رصد-أثير
" ستال " هي إحدى قرى وادي بني خروص بولاية العوابي بمحافظة جنوب الباطنة، وهي بوابة الوادي وتشهد باستمرار حركة سياحية نشطة، وتبعدعن مركز الولاية نحو (13) كيلومترا، وتمتاز بطقسها المعتدل صيفا والبارد شتاء وتحوي بين جنباتها عددا من الحلل مثل: “حلة الخبب وحلة بداعة الشور وحلة مزرع العالي وحلة مزرع السافل وحلة الغبرة وحلة البصرة وحلة النطالة وحلة غوير وحلة الجرف وحلة الشعيرية”.
وتشتهر القرية بزراعة مختلف أنواع المحاصيل الزراعية لخصوبة تربتها ووفرة المياه العذبة فيها ومن أهم مزروعاتها النخيل بمختلف أنواعها، إضافة إلى أشجار الليمون والبصل والثوم والجلجلان والشعير والذرة والبر والسفرجل والنارنج والحمرا وغيرها من المزروعات التي تشكل مصدر دخل لسكان القرية.
ويوجد في “ستال” فلجان الأول فلج “منعا” وهو فلج عيني والآخر فلج “ستال” وهو عدّي ويعتمد عليه سكان القرية في ري مزارعهم وفي استخداماتهم اليومية.
وأنجبت قرية “ستال” العديد من الأئمة والعلماء والأدباء شأنها في ذلك شأن بقية قرى وادي بني خروص، ومن أبرز الأئمة الذين ولدوا في القرية الإمام الصلت بن مالك الخروصي وهو خامس إمام في عمان، كما ولد فيها الشيخ الفقيه منصور بن محمد بن ناصر الخروصي والشاعر سالم بن بشير الخروصي والشاعر الأديب سعيد بن محمد بن راشد بن بشير الغشري الخروصي المعروف بــ “الستالي”.
ويوجد في القرية عدد من الآثار التاريخية المهمة، حيث توجد ثلاثة مساجد في حارة “الصلوت” الواقعة أقصى شمال القرية بنيت في عهد الإمام الصلت بن مالك الخروصي، وقد بني أحد المساجد الثلاثة في الحارة العلوية (فوق الجبل) بينما بني الآخران في الحارة السفلية وتعرف بــ مساجد “الصفا”، كما بنى الإمام عددا آخر من المساجد منها: مسجد “الغبرة” ومسجد “منعا” وهما من أقدم مساجد القرية لأن الإمام بناهما قبل أن ينصب إماما لعمان عام 237 هجريا.
ويوجد في القرية حصن “الصلوت” الذي يقع أعلى الجبل وقد بني خلال فترة حكم محمد بن الإمام الصلت بن مالك الخروصي، وتوجد أسفل هذا الجبل قرية “الصلوت” التي لم يبق منها الآن سوى بعض الجدران والأساسات الحجرية التي بنيت بها المنازل، كما يوجد برج “النجور” الذي يقع وسط القرية وقد بني لحمايتها على وجه الخصوص ولحماية باقي قرى الوادي بشكل عام ولا يعرف تاريخ بنائه أو من بناه.
كما يوجد في قرية “ستال” عدد من البيوت الأثرية كبيت “الغراق” الذي يقع بالقرب من الفلج وهو مبني من الطين والحجارة ويقدر سكان القرية عمره بأكثر من 200 سنة وبيت “الصباح” الذي يقع عند مدخل الحارة القديمة وبني من الحجارة والطين وهو مكون من طابقين ويقدر سكان القرية عمره بأكثر من 150 سنة وبيت “المرامي”.
ونظرا لما تمثله السبلة (المجلس) من أهمية كبيرة في النظام الاجتماعي في السلطنة فتوجد في “ستال” عدد من المجالس الأثرية مثل: سبلة “السحمة” وسبلة “اللثبة” إضافة إلى المجلس الجديد بالقرية الذي بني حديثا، ولا تزال هذه المجالس موجودة ويستخدمها سكان القرية في حياتهم اليومية وفي المناسبات المختلفة.
المصدر: العمانية