أثير – جميلة العبرية
تُعد هذه الفترة من العام فريدة في طقسها المتقلب، حيث يمكن أن نشهد خلال يوم واحد تغيرات تمثل أجواء الفصول الأربعة. أطلق العمانيون القدماء على هذا الوقت اسم “وقت المعاياه”، في إشارة إلى التقلب بين الحرارة، البرودة، والاعتدال، كما أوضح الباحث الفلكي حمد السكيتي لـ”أثير”.
التحولات المناخية والظواهر الفلكية
مع بداية شهر ديسمبر، تبدأ موجات البرد بالتسلل تدريجيًا إلى أجواء سلطنة عمان، لتبلغ ذروتها في شهر يناير. وشرح السكيتي أن هذه الفترة تتزامن مع وصول الشمس إلى أقصى الجنوب في 21 ديسمبر، وهي ظاهرة تُعرف فلكيًا بـ”الانقلاب الشتوي”.
وأضاف أن هذا اليوم يتميز بكونه أقصر نهار وأطول ليل في السنة الشمسية، ما يعكس بداية انتقال الشمس في رحلتها السنوية نحو أقصى الشمال.
نشاطات الزراعة الموسمية
ووفقًا للسكيتي، تُعد هذه الفترة مثالية للزراعة الموسمية في السلطنة، حيث تتهيأ الظروف المناخية لزراعة محاصيل مثل القمح (البر)، الشعير، والخضروات بمختلف أنواعها.
وأشار إلى أن المزارعين يستغلون هذا الوقت لتحضير أشجار النخيل عبر أعمال التسميد، الرش، والتقليم، تمهيدًا لموسم التزهير الذي يبدأ عادةً في شهر يناير.
فرصة مثالية لعشاق التخييم
ولفت السكيتي إلى أن هذه الأجواء تُعد مثالية لعشاق التخييم والمبيت في المناطق البرية. حيث تمتاز الأجواء باعتدال يميل إلى البرودة، مع انخفاض خطر الزواحف مثل الأفاعي والحشرات السامة كالعقارب، نظرًا لدخولها في مرحلة “البيات الشتوي”.
وأوضح أن هذه الظروف تجعل الأنشطة البرية أكثر أمانًا وراحة لعشاق الطبيعة والمغامرات.
ارتباط الإنسان العماني ببيئته
وفي ختام حديثه، أكد السكيتي أن هذه الفترة تمثل فرصة فريدة للاستمتاع بالطبيعة وتقلبات المناخ، سواء من خلال الأنشطة الزراعية أو رحلات التخييم البرية، كما أشار إلى أن فترة “المعاياه” تُبرز الارتباط العميق للإنسان العماني ببيئته الطبيعية وموروثه الثقافي، الذي يظهر جليًا في الأنشطة الزراعية والسياحية خلال هذا الوقت من العام.