رصد - أثير
إعداد - ريما الشيخ
تُعتبر السياحة المستدامة نهجًا متكاملًا يسعى إلى تحقيق التوازن بين تطوير القطاع السياحي وحماية البيئة والتراث الثقافي، ويأتي هذا المفهوم كاستجابة للتحديات البيئية والاجتماعية التي يواجهها العالم اليوم، حيث تهدف السياحة المستدامة إلى تحقيق التنمية الاقتصادية دون الإضرار بالبيئة أو المجتمعات المحلية، مع ضمان استدامة الموارد الطبيعية والثقافية للأجيال القادمة.
وقالت الأمم المتحدة إن أكثر من 50 حكومة وقعت على إعلان الأمم المتحدة لجعل السياحة في أنحاء العالم أكثر ملاءمة للمناخ، وهو ما أشادت به بوصفه إنجازا كبيرا لقمة المناخ المنعقدة في أذربيجان.
فما هي السياحة المستدامة؟
تشير المعلومات التي رصدتها ”أثير“ من عدة مواقع، بأنه وفقًا لمنظمة السياحة العالمية (UNWTO)، فإن السياحة المستدامة هي التي تلبي احتياجات الزوار، والمجتمعات المضيفة، والبيئة الطبيعية مع الحفاظ على الموارد الثقافية والبيئية، وتعمل هذه السياحة على تحسين التجربة السياحية مع تقليل التأثيرات السلبية على البيئة، وزيادة الفوائد الاقتصادية والاجتماعية للمجتمعات المحلية.
التحديات والفرص
تعد السياحة قطاع اقتصادي مزدهر، إذ تسهم بنسبة تصل إلى 10% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وفقًا لتقارير البنك الدولي، إلا أن هذا النمو يترافق مع تحديات مثل استنزاف الموارد الطبيعية، وتلوث المياه والهواء، والضغط على التراث الثقافي، كما أن السياحة المستدامة تقدم حلاً لهذه المشكلات من خلال تعزيز ممارسات مسؤولة تراعي البيئة والمجتمع.
تجارب عربية بارزة
سلطنة عُمان
حققت سلطنة عُمان تقدمًا ملحوظًا في تبني السياحة المستدامة، حيث احتلت المركز الأول خليجيًا والثاني عربيًا في مؤشر السياحة المستدامة لعام 2020، الصادر عن مؤسسة “يورو مونيتور إنترناشيونال”.
ومن أبرز مشاريع السلطنة:
مشروع المدينة المستدامة في يتي: يُعد هذا المشروع علامة فارقة في تعزيز السياحة البيئية في السلطنة، حيث يتم تطويره على مساحة مليون متر مربع بهدف تحقيق معايير الاستدامة في مجالات البيئة والاقتصاد والثقافة.
مبادرة الزعنفة الخضراء: أطلقت مؤسسة عُمان للإبحار هذه المبادرة لتعزيز السياحة البحرية المستدامة وتقليل الأثر البيئي للنشاطات السياحية.
السعودية
تسعى المملكة إلى تنويع اقتصادها من خلال السياحة المستدامة، ومن أبرز جهودها:
كهف أبو الوعول: تطويره كموقع سياحي يعكس التزام المملكة بالمحافظة على المعالم الطبيعية.
مبادرة الحج الأخضر: تهدف إلى تقليل البصمة الكربونية للحج من خلال ممارسات بيئية مستدامة.
مصر
تم اختيار قريتي أبو غصون وغرب سهيل ضمن أفضل القرى السياحية في العالم، نتيجة التزامهما بمعايير السياحة المستدامة التي تشمل الحفاظ على التراث الثقافي ودعم الاقتصاد المحلي.
أمثلة عالمية
رواندا
تُعد مثالاً بارزًا على نجاح السياحة المستدامة في أفريقيا، وتعتمد الدولة على الاقتصاد الأخضر للحفاظ على التنوع البيولوجي، كما تُركز على السياحة البيئية التي تساهم في تحسين صحة الإنسان وتعزيز الاقتصاد المحلي.
أوروبا
تُعتبر بعض الوجهات الأوروبية مثل النرويج وسويسرا من النماذج العالمية في السياحة المستدامة، حيث تعتمد على تقنيات حديثة لتقليل انبعاثات الكربون وتعزيز النقل العام الصديق للبيئة.
تحديات السياحة المستدامة
رغم التقدم، تواجه السياحة المستدامة تحديات عديدة، مثل:
تغير المناخ: يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى تهديد الوجهات السياحية الطبيعية مثل الشعاب المرجانية والغابات الاستوائية.
التمويل: تحتاج مشاريع السياحة المستدامة إلى استثمارات كبيرة.
التوعية: يتطلب تغيير السلوك السياحي توعية المجتمعات والزوار بممارسات الاستدامة.
المصادر :
-جريدة عمان
-عمان للإبحار
-الجزيرة
-ويكيبيديا
-الأمم المتحدة للسياحة