رصد – أثير
إعداد: جميلة العبرية
في إطار السعي المتواصل نحو بدائل غذائية صحية ومستدامة، يبرز “الملح الأخضر” كأحدث الابتكارات في عالم المكونات الطبيعية للطهي، إذ يضفي نكهة فريدة وفوائد صحية مميزة على الأطعمة. هذا النوع من الملح، المستخرج من نباتات بحرية وشاطئية، يتميز بطعمه اللذيذ وتأثيره الإيجابي على صحة الإنسان، حيث يُعدّ خيارًا غنيًا بالمعادن الأساسية ويحتوي على نسبة منخفضة من الصوديوم، ما جعله يحظى باهتمام الطهاة وخبراء التغذية في الدول الآسيوية والأوروبية، ليكتسب شعبية واسعة بين محبي النكهات المبتكرة والأنظمة الغذائية الصحية.
ما هو الملح الأخضر؟
وفقًا لرصد “أثير” من عدة مصادر حول “الملح الأخضر”، يُعدّ هذا النوع من الملح طبيعيًا، ويستخرج من نباتات خاصة تتحمل الظروف المناخية القاسية، أبرزها “الساليكورنيا” التي تنمو في البيئات الساحلية والصحراوية المالحة. ويتميز هذا الملح بمحتواه المنخفض من الصوديوم مقارنةً بالملح التقليدي، مع نسبة عالية من المعادن المفيدة، مثل البوتاسيوم والمغنيسيوم، مما يجعله خيارًا مثاليًا لمن يسعون لتقليل الصوديوم في نظامهم الغذائي.
المصدر والمنشأ
يُنتج الملح الأخضر بشكل أساسي في الدول الساحلية، مثل كوريا الجنوبية وإيران، حيث تتوافر الظروف الملائمة لنمو هذه النباتات التي تتحمل نسبة عالية من الملوحة، إلى جانب انتشاره في بعض المناطق الأوروبية والآسيوية الأخرى. وتعتمد هذه البلدان على إنتاجه واستخراجه لتلبية الطلب المتزايد عليه في الأسواق العالمية.
استخداماته
يمكن استخدام الملح الأخضر كبديل للملح التقليدي في مختلف الأطباق، سواء في تتبيل اللحوم والخضروات، أو في السلطات، أو حتى في المشروبات الباردة، لإضافة لمسة صحية ونكهة عشبية خاصة. وتعد كوريا الجنوبية من الدول الرائدة في استخدام الملح الأخضر، حيث يظهر في العديد من الأطباق التقليدية والوصفات الحديثة. كما انتشر استخدامه في اليابان وفرنسا وبعض الدول الأوروبية الأخرى، إذ بدأ الطهاة في استبدال الملح الأبيض به لإضفاء نكهة مميزة وتقليل التأثيرات الصحية الضارة الناجمة عن ارتفاع نسبة الصوديوم.
قيمته الغذائية
يمتاز الملح الأخضر بقيمة غذائية فريدة؛ فهو يحتوي على نسبة عالية من البوتاسيوم والمغنيسيوم ومضادات الأكسدة، التي تلعب دورًا مهمًا في دعم صحة القلب وتنظيم ضغط الدم. كما يوفر تناول الملح الأخضر خيارًا صحيًا لمرضى القلب وارتفاع ضغط الدم الذين يُنصحون بتقليل استهلاك الصوديوم في وجباتهم اليومية.
الجدوى الاقتصادية
على الرغم من أن الملح الأخضر يُعد أغلى ثمنًا من الملح الأبيض التقليدي، إلا أن فوائده الصحية على المدى البعيد تعوض هذا الفارق، حيث يسهم في تقليل تكاليف العلاجات الطبية المرتبطة بأمراض القلب وارتفاع ضغط الدم. وكونه منتجًا نباتيًا طبيعيًا ومستدامًا، فإنه يمثل خيارًا صديقًا للبيئة أيضًا.
هل يمكن أن يحل الملح الأخضر بديلاً للملح الأبيض أو الأسود؟
تجري حاليًا عدة دراسات لاستكشاف فعالية الملح الأخضر كبديل كامل للملح التقليدي، خاصةً للمرضى الذين يحتاجون إلى الحد من استهلاك الصوديوم. ورغم أن نكهته العشبية قد تتطلب تكييفًا في الاستخدام لتناسب بعض الأذواق، فإن فوائده تفتح المجال لانتشاره كخيار صحي جديد.
ختامًا، الملح الأخضر ليس مجرد منتج جديد، بل هو جزء من ثورة في عالم الصحة والطهي، يقدم للأفراد فرصة للاستمتاع بنكهة فريدة وقيمة غذائية عالية في كل وجبة.
المصادر: