رصد-أثير
تعد قرية “الفتح” بولاية المضيبي في محافظة شمال الشرقية إحدى القرى السياحية الجميلة في الولاية والتي تبعد عن مركزها نحو ثماني كيلومترات، ويحدها من الشرق وادي الملاح ثم قرية القابل ومن الشمال قرية المحلاح ومن الغرب بعض التجمعات البدوية ومن الجنوب قرية العينين.
وقد سميت قرية “الفتح” بهذا الاسم حسب بعض الروايات لأنها فاتحة لمدينة المضيبي ومجاورة لها من الجهة الشمالية، وتمزج طبيعة الحياة فيها بين الحديث والقديم وتنشط فيها حركة السكان على مدار العام حيث يقطنها بعض أبناء البادية الذين يفدون إليها خلال فصل الصيف ويتخذون من بيوت السعف مساكن لهم.
وعند زيارتك لها ستكتشف عراقة تاريخها وآثارها من خلال المرور عبر مدخلها القديم، ويجاوره فلج “الفتح” وبعض الآثار التاريخية جنوبا كالبرج وبعض البيوت الأثرية التي بنيت من الجص والحصى وتعبر هندستها المعمارية عن فن معماري إسلامي وآثار خالدة مضت عليها سنوات عديدة، وقد قام سكان القرية بترميم بعض المنازل لتصبح حديثة متطورة وبعضها ما يزال قديما يحتاج إلى الترميم والتحديث وقد بقيت أجزاء من هذه المباني الأثرية بين أشجار النخيل وبعد مدخل القرية أو كما يعرف محليا بـ“الدروازة" ويقع بعضها بين المزارع.
وتعد الزراعة من أهم المهن قديما وحديثا لدى سكان القرية وتدل أشجار النخيل بأنواعها المختلفة على اهتمامهم بهذه المهنة التي تشكل مصدرا مهما للرزق لهم حيث توجد أنواع مختلفة من أشجار النخيل منها: الخلاص والزبد والخنيزي والخصاب والمبسلي. كما تزرع بالقرية العديد من المحاصيل الزراعية الأخرى كالأعلاف الحيوانية وأشجار الحمضيات كالليمون والمانجو وبعض أنواع الخضروات والفاكهة ويعتمد المزارعون اعتمادا كليا في ري هذه المحاصيل على مياه الفلج الذي ضعف جريانه بمرور الزمن مما جعلهم يستعينون ببعض الآبار المساعدة كما يعتمد البعض على مياه الآبار خاصة أصحاب المزارع التي تقع بعيدا عن مجرى الفلج.
ويمارس أبناء البادية الذين يفدون إلى القرية خلال فصل الصيف بعض المهن والحرف منها تربية الإبل والأغنام والماعز ومشاركة المزارعين في جمع التمور وفي عمليات “التبسيل” التي تتم سنويا لكثرة وجود نخلة “المبسلي” في القرية.
ويعد وادي الملاح الذي يقع شرق القرية مكانا ملائما للاستمتاع برماله الناعمة خلال الفترة المسائية كما يعد مقصدا ومتنفسا لسكان القرية خاصة عند جريانه بعد هطول الأمطار.
وتتوفر في قرية “الفتح” الخدمات الأساسية المهمة، حيث توجد بها مدرسة للتعليم الأساسي ومدارس للقرآن الكريم والمدارس الصيفية. كما تتوفر فيها خدمات الاتصالات وشبكة الطرق والإنارة، وفي المجال الصحي يتوجه سكان القرية للعلاج إلى المراكز الصحية والمستشفيات بالولاية كمستشفى سناو ومركز المضيبي الصحي.
المصدر: العمانية