رصد - أثير
إعداد: جميلة العبرية
بدأت يوم أمس زيارة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- إلى مملكة بلجيكا، والتي تمثل محطة بارزة في تعزيز العلاقات الدبلوماسية بين عُمان وأوروبا. وتكتسب هذه الزيارة أهمية خاصة في ظل الجهود الحثيثة التي بذلها سفراؤنا عبر العقود لترسيخ مكانة عُمان على الساحة الدولية وتعزيز الشراكات الثنائية، ما يجعلها منعطفًا جديدًا يثري تاريخ الدبلوماسية العُمانية المتميزة.
#أثير| بعونِ اللهِ وتوفيقِه، سلطاننا المعظم -حفظهُ اللهُ ورعاهُ- يصل إلى مملكة بلجيكا الصديقة في زيارة "دولةٍ" تستغرق ثلاثة أيام.@OmanEmbassyBEL pic.twitter.com/fPNLbe0VBO
— أثيـر | Atheer.om (@Atheer_Oman) December 2, 2024
إرث الدبلوماسية العُمانية في بلجيكا
منذ بدء العلاقات العُمانية البلجيكية عام 1978م، لعب سفراء سلطنة عمان دورًا محوريًا في تمثيل مصالح البلاد وتعزيز حضورها في قلب الاتحاد الأوروبي. وفيما يلي نبذة عن أبرز السفراء الذين ساهموا في بناء هذا الإرث الدبلوماسي:
الشيخ غازي الرواس: الريادة في تأسيس العلاقات
كان الشيخ غازي بن سعيد بن عبدالله البحر الرواس أول سفير لسلطنة عمان لدى مملكة بلجيكا، حيث عُيّن بموجب المرسوم السلطاني رقم 50/2007.
وُلد الشيخ غازي في ظفار ونال درجة الدكتوراه في الفلسفة الإسلامية من الجامعة الإسلامية العالمية بماليزيا. تميز بحنكته الدبلوماسية وشغل مناصب بارزة، منها سفير سلطنة عمان لدى ماليزيا وفرنسا. حصل على وسام “الصليب الأكبر”، وهو أعلى وسام يمنح لغير البلجيكيين، تقديرًا لدوره في تعزيز التعاون العماني البلجيكي.
نجيم العبري: الدبلوماسية المستدامة
في عام 2014، خلف السفير نجيم بن سليمان العبري الشيخ غازي الرواس، حيث عُيّن بموجب المرسوم السلطاني رقم 10/2014.
السفير العبري، من ولاية الحمراء، عمل على تعزيز العلاقات الاقتصادية والثقافية مع الاتحاد الأوروبي. وُصف بجهوده الإستراتيجية في تعزيز الشراكات، مما رسخ مكانة عُمان كشريك موثوق في أوروبا.
رؤى الزدجالية: رائدة الدبلوماسية النسائية
أصبحت السفيرة رؤى بنت عيسى الزدجالية أول امرأة تمثل عُمان في بلجيكا، حيث عُيّنت بموجب المرسوم السلطاني رقم 62/2022.
السفيرة رؤى، من ولاية المصنعة، تحمل درجة الماجستير في القانون الدولي من جامعة السلطان قابوس، وتمثل رمزًا للإسهام النسائي في الدبلوماسية العُمانية. ركزت جهودها على تعزيز التعاون الاقتصادي والثقافي مع بلجيكا والاتحاد الأوروبي، ما يعكس الدور المتنامي للمرأة العُمانية في الساحة الدولية.
آفاق جديدة للتعاون
تأتي زيارة جلالة السلطان إلى مملكة بلجيكا في سياق تعزيز جسور التعاون بين البلدين، وفتح آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي والثقافي والسياسي. تُعد هذه الزيارة خطوة مهمة لترسيخ مكانة سلطنة عمان كشريك إقليمي ودولي موثوق، ودعم رؤية عُمان 2040 من خلال بناء شراكات استراتيجية تعزز السلام والتنمية المستدامة.
تواصل سلطنة عُمان تقديم نموذج يُحتذى به في الدبلوماسية العالمية، بفضل التزامها بالحوار والشراكة المثمرة، وترسيخ قيم السلام والانفتاح في علاقاتها الدولية.