رصد - أثير
إعداد: جميلة العبرية
يعد التنمر الوظيفي من السلوكيات السلبية التي تؤثر سلبًا على الأفراد في بيئات العمل، ويُعرف بأنه الأذى المتعمد الذي يقوم به شخص أو مجموعة تجاه فرد آخر، مما يخلق بيئة عمل غير صحية. ويأخذ التنمر أشكالاً مختلفة، تشمل اللفظي والجسدي والنفسي، ويؤثر بشكل كبير على الأداء الوظيفي والثقة بالنفس.
ووفق رصد “أثير” من عدة مواقع، فإن مصطلح “التنمر الوظيفي” ليس جديدًا، إذ تم تسليط الضوء عليه في العديد من الكتب والأبحاث منذ أوائل التسعينات، أبرزها كتاب “التنمر في العمل” للكاتبة أندريا أدامز، الذي يُعد من أوائل المؤلفات التي ركزت على هذه الظاهرة السلبية في بيئات العمل.
أشكال التنمر الوظيفي
يتخذ التنمر الوظيفي عدة أشكال، منها:
- التنمر اللفظي: باستخدام ألفاظ مهينة وتعليقات سلبية.
- التنمر الجسدي: وقد يصل إلى الاعتداء المباشر.
- التنمر الاجتماعي: من خلال عزل الموظف عن الأنشطة الجماعية.
- التنمر العاطفي: عبر التلاعب بالمشاعر وتجاهل الإنجازات.
وأظهرت الدراسات أن نحو 19% من الموظفين يتعرضون للتنمر الوظيفي يوميًا، وغالبية المتنمرين هم من أصحاب المناصب الإدارية، مما ينعكس سلبًا على إنتاجية المؤسسات وثقة الموظفين.
التنمر الوظيفي الناعم: الخطر الخفي
تحدث الدكتور موسى الغافري عبر منصة “لينكد إن” عن نوع آخر من التنمر يُسمى “التنمر الوظيفي الناعم”، وهو أسلوب خفي من التنمر يتمثل في التهميش وتقليل شأن الموظف بطرق غير مباشرة، وغالبًا ما يُمارس من قبل القيادات تجاه الموظفين المتميزين. ويُعرف أيضًا بـ”الفصل الصامت للموظف”، حيث يمارَس عبر سلطات إدارية تبدو هادئة دون الإهانة العلنية.
من جانبه، أشار الدكتور سعيد العمر في منصة “أكس” إلى أن التنمر الوظيفي الناعم يشمل أساليب تهميشية، مثل حرمان الموظف من فرص التدريب والاجتماعات، وسحب الصلاحيات، وتجاهل الرسائل الإلكترونية والأفكار، وهو أسلوب يُنفّذ بهدوء وتخطيط لإبعاد الشخص تدريجيًا عن بيئة العمل.
آثار التنمر الوظيفي
تتسبب هذه الممارسات في تدهور الصحة النفسية والجسدية للموظف، إذ تؤدي إلى القلق والتوتر وضعف الإنتاجية. ويعتبر التنمر الناعم من أشد الأنواع تأثيرًا لأسلوبه الخفي، الذي قد يبدو للآخرين وكأنه خارج عن سيطرة المدير، في حين أنه مخطط بعناية.
طرق مواجهة التنمر الوظيفي
لمواجهة التنمر الوظيفي، ينصح الخبراء باتباع عدد من الإجراءات، منها:
• توثيق حالات التنمر: تسجيل الأدلة الداعمة لأي شكاوى مقدمة.
• التحدث مع المتنمر: مواجهة المتنمر بأسلوب هادئ، مع التركيز على السلوك لا الشخص.
• التوعية بالحقوق: فهم الحقوق الوظيفية يساعد في مواجهة التنمر بشكل فعّال.
• تطبيق سياسات داخل المؤسسات: تحتاج المؤسسات إلى سنّ قوانين صارمة للحد من هذه الظاهرة.
في النهاية، يبقى التنمر الوظيفي الناعم من أخطر أنواع التنمر، لأنه يمارس بأساليب خفية وغير مباشرة. ويعد تعزيز الثقة بالنفس واكتساب مهارات جديدة من أهم وسائل التصدي لهذا السلوك السلبي، إذ يمنح الموظف القدرة على مواجهة التحديات والمضي قُدمًا في مسيرته المهنية بثبات.
المصادر: