رصد-أثير
تقع “حارة السليف” في ولاية عبري بمحافظة الظاهرة، وتبعد عن مسقط بحوالي 212 كم، وكان يطلق عليها في أوقات مختلفة لفظة “حارة”، وأيضا “قلعة السليف” وهي مجتمع محصن بشكل كبير يقع في المنفذ والممر الشرقي لواحة عبري.
وقد بنيت الحارة على سفح جبل شنبوه المطل على وادي السليف، وذلك في عهد الإمام اليعربي سلطان بن سيف الثاني (1711 – 1718- 19 م). ويشكل موقع الحارة أهمية كبيرة بصفته منفذا إلى واحة عبري، لذلك تم إنشاء برج مراقبة أو قاعدة دفاعية قبل الحصن على التلة المطلة على الوادي (وكلاهما كان يعرف باسم شنبوه).
ويعد حصن السليف مستوطنة محصنة تشكل الأبراج زوايا الحصن، ولقد منحت هذه الأبراج أسماء متميزة مثل، برج الريح أو برج الرياح يتجاوز حدود الحارة ليشل الركن الشرقي للحصن فوق التلة. أما الأبراج الأخرى فهي برج الساعد، وبرج الطوي، وبرج المربعة، وبرج الصاروج، وبرج الأبيض، أما البرج المرتبط بالمسجد فليس له اسما محددا.
ويعد المسجد من أهم المباني ويعرف باسم مسجد الحصن أو مسجد حارة السليف، ومساكن حارة السليف مبنية حصريا من الطوب الطيني وأساساتها حجرية من أجل ألا تتدمر بفعل المياه الجارية خلال العواصف المطرية.
وتتميز معظم المساكن من خلال حجمها الكبير نسبيا ومظهرها المهيب، ويبدو أن معظم المساكن كانت تتألف من طابقين أو أفنية داخلية وكانت في الغالب مزينة بشكل غني بالنقوش الجدارية والرسومات، وأيضا بدعامات الأسقف المكتوب عليها آيات قرآنية متقنة الصنع، وعليها تواريخ، وإهداء الخ. كما شاعت الردهات ذات الأقواس الكبيرة.
وتعد السوق أحد المعالم المثيرة للاهتمام في حارة السليف والذي هو بحالة جيدة نسبيا، ويقع في الزاوية الجنوبية الغربية من الموقع ويحوي مجموعه من الأكشاك والمحلات التجارية ومجموعة من المخازن الموجودة حول مساحة مفتوحة في الوسط تستخدم لبيع الماشية والبضائع في المزاد، أما المحلات فإنها تقدم العديد من الخدمات التجارية كبيع الخضروات والخياطة والحدادة ويوجد محل مفتوح لصناعة السلاح.
وشهدت حارة السليف اختلافات في تعدادها السكاني من موسم لآخر، إذ في موسم حصاد التمور يقطن معظم السكان في بساتين النخيل والأراضي الزراعية ولا يعودون إلى الحارة نفسها إلا بعد انتهاء الحصاد.
المصدر: البوابة الإعلامية لوزارة الإعلام