مسقط-أثير
تعد قرية “مري” التابعة لولاية الرستاق بمحافظة جنوب الباطنة من القرى الجميلة التي تشتهر بالزراعة وبمقومات سياحية تتمثل في الحصون والأبراج والأفلاج القديمة والنقوش والرسومات على الحجارة التي تعطي انطباعا بعراقة وشموخ هذه القرية وبموروثها الضارب منذ القدم.
وتقع البلدة في غرب الولاية وهي آخر بلدة تابعة لولاية الرستاق من جهة الغرب. كما أنها تعد المعبر الرئيسي بين محافظات الظاهرة وجنوب الباطنة والداخلية، وتبعد عن مركز الولاية حوالي 45 كيلو متراً، ويمكن الوصول إليها عن طريق الرستاق مسكن بولاية عبري.
وما يجذب الزائر لهذه القرية وجود الجبال الشاهقة والأشجار وارفة الظل والرقعة الخضراء والمياه المتدفقة من الجبال وتسلسل أروقة الاودية، ووجود الحصون والأبراج والنقوش الصخرية التي تدل على الحقبة الزمنية التي عاشها الناس في تلك الفترة، حيث قاموا بتخليدها من خلال نقشها على الصخر وهذا دليل على العراقة التاريخية للبلدة.
ويوجد في القرية حصن “الصلف” وهو حصن قديم تم إعادة بنائه في عام 1755 م، ويتكون من المدخل الرئيسي (الصباح) وغرفة للصلاة، وغرفة كانت تستخدم كسجن، وغرفة أخرى كانت تستخدم لاجتماع الأهالي وفض المنازعات، بالأضافة إلى (6) غرف أخرى كانت تستخدم للمعيشة. كما يوجد في أعلى الحصن مكان يسمى (الرابية) وهو أعلى مكان في الحصن كان يستخدم للمراقبة، كما يحتوي الحصن على عدد من المستودعات والمخازن كانت تستخدم لتخزين المواد الغذائية كالتمر والقمح والأرز، وقد حظي الحصن في السابق بأهمية خاصة من قبل الحكومات المتعاقبة في الرستاق ونزوى وصحار ومسقط لكونه نقطة ارتكاز بين محافظات الداخلية والظاهرة والباطنة.
كما يوجد في القرية “بيت الصبت” وهو بيت أثري قديم يحتوي على عدد من المرافق كقاعة كانت تستخدم لاستقبال الضيوف وعقد الاجتماعات، وعدد من الأبراج كبرج الخشة وبرج الصفرة بالإضافة إلى وجود عدد من الأفلاج أشهرها فلج الخشة وهو الفلج الرئيسي المغذي للبلدة، وهو فلج داوودي وفلج حصن الصلف وهو فلج داوودي أيضا ويغذي جزءاً من البلدة.
وتشتهر قرية “مري” بالزراعة حيث يقوم الأهالي بزراعة النخيل بشتى أصنافها إلى جانب زراعة بعض من انواع الفاكهة كالمانجو والعنب وبعض أنواع الخضروات كما يقومون بزراعة البر والحنطة التي تعتبر المصدر الأول للغذاء وكذلك زراعة الأعلاف الحيوانية كالبرسيم، كما يمارس أهالي القرية تربية المواشي كالإبل والماعز وتربية عسل النحل العماني.
المصدر: العمانية