدم أيضًا لأغراض سياحية وفندقية، مرورًا بخليج إيمس الذي يضم مرسى للسفن. كما يوفر المشروع فرصًا استثمارية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، مع إمكانية استثمار أكثر من 150 ألف متر مربع في جوانب المشروع المختلفة.
وأكد أن المشروع لا يقتصر على الجانب الاستثماري فقط، بل يتضمن جانبًا اجتماعيًا مهمًا يتمثل في توفير فرص عمل للباحثين عن عمل، حيث سيوفر حوالي 200 فرصة عمل مباشرة وأكثر من 400 فرصة عمل غير مباشرة بالتعاون مع الشركات المنفذة.
وأشار إلى أن المشروع سيعزز الربط بين القرى البحرية في الجانب الشرقي من محافظة مسندم، مشددًا على أن هذا الربط يشكل عنصرًا أساسيًا في دعم التنمية والاستثمار في المنطقة.
جاء ذلك خلال حضور “أثير” فعاليات مؤتمر “أكتوبر العمران ومعرض البيت والبناء” التي انطلقت يوم أمس بحضور واسع من أصحاب السمو والمعالي والسعادة، وعدد من المستثمرين والاستشاريين العالميين في قطاعي التخطيط العمراني والتطوير العقاري. ويستمر المؤتمر من 7 إلى 9 أكتوبر، ليكون الحدث الأكبر في قطاع التخطيط العمراني على مستوى سلطنة عمان سنويًا.