أخبار

نيرانها لا تنطفئ منذ أكثر من 50 عامًا: ما قصة ”حفرة الجحيم“؟

حفرة الجحيم

رصد - أثير

إعداد: مـحـمـد الـعـريمـي

قبل نحو أكثر من 50 عامًا، تشكلت فوهة نارية ضخمة في صحراء كارا كوم في تركمانستان، استمرت نيرانها مشتعلة 5 عقود وحتى يومنا هذا، لتصبح واحدة من أكثر الظواهر الطبيعية إثارة للدهشة في العالم وموقعًا سياحيًا جاذبًا وفرصة للمغامرين والسائحين، حيث تستهوي الزوار لالتقاط الصور والتجول حولها في مشهد يبدو وكأن الأرض نفسها مشتعلة.

ماذا تعرف عن ”حفرة الجحيم“ أو ”باب الجحيم“ في دولة تركمانستان؟

أصول الحفرة غامضة، ولا أحد يعرف على وجه اليقين كيف تشكلت، ولكن هناك رواية تقول إنه في عهد الاتحاد السوفيتي عام 1971م كان يوجد معمل لاستخراج الغاز على أرض مسطحة في قلب صحراء آرال كاراكوم قرب منطقة ديرويز بدولة تركمانستان في آسيا الوسطى، فسقطت إحدى الحفارات واصطدمت بكهف ضخم للغاز الطبيعي تحت الأرض، فانهار الكهف وشكَّل حفرة كبيرة وعميقة تشير التقارير إلى أنها تمتد لقطر يبلغ حوالي 70 مترًا وتصل عمقها إلى 20 مترًا تقريبًا..

عندما بدأ غاز الميثان السام في التسرب من الحفرة إلى الغلاف الجوي، ولمنع تسربه في المناطق المحيطة حفاظًا على البيئة والكائنات الحية من أضراره، قرر الجيولوجيون إشعال النيران فيها حتى تستهلك الغاز وتنتهي خلال أيام ولكن كانت النتيجة عكسية حيث استمرت النيران في الاشتعال ولم تنطفئ حتى يومنا هذا.

أصبحت تلك الحفرة بالرغم من أنها كارثة بشرية وليست ظاهرة طبيعية، من المواقع السياحية المشهورة في تركمانستان، وخاصة للمغامرين وعاشقي رؤية النيران المشتعلة لحافة بركان، فيمكن رؤية فوهة الجحيم المتوهجة من بعد أميال وتنتشر منها رائحة الكبريت في المناطق المحيطة وعلى مسافات بعيدة.

تم تحليل عينات من تربة حفرة الجحيم، حيث اكتشف نوع من البكتيريا – بكتيريا قشرية متطرفة – تعيش في قاع الحفرة، وهذه البكتيريا تعيش بسهولة في درجات الحرارة العالية، وليس لها أي أثر في التربة المحيطة بالحفرة؛ الأمر الذي يهدد البشرية بوجود سلالة بكتيرية جديدة ومتطورة تستطيع النجاة ومقاومة درجات الحرارة العالية المماثلة.

رجل واحد فقط تمكن من النزول إلى الحفرة وهو المستكشف ”جورج كورونيس“ من أجل استكشافها ومعرفة خصائصها والغازات المكونة لها ودرجة حرارتها وقد استغرق التخطيط لهذه المغامرة العلمية 18 شهرًا تحت إشراف فريق متخصص ومحترف، حيث رُبط كورونيس بحبل سميك وأُنزل إلى باب جهنم، مرتديًا زيًّا مصنوعًا من عدة طبقات من مادة الكيفلار لحمايته من الحرارة، ووضع له جهاز خاص للتنفس.

ماذا قال المستكشف ”جورج كورونيس“ بعد نزوله للحفرة؟

قال: إن الانهيار ربما حدث في الستينيات، ومن الصعب بالنسبة لي أن أؤيد ذلك، لكن هذا في الأساس من فم الحصان مباشرة، ولكن كل شيء ممكن عندما لا تكون هناك سجلات تؤكد أو تنفي، مضيفًا: يمكنك سماع هدير النار إذا وقفت على الحافة، والحرارة، إذا كنت في اتجاه الريح، لا تطاق، وهناك الآلاف من النيران الصغيرة حول الحواف وباتجاه المركز، كما أن هناك شعلتان كبيرتان في المنتصف في الأسفل، ومن المحتمل أن يكون هذا هو المكان الذي كانت فيه حفرة الحفر لاستخراج الغاز الطبيعي.

وعبّر جورج كورونيس: أصل الحفرة الغامض أصبح الآن ثانويا، حيث أن هناك مشكلة أكبر في متناول اليد وهي (تغير المناخ)، إن حرق الغاز على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع ليس مظهرًا رائعًا في عام 2024م، ففي عام 2022م، ظهر قربان قولي بيردي محمدوف، رئيس تركمانستان آنذاك، على شاشة التلفزيون الحكومي ليطلب من المسؤولين إطفاء النيران الجهنمية، وقال ”إن الحفرة التي من صنع الإنسان“ تؤثر سلبًا على البيئة وصحة الأشخاص الذين يعيشون بالقرب منها، وإننا نخسر موارد طبيعية قيمة يمكن أن نجني منها أرباحًا كبيرة ونستخدمها لتحسين رفاهية شعبنا”، وأصدر تعليماته للمسؤولين لإيجاد حل لإطفاء الحريق

المصادر:

- بي بي سي

- ناشيونال جرافيك

- موقع تاريخ

Your Page Title