أخبار

حتى لا ننسى: هنا نماذج من مآسي الأشقاء الفلسطينيين في 2024م

مشاهد من حرب الإبادة على غزة

خاص- أثير

إعداد - عـلاء شمـالي

ما تزال ترتفع في غزة غبار القنابل والصواريخ الحربية خلال حرب الإبادة المستمرة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي للشهر الـ 14، منذ السابع من أكتوبر 2023.م.

وتوالت أحداث كبيرة خلال عام 2024م تضمنت عمليات اغتيال قادة، ومجازر دامية، وإبادة جماعية، وتطهيرا عرقيا، واشتداد المجاعة، وتدميرا للمستشفيات والمدارس والجامعات والمساجد، واستهداف خيام النازحين بقنابل محرمة دوليًا.

وفي هذا التقرير تستعرض “أثير” أبرز أحداث فلسطين خلال عام 2024م.

يناير 2024: اغتيالات وعمليات مقاومة

مع افتتاح الشهر الرابع من الحرب واستمرار المجازر الدامية في غزة، افتتح العام الجديد باغتيال إسرائيل للقائد صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يوم 2-1-2024 مع اثنين من قادة كتائب القسام في هجوم بطائرة مسيرة إسرائيلية استهدف مبنى يضم مكتبا للحركة في بيروت.

ومع تصاعد عمليات المقاومة خلال الحرب، أعلن الناطق باسم كتائب عز الدين القسام أبو عبيدة بكلمة مسجلة بالصوت والصورة للمرة الأولى منذ 23 نوفمبر 2023م عن تدمير 1000 آلية عسكرية خلال 100 يوم من العملية البرية التي كانت شرسة في الأشهر الأولى.

عمليات المقاومة في غزة

فبراير 2024: توسيع العملية البرية ومجزرة الطحين

مع بداية الحرب طلب الاحتلال من سكان مناطق غزة والشمال التوجه جنوباً واعتبار مناطق محافظات الوسطى وخانيونس ورفح مناطق إنسانية، غير أنه في بداية شهر فبراير وسع الاحتلال من العملية البرية وأعلن عن عملية اقتحام مدينة خانيونس التي شهدت تدمير الاحتلال لمستشفى الأمل، ومستشفى ناصر الطبي.

ومع تصاعد المجاعة الخانقة في مناطق شمال غزة وحرص ما يزيد على 600 ألف مواطن للحصول على الطحين، ارتكب الاحتلال أبشع مجزرة بعد أن سمح لمئات الناس التجمع لانتظار شاحنات الدقيق قبل أن يباغتهم بالصواريخ الحربية والقذائف المدفعية وأوقع 112 شهيدًا.

من مجزرة الطحين في غزة

مارس 2024: تدمير مستشفى الشفاء وقرار أممي بوقف الحرب

حاصر الاحتلال الإسرائيلي مجمع الشفاء الطبي غرب مدينة غزة وأطبق عليه حصاراً استمر أسبوعين، قتل خلالهما المئات من المدنيين واعتقل العشرات من المرضى والطواقم الطبية، قبل أن ينسحب منها بعدما دمرها بشكل كامل وأحرق أقسامها وأعدم المرضى داخلها، ودفن مئات المواطنين أحياء في 7 مقابر جماعية تم اكتشافها فيما بعد.

وفي يوم 25 مارس تبنى مجلس الأمن الدولي للمرة الأولى قراراً يدعو إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة دون أن تلتزم إسرائيل بذلك.

تدمير مستشفى الشفاء بالكامل

إبريل 2024: استهداف فرق الإغاثة ومجازر مستمرة

وسع الاحتلال من إجرامه في حرب الإبادة في غزة بعد أن استهدف الأطقم الطبية والصحفية، واصل إجرامه باستهداف فرق الإغاثة الأجنبية بعد أن استهدف الاحتلال سيارة تابعة لمنظمة المطبخ المركزي العالمي في دير البلح وأسفرت عن مقتل 7 موظفين يحملون جنسيات أجنبية متعددة.

في الشمال والجنوب زاد الاحتلال من إجرامه وارتكاب جرائمه الدامية في كل مكان، وركز على استهداف المنازل المدنية وقصفها فوق رؤوس ساكنيها، وبدأ باستهداف مراكز الإيواء التابعة لوكالة الأونروا، واستهداف متعمد للمناطق التي تؤوي مئات آلاف النازحين في الخيام رغم أن الاحتلال حددها كمناطق إنسانية.

لحظة قصف سيارة موظفين أجانب في مؤسسة المطبخ العالمي

مايو 2024: اجتياح رفح وموافقة حماس وعضوية الأمم المتحدة

بداية الشهر الثامن من الحرب أعلنت حماس في مؤتمر مصور موافقتها على مقترح اتفاق وقف إطلاق النار لكن إسرائيل واصلت رفضها لكل جهود الوسطاء في ذلك.

حذر معظم دول العالم بما فيها بعض الدول الأوروبية والكثير من المنظمات الدولية من نية الاحتلال تنفيذ عملية برية في رفح أقصى جنوب غزة التي تحتوي على مليون ونصف المليون نازح تكدسوا في هذه المدينة بعد أن حول الاحتلال بقية المدن إلى مناطق أشباح بسبب التدمير الممنهج.

ضرب الاحتلال كل التحذيرات بعرض الحائط وقام بهجوم بري واسع على رفح وسيطر على معبر رفح البري وبدأ يتمدد في اقتحامه حتى حول مدينة رفح إلى كتلة ركام.

وفي يوم 10 مايو أقرّت الجمعية العامة للأُمَم المتحدة انضمام فلسطين بصفتها دولة في الأمم المتحدة، باعتراف 147 دولة من أصل 193 دولة عضو في الأُمم المتحدة بدولة فلسطين دولةً ذات عضوية كاملة في الأمم المتحدة.

الدمار في غزة (STRINGER/REUTERS)

يونيو 2024: حياة الخيام وقنابل محرمة دوليًا

بحصيلة شهداء تخطت حاجز 37 ألفا، اشتدت الحرب بظروفها الأمنية بسبب استمرار مجازر الاحتلال دون توقف، وظروفها الإنسانية التي تفاقمت مع حياة ما يقارب مليوني نازح يعيشون في الخيام مع بداية فصل الصيف شديد الحرارة في غزة.

وزاد الاحتلال من جرائمه بمجزرة النصيرات الدامية التي راح ضحيتها ما يزيد على 274 شهيدًا وما يقارب 800 إصابة في لحظة واحدة باستخدام قنابل محرمة دوليا، تبعها نشر تقرير من مكتب مفوض الأمم المتحدة يتحدث عن استخدام إسرائيل قنابل تزن 2000 رطل متفجرات خلال الحرب على غزة، فيما أعلنت البلديات شمال غزة “مناطق منكوبة”.

حياة الخيام في غزة (IBRAHEEM ABU MUSTAFA/REUTERS)

يوليو 2024: اغتيال هنية وأزمات صحية

وثقت وزارة الصحة ارتفاع عدد الشهداء إلى ما يقارب 40 ألفاً خلال شهر يوليو مع استمرار مجازر الاحتلال التي وقعت في خانيونس حين قصف الاحتلال عشرات خيام النازحين في منطقة المواصي الذي ادعى الاحتلال أنها إنسانية وراح ضحيتها ما يقارب 400 شخص بين شهيد وجريح، في وقت تفاقمت فيه الأزمات الصحية والتحذيرات من انهيار كامل للنظام الصحي والمستشفيات التي بقيت تعمل في غزة بعدد قليل من الطواقم الصحية التي كشفت حقائق لا تحتمل في غزة.

الحدث الأبرز في اليوم الأخير من يوليو هو اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية أثناء إقامته في العاصمة الإيرانية طهران لحضور حفل تنصيب الرئيس الجديد مسعود بزشكيان، لينضم هنية لقائمة طويلة من أبرز الشخصيات الفلسطينية الذي اغتالها الاحتلال.

اغتيال إسماعيل هنية في طهران

أغسطس 2024: مجزرة الفجر وقصف تل أبيب وتبخر آلاف الجثث

في مشاهد وصور مأساوية أظهرت دموية الاحتلال في ارتكاب المجازر وخاصة في مراكز الإيواء والتي كانت أبرزها مجزرة مدرسة التابعين “مجزرة الفجر” حين قصف الاحتلال مئات النازحين أثناء صلاة الفجر، وأسفرت عن ما يزيد على 100 شهيد.

ورغم وصول الحرب لشهرها العاشر وفي حدث فجائي وغير متوقع، أعلنت كتائب القسام قصف مدينة تل أبيب وضواحيها بصاروخين، في وقت كشفت صحيفة هآرتس العبرية في تقرير عن استخدام الاحتلال لعشرات الفلسطينيين كدروع بشرية في عدم مهام أثناء العملية البرية في غزة وهو ما يؤكد ما أعلنه جهاز الدفاع المدني بغزة رصد “تبخر 1760 جثة”، لم يجدوا لها أي أثر بسبب استخدام الجيش الإسرائيلي أسلحة محرمة دولياً كما لم يتم تسجيلهم في السجلات المختصة.

من مكان المجزرة التي ارتكبها الاحتلال أثناء صلاة الفجر (Online)

سبتمبر 2024: بلا دراسة ولا مستشفيات ولا مدارس

لم تتوقف مجازر الاحتلال ضد المدنيين واستهداف خيام النازحين وقصف مراكز الإيواء الذي تصاعد بشكل متكرر ومتعمد حتى لا يترك مكاناً آمناً يلجأ له الناس، ظهرت معالم مخيفة للخطة الممنهجة التي استخدمها الاحتلال لتدمير القطاعات التعليمية بتعمد تدمير المدارس والجامعات وقتل مئات المعلمين والدكاترة، ومحو القطاع الصحي وإخراج جميع المستشفيات عن الخدمة، إضافة لتدمير كلي أو جزئي ما يزيد عن 85% من مساجد غزة.

ومع حرب الاحتلال الممنهجة على قطاع التعليم في غزة، انطلق العام الدراسي الجديد في مدارس الضفة الغربية المحتلة وبعض الدول المجاورة دون قطاع غزة الذي يحرم طلابه من الدراسة للعام الثاني على التوالي، فبأي حال عاد العام الدراسي في غزة؟!

أطفال غزة يصطفون في طوابير للحصول على المياه بدلاً من طوابير المدارس

أكتوبر 2024: استشهاد السنوار وخطة الجنرالات وذكرى العام الأول

بدأت أيام الذكرى الأولى للحرب على وقع عملية عسكرية برية وحصار مشدد فرضه الاحتلال على مناطق شمال غزة وعزله عن بقية المدن ومنع إدخال الغذاء والماء والدواء، واستخدم سياسة الأرض المحروقة وإبادة واسعة وتدمير كامل لمناطق جباليا وبيت لاهيا على وجه الخصوص ضمن خطة الجنرالات التي أعلن عنها الاحتلال والتي تهدف لإجبار الناس على الخروج من المدن والنزوح إلى مناطق الجنوب.

#أثير| عام من الصمود في ذكرى طوفان الأقصى الأولى

مشهد من التهجير القسري للمدنيين من جباليا تحت القصف والنار

العملية العسكرية الجديدة في شمال غزة أعادت عمليات المقاومة للواجهة من جديد وكان أكتوبر هو الشهر الأكثر خسائر بشرية في صفوف الإسرائيليين خاصة في المعارك البرية بحيث سقط خلاله 20 جنديًا.

الشهر الأكثر أحداثًا تخلله استشهاد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار خلال اشتباك مسلح في مدينة رفح بعد عام من الحرب وما يقارب شهر من تكليفه برئاسة المكتب السياسي خلفاً لإسماعيل هنية.

#أثير| مقبلاً غير مدبر: من المخيمات إلى المقاومة، محطات من حياة يحيى السنوار

المشهد الأخير قبل استشهاد يحيى السنوار

نوفمبر 2024: إبادة وتطهير عرقي وشتاء قاسٍ

تواصلت العملية العسكرية للاحتلال في مناطق شمال غزة مع إعلان عدد من المنظمات الدولية عن تأكيد وجود عمليات إبادة جماعية وتطهير عرقي واضح، في وقت خرجت المستشفيات وطواقم الدفاع المدني عن الخدمة وأصبح الناس تستغيث تحت الركام وهم أحياء دون وجود سيارات إنقاذ أُجبر سائقيها على تحريكها بالأيدي بسبب نفاذ الوقود.

وعلى الجانب الجنوبي من غزة دخل النازحون في الخيام مرحلة قاسية مع فصل الشتاء وغرق مئات الخيام في أمطار الشتاء ومياه البحر بسبب اكتظاظ المناطق الإنسانية التي تفتقد لمقومات الحياة، في وقت اشتدت فيه المجاعة جنوباً حتى فقد الناس الدقيق بشكل كامل واضطروا لطحن الشعير وحبوب أخرى عوضاً عن الدقيق.

خيام النازحين تغرق بمياه الأمطار وبرد شديد في غزة

ديسمبر 2024: الدكتور أبو صفية وموت الأطفال تجمداً من البرد

لم تتوقف الإبادة بكل أنواعها، وتعمد التجويع في كل مناطق قطاع غزة، وتدمير كل سبل الحياة مع استمرار العمليات العسكرية في شمال غزة الذي لم تنتهِ بتدمير مستشفى كمال عدوان وإحراقها، ومشهد اعتقال الدكتور حسام أبو صفية الذي تفاعل معه كل العالم بعد أن تُرك وحيداً كما تركت غزة وحيدة.

مشهد اعتقال الدكتور حسام أبو صفية

ينتهي العام ولم تنتهِ مجازر الاحتلال خلال 15 شهراً من الإبادة، في كل صباح من أيام السنة تودع غزة عشرات الشهداء، وتُدمر عشرات المنازل، ويزداد الوضعي المعيشي سوءاً وجوعاً وبرداً، حتى وصل حال ختام السنة بإعلان وفاة 7 أطفال بسبب البرد والتجمد وعدم توفر وسائل التدفئة.

أطفال غزة يموتون من شدة البرد في الخيام

المصادر

  • الجزيرة نت
  • وكيبيديا
  •  موقع التقرير العربي
  • عربي BBC
  • وكالة الأنباء العمانية
  • أثير
Your Page Title