الأولى

قبل وصول سلطاننا إلى بلجيكا غدًا: سفيرتنا تكشف أبعاد الزيارة التاريخية وآفاقها الإستراتيجية

سعادة السفيرة رؤى بنت عيسى الزدجالية

أثير – جميلة العبرية

يصل غدًا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- إلى مملكة بلجيكا في زيارة دولة، تلبيةً لدعوة جلالة الملك فيليب ليوبولد لويس ماري، ملك البلجيكيين. تهدف هذه الزيارة إلى تعزيز مسارات التعاون بين البلدين الصديقين في مختلف المجالات، واستكشاف سبل جديدة تخدم المصالح المشتركة. كما ستشهد الزيارة التشاور والتنسيق حول القضايا الإقليمية والدولية الراهنة.

وفي هذا السياق، تواصلت “أثير” مع سعادة السفيرة رؤى بنت عيسى الزدجالية، سفيرة سلطنة عُمان لدى مملكة بلجيكا والمفوضة لدى الاتحاد الأوروبي والمفوضية الأوروبية، التي أكدت أهمية هذه الزيارة التاريخية، قائلةً:

“زيارة دولة يقوم بها جلالة السلطان المعظم -حفظه الله ورعاه- إلى مملكة بلجيكا تحمل أبعادًا إستراتيجية، تعكس التزام سلطنة عُمان بتعميق العلاقات الثنائية وتعزيز الشراكة المستدامة مع بلجيكا في شتى المجالات. هذه الزيارة تأتي تتويجًا لعلاقات استمرت لأكثر من 46 عامًا من التعاون الدبلوماسي المثمر بين البلدين.”

وأضافت: “تُعدُّ هذه الزيارة تاريخية كونها الأولى من نوعها على مستوى زيارات الدولة من المنطقة إلى بلجيكا، وتأتي في توقيتٍ بالغ الأهمية. فهي تواصل الزخم الذي أطلقته زيارة ملك البلجيكيين إلى سلطنة عُمان في فبراير 2022، والتي شهدت افتتاح ميناء الدقم، أحد المشاريع الكبرى التي أصبحت رمزًا للتعاون الإستراتيجي بين البلدين، لا سيما في مجالات التجارة والخدمات اللوجستية.”

علاقات ثنائية مبنية على الثقة والتفاهم

أوضحت السفيرة الزدجالية أن العلاقات الثنائية بين سلطنة عُمان وبلجيكا تتميز بالثقة المتبادلة والرؤية المشتركة، مؤكدةً أن الزيارة تُعد فرصة لتوسيع نطاق التعاون في العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك. وأضافت:

“هذه الزيارة ستفتح آفاقًا جديدة للشراكة بين البلدين، بما في ذلك مجالات التجارة، الاستثمار، والطاقة. كما ستُعزز التفاهم المشترك حول التحديات العالمية الراهنة والقضايا الإقليمية التي تتطلب تنسيقًا وثيقًا بين الجانبين.”

وأشارت السفيرة إلى أن الزيارة لا تقتصر على تعزيز التعاون التقليدي في الاقتصاد والتجارة، بل تسعى أيضًا إلى توسيع الشراكات لتشمل مجالات الابتكار التكنولوجي والطاقة المتجددة.

أولويات التعاون الثنائي

حول مسارات التعاون التي سيتم التركيز عليها خلال الزيارة، قالت السفيرة: “سيكون هناك تركيز على الصناعات الناشئة، لا سيما في مجالات علوم الحياة، الابتكار التكنولوجي، والفضاء الجوي. كما ستتناول النقاشات التعاون في البحث العلمي وتبادل المعرفة، إضافةً إلى دعم المشاريع الابتكارية المشتركة بين البلدين.”

وأضافت:“من المتوقع أن تشمل مجالات التعاون أيضًا الصحة، الأدوية الحيوية، والفضاء، إلى جانب قطاعات أخرى مثل الدفاع والطاقة المتجددة. هذه القطاعات تُعد أولوية لكلا البلدين وتفتح آفاقًا واسعة للتعاون المشترك.”

الطاقة الخضراء والتكنولوجيا: محور التعاون الجديد

أشارت السفيرة إلى أن الزيارة تُتيح فرصة لتعزيز التعاون في مجالات الطاقة المتجددة والتكنولوجيا الحديثة. وأوضحت: “اللقاء بين المسؤولين من الجانبين سيُعزز الشراكة الاقتصادية التي تطورت بشكل كبير في السنوات الأخيرة، خصوصًا في مشروعات الطاقة المتجددة. ويُعدُّ مشروع ‘هايبورت الدقم’، المشترك بين مجموعة أوكيو ومجموعة ديمي، مثالًا ناجحًا للتعاون في مجالات الابتكار والاستدامة في قطاع الطاقة.”

تنسيق دولي حول القضايا الإقليمية والعالمية

وحول الجانب الدولي للزيارة، قالت السفيرة: “العلاقات بين سلطنة عُمان وبلجيكا تستند إلى تعاون وثيق مبني على الثقة المتبادلة. ومن المتوقع أن تركز النقاشات على القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، مثل التحديات الاقتصادية العالمية، أمن الطاقة، والتغير المناخي، إلى جانب القضايا التي تؤثر على الأمن والاستقرار في المنطقة.”

وأكدت أن هذه النقاشات ستعزز التنسيق بين البلدين لمواجهة التحديات المشتركة، مشيرةً إلى أن سلطنة عُمان وبلجيكا تتشاركان رؤية مشتركة لتعزيز السلام والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي.

فرص اقتصادية واستثمارية جديدة

أكدت السفيرة الزدجالية أن الزيارة تمثل فرصة لتعزيز الاستثمارات بين البلدين، قائلةً: “الزيارة ستُسهم في زيادة الاستثمارات البلجيكية في سلطنة عُمان والعُمانية في بلجيكا، لا سيما في القطاعات ذات الأولوية مثل التكنولوجيا الحديثة والطاقة المتجددة. كما أن التعاون بين القطاع الخاص في البلدين من خلال غرفة تجارة وصناعة عُمان ونظيرتها البلجيكية يُوفر منصة لتطوير الاستثمارات المشتركة.”

وأضافت أن الشركات العُمانية ستتمكن من توسيع أعمالها في السوق الأوروبية، خصوصًا في مجالات التنقل الأخضر، التكنولوجيا، والصناعات التحويلية.

تعزيز العلاقات الثقافية والشعبية

أشارت سعادة السفيرة في حديثها إلى أهمية العلاقات الثقافية بين البلدين، قائلةً: “التبادل الثقافي والفني يُعدُّ ركيزة أساسية في تعزيز العلاقات الثنائية، إذ نتطلع إلى تنظيم فعاليات ثقافية وفنية مشتركة بين البلدين، تُسهم في تعزيز التفاهم المتبادل وتعريف الشعبين بثقافة وفنون الآخر.”

آفاق جديدة للتعاون الإستراتيجي

في ختام تصريحها، قالت السفيرة الزدجالية: “هذه الزيارة تُعد نقطة تحول في تاريخ العلاقات العُمانية البلجيكية. نتطلع إلى أن تسفر عن مشاورات رسمية تُعزز الشراكات الإستراتيجية في مجالات التجارة، الاستثمار، الطاقة، والابتكار، بما يُحقق المصالح المشتركة والتنمية المستدامة لكلا البلدين.”

وأكدت سعادة السفيرة أن الزيارة تمثل نقطة تحول في تاريخ العلاقات العمانية البلجيكية، حيث ستسهم في بناء شراكات إستراتيجية مستدامة بين البلدين في مختلف المجالات، وهي فرصة لتعزيز التعاون المشترك وتبادل الخبرات بما يخدم تطلعات سلطنة عمان وبلجيكا على الصعيدين الثنائي والدولي.

Your Page Title