الأولى

حسينة أولاد ثاني تحكي رحلة حفظها 24 جزءًا من القرآن الكريم

القرآن الكريم

أثير – جميلة العبرية

بين مشاغل الحياة وضغوطها، سطرت حسينة بنت حمد أولاد ثاني، الحافظة العمانية، قصة إلهام مع القرآن الكريم. ورغم التحديات التي واجهتها، تمكنت من حفظ 24 جزءًا من القرآن، لتثبت أن الإيمان والإرادة يمكنهما تجاوز كل العقبات. في هذا الحوار مع “أثير”، تكشف حسينة عن رحلتها مع القرآن، التي لم تكن مجرد حفظ للآيات، بل كانت مسارًا روحيًا غير حياتها وأضاء دروبها.

البداية مع القرآن

تتحدث حسينة عن بداياتها، قائلة: “بدأت برغبة في تلاوة القرآن بشكل صحيح والحصول على الإجازة فيه، ولم يكن الحفظ مجرد مهمة، بل رحلة روحانية لتدبر آياته وجعلها جزءًا من حياتي اليومية.”

وأضافت أن برنامج الإجازة بالسند التابع لجامعة السلطان قابوس كان بمثابة الحاضنة التي مكنتها من تحقيق حلمها بأن تكون من حفظة كتاب الله، مشيرةً إلى أن تلك الرحلة لم تكن سهلة، لكنها كانت مفعمة باللذة الروحية.

التحديات والصمود

لم تخْلُ رحلتها من التحديات، فقد واجهت صعوبة التوفيق بين حفظ القرآن ودراستها، لكنها تمكنت من تجاوزها من خلال التزامها بخطة تعتمد على قاعدة “قليل دائم خير من كثير منقطع”و “الثبات في الطريق كان أكبر تحدٍ، لكن بفضل الله، ومن خلال صحبة صالحة تشاركني الهدف، تيسرت الأمور، كنا نلتقي بانتظام، حتى مع ضغط الدراسة، لحفظ القرآن معًا، وهو ما ساعدني على الاستمرار.”

تأثير القرآن على حياتها

بالنسبة لحسينة، كان القرآن الكريم أكثر من مجرد نصوص تُحفظ. فقد أصبح منهجًا لحياتها، تبدأ به يومها قبل أي عمل آخر.

وتؤكد حسينة أن لكل شخص طريقة مناسبة لتثبيت الحفظ، لكنها تشير إلى أهمية الإخلاص والتوكل على الله ووضع خطة مرنة قابلة للتعديل. وأضافت:

“الانتظام في المراجعة والمداومة، مهما كانت الظروف، هما المفتاح الرئيس لتثبيت الحفظ.”

دور المشايخ والتقنيات الحديثة

تُشيد حسينة بدور المشايخ والمعلمين في مسيرتها، قائلةً:

“تعلمت من علماء القرآن ما لا يُقدّر بثمن. ولا زلت أحتاج إلى الدورات والبرامج التي يقدمونها للاستزادة. الحفظ ليس نهاية الطريق، بل البداية.”

كما أكدت أن التقنيات الحديثة لعبت دورًا كبيرًا في تسهيل الحفظ، مشيرة إلى أن تطبيقات مثل Google Meet مكنتها من التواصل مع مشايخ ومعلمين من مختلف أنحاء العالم، مما أتاح لها فرصًا لتوسيع معارفها.

الآيات المؤثرة وشعورها بعد الحفظ

“كل آية وسورة كانت تحمل لي رسائل خاصة، تواسي وتوجه وتشجع. القرآن كان طاقة تهذبني وتمنحني القدرة على التمييز بين الحق والباطل.”

وعن شعورها عندما أتمت حفظ 24 جزءًا، قالت حسينة:

“شعرت بفرحة لا توصف، لكنها كانت مشوبة بالمسؤولية. أصبحت قدوة للآخرين، وهو ما حمّلني عبئًا كبيرًا، لكنني أحتسبه عند الله.”

رسالة للمقبلين على الحفظ

توجه حسينة نصيحة لكل من يرغب في حفظ القرآن: “ابدأ الآن، لا تنتظر الفرص لتتيسر. توكل على الله وابدأ بالسعي، وسترى أبوابًا تُفتح أمامك لم تكن تتوقعها. الصحبة الصالحة مفتاح الاستمرارية؛ فهي تعينك على الثبات.”

دور المجتمع في دعم الحفظة

تختتم حسينة حديثها بتأكيد أهمية دعم المجتمع للشباب في حفظ القرآن، قائلةً: “تشجيع الشباب على حضور الحلقات القرآنية والمسابقات، وتوفير بيئة محفزة، من شأنه أن يزرع حب القرآن في قلوبهم. القدوة الصالحة تلعب دورًا كبيرًا في تحفيزهم.”

رحلة من الإصرار والإيمان

رحلة حسينة مع القرآن ليست مجرد قصة حفظ، بل ملحمة من الصبر والتحدي. لم يكن هدفها حفظ السطور فحسب، بل العمل بتعاليم القرآن في حياتها اليومية.

رسالتها لكل من لم يبدأ بعد: “القرآن قوة لا تُقدّر بثمن. انطلق الآن، فحفظ القرآن ليس فقط زادًا للدنيا، بل نورًا يعينك في الآخرة.”

Your Page Title