رصد - أثير
تُعرف ولاية سمائل، إحدى ولايات محافظة الداخلية، بلقب “الفيحاء” بفضل كثرة وديانها الخضراء وبساتينها المورقة، وتشتهر تحديدًا بوفرة أشجار النخيل، خاصة نخلة “الفرض” التي أصبحت رمزًا للولاية. تبعد سمائل عن العاصمة مسقط حوالي 85 كم، وتتميز بتاريخها العريق ومعالمها السياحية المتعددة التي تجذب الزوار من داخل سلطنة عمان وخارجها.
تحتضن سمائل حوالي 115 قلعة وحصنًا وبرجًا، ومن أبرزها حصن سمائل الذي يعكس روعة العمارة العمانية التقليدية. كما تضم الولاية نحو 300 مسجد، من بينها مسجد الصحابي الجليل مازن بن غضوبة، الذي يعد أحد أقدم المساجد في عُمان، بالإضافة إلى مسجد القبلتين. وتزخر سمائل بمعالم طبيعية بارزة؛ حيث تنتشر فيها الأفلاج والعيون، ويصل عدد الأفلاج إلى حوالي 194 فلجًا، من أشهرها فلج السمدي، بينما تحتوي على 15 عينًا مائية تزين الطبيعة الخلابة.
حصن سمائل: رمز القوة والتاريخ
يقع حصن سمائل في منطقة علاية سمائل، ويمتد عرضه إلى حوالي 80 مترًا في جزئه السفلي. يتميز الحصن ببرج دائري ضخم مبني من الحجارة والجص، ويقع في أعلى نقطة من الصخرة، ويوازيه في الجهة الشمالية برج مربع الشكل. تحيط أسوار عالية غير منتظمة بالحِصن، وتتصل بالمعقل الأمامي الذي يحوي المدخل الرئيسي، مما يجعله مَعلمًا عريقًا وشاهدًا على تاريخ الولاية.
مسجد مازن بن غضوبة: أول مسجد بُني في عُمان
يعد مسجد مازن بن غضوبة، المعروف أيضًا بمسجد “المضمار”، أول مسجد بُني في عُمان ويحتفظ بمكانة خاصة في قلوب العمانيين.
أسواق سمائل التقليدية: تراث وتجارة منذ 300 عام
وتحتوي سمائل على أسواق تقليدية عريقة، من أبرزها السوق التقليدي في سفالة سمائل، الواقع أسفل حصن سمائل الشهير، وسوق آخر في علاية سمائل، الذي يعود بناؤه لأكثر من 300 عام، حيث شُيد بجهود الأجداد باستخدام الطين والحجارة ومخلفات النخيل. يضم السوق ثلاثة أبواب رئيسة مصنوعة من الخشب الثقيل وغرفة للحارس عند المدخل الرئيسي، ويضم أكثر من 75 محلاً تجاريًا، بالإضافة إلى ثلاث عرصات لبيع الأسماك والبرسيم والتمور العمانية. ويعمل السوق خلال فترتين، صباحية ومسائية، ويعد من أقدم الأسواق التقليدية في محافظة الداخلية بعد سوق نزوى.
سمائل: واحة للتاريخ والطبيعة
تجمع ولاية سمائل بين عبق التاريخ وجمال الطبيعة، ما يجعلها وجهة مثالية للاستكشاف والتعرف على التراث العماني الأصيل، حيث يجد الزائر فيها مزيجًا فريدًا من المعالم الأثرية والطبيعية، وتجربة الأسواق التقليدية التي تعكس روح الماضي.
المصدر: العمانية