العمانية - أثير
أطلقت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار اليوم “برنامج دعم إنشاء وتشغيل مراكز الابتكار ونقل التكنولوجيا” في مؤسسات التعليم العالي، الذي يهدف إلى دعم المبتكرين، ورواد الأعمال، والاستفادة من الأبحاث العلمية والابتكارات التكنولوجية، وتحويلها إلى مشاريع ناجحة.
ويهدف البرنامج إلى تأسيس مراكز ابتكار، وتمكين المراكز القائمة في مؤسسات التعليم العالي، وتعزيز جاهزيته، وإيجاد حلول ابتكارية وتطبيقية للتحديات القائمة ذات الأولوية الوطنية، وبناء القدرات والمهارات في مجال ريادة الأعمال والابتكار، بالإضافة إلى رفد الاقتصاد الوطني بشركات ناشئة قائمة على الابتكار، عن طريق تطوير منتجات وخدمات إبداعية.
ويسعى البرنامج إلى تقليص الفجوة بين القطاع الأكاديمي والقطاع الصناعي، وتعزيز الشراكات المستدامة، وبناء شبكات تواصل تربط المبتكرين ورواد الأعمال وصانعي السياسات والمستثمرين، ونشر وتعزيز ثقافة المعرفة والابتكار وريادة الأعمال، إلى جانب تعزيز مساهمة مؤسسات التعليم العالي في بناء اقتصاد المعرفة.
وتتكون المراكز في مؤسسات التعليم العالي على حاضنات ومسرعات الابتكار، ومختبرات ومراكز نمذجة، ومكاتب نقل وتوطين التكنولوجيا.
وقالت معالي الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية، وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار راعية المناسبة: إن البحث العلمي والابتكار هما الأساسان لتقدم الدول وتصدرها سلّم المجد والسؤدد وتوفيرها سبل الرفاه الاجتماعي والرخاء الاقتصادي.
وأكدت معاليها أن سلطنة عُمان تشهد نهضة متجددة شاملة في كافة المجالات، مرتكزها الأساس تعلم ذو جودة وتعلم مدى الحياة وبحث علمي تقوده البلاد نحو مجتمع معرفي وابتكار يحوّل المعرفة إلى مال.
وأضافت أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار أولت جل اهتمامها في وضع البرامج والمشروعات والمبادرات المختلفة التي تخدم بشكل خاص الباحثين والأكاديميين والمبتكرين والطلبة، كما تقدم خدماتها لمختلف الأطياف من خلال إطلاقها عدة برامج متنوعة تلائم مختلف الفئات والشرائح منها برنامج البحوث الاستراتيجية وبرنامج بناء القدرات البحثية والابتكارية الفردية والمجتمعية.
أوضحت معاليها بأنه تم تأسيس مركز صنّاع عُمان ومركز الامتياز للتقنيات المتقدمة ومجمع الابتكار مسقط، بالإضافة إلى إطلاق برامج يتنافس فيها المبتكرون، وبرنامج منافع، ومسابقة الجدران المتساقطة، وغيرها من البرامج التي تقام بشكل سنوي ودوري.
وأفادت معاليها أن الوزارة قامت خلال العام الماضي بدعم 6 مؤسسات من التعليم العالي لتشغيل حاضنات علمية فيها؛ بهدف استقطاب عدد الأفكار الابتكارية، كما قدمت الدعم المالي والتدريب الفني والإداري للمشاريع التي احتضنتها.
وقالت معاليها: تسعى الوزارة من خلال إطلاق النسخة الأولى من برنامج دعم إنشاء وتشغيل مراكز الابتكار ونقل التكنولوجيا إلى دعم الابتكار وتحويل الأفكار المبتكرة إلى منتج وتأسيس الشركات القائمة على البحث العلمي والابتكار، كما يهدف البرنامج إلى بناء الإمكانات العلمية والبحثية والابتكارية وتشكيل المناخ المناسب لرواد الاعمال.
من جانبه قال سعادة الدكتور سيف بن عبدالله الهدابي، وكيل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار للبحث العلمي والابتكار، في تصريح له: إن إطلاق “برنامج دعم إنشاء وتشغيل مراكز الابتكار ونقل التكنولوجيا” في مؤسسات التعليم العالي تأتي أهميته في احتضان مخرجات البحوث العلمية والابتكارات الطلابية والأكاديميين لتحويلها إلى شركات ناشئة قائمة على الابتكار من خلال الاحتضان والتسريع والمساعدة في تسجيلها في الملكية الفكرية.
وأضاف سعادته أن البرنامج يتضمن مسارين: الأول يتعلق بالتأسيس في مؤسسات التعليم العالي التي ليس لديها مراكز دعم الابتكار، والمسار الثاني يتعلق بتمكين مراكز دعم الابتكار في مؤسسات التعليم العالي.
وأوضح أن الوزارة أكملت كل الأدلة الاسترشادية للبرنامج ويحتوي على نظام التقديم والتقييم للطلبات، معربًا عن أمله بالإسهام في زيادة براءة الاختراع والشركات الناشئة القائمة على الابتكار.
وبيّن أن المراكز بمؤسسات التعليم العالي تهدف إلى احتضان أفكار المبتكرين وتقدم خدماتها للطلبة وغير الطلبة من المبتكرين والباحثين في المجتمع.
واختتم سعادته قائلًا: إن ثقافة نشر المعرفة والابتكار أحد أهم البرامج التي تقدم، بالإضافة إلى الحوار مع باحث وبرامج دعم البحوث للطلاب مشيرًا إلى أن الوزرة تعمل على نشر ثقافة البحث العلمي والابتكار وتعزيزها من خلال القوافل العلمية التي تجول في مختلف محافظات سلطنة عُمان.
وتعد مراكز الابتكار ونقل التكنولوجيا ركيزة أساسية للاستثمار في المعرفة وريادة الأعمال، وخدمة الاقتصاد الوطني من خلال تقديم خدمات نوعية تسهم في نجاح المشاريع الابتكارية، وتذليل التحديات التي تواجهها في مراحل نموها المختلفة؛ بهدف تعزيز المنظومة الوطنية للإبداع والابتكار.
يأتي إطلاق البرنامج لبناء الإمكانات العلمية، وتشكيل المناخ الابتكاري لريادة الأعمال، ورفع مرتبة سلطنة عُمان في المؤشرات العالمية كمؤشر الابتكار العالمي، ومؤشر القدرة التنافسية العالمية، ومؤشر ريادة الأعمال العالمي.
يقدم البرنامج الذي يستمر عامين دعمًا تشاركيًّا لمؤسسات التعليم العالي من خلال مسارين: الأول مسار التأسيس ويتضمن تأسيس مراكز ابتكار، وتوفير بنية أساسية، وحزمة متكاملة من الخدمات في مجال الابتكار وريادة الأعمال، أما المسار الثاني فهو التمكين ويهدف إلى تعزيز وتطوير مراكز الابتكار القائمة، وتوسيع دورها ومسؤولياتها وقاعدة مواردها، وتحسين مخرجاتها، وزيادة كفاءة إنتاجيتها.
يتضمن الدعم تقديم حزمة متكاملة من البرامج والخدمات لدعم المشاريع الابتكارية المنتسبة إلى هذه المراكز من داخل وخارج المؤسسة.
ويستهدف البرنامج الطلبة والموظفين (الأكاديميين والفنيين والإداريين) والباحثين والمبتكرين ورواد الأعمال والشركات الناشئة المدفوعة بالابتكار.
وقدّم الدكتور عادل بن سعيد البوسعيدي، مدير مركز الابتكار ونقل التكنولوجيا بجامعة السلطان قابوس عرضًا مرئيًّا حول تجربة الجامعة في تفعيل مركز الابتكار ونقل التكنولوجيا، تناول القدرة على الابتكار وريادة الأعمال وتضمنت البنية الأساسية والتمويل ورأس المال البشري بالإضافة إلى الثقافة والحوافز.
كما تطرق إلى أهداف مركز الابتكار ونقل التكنولوجيا بالجامعة منها تنمية القدرات والكفاءات وزيادة الوعي بأهمية الابتكار وريادة الأعمال وتوفير مساحة للإبداع والتفاعل والعمل على تسويق المشاريع العلمية ذات العائد الاقتصادي بالإضافة إلى توفير مساحة تفاعلية وداعمة تمكّن الطلاب والباحثين من تنفيذ وتطوير ابتكاراتهم.