الأولى

أحداث عُمانية مميزة ارتبطت بتاريخ الأول من يناير؛ فهل تعرفها من قبل؟

أحداث عُمانية مميزة

أثير- تاريخ عمان

إعداد: د. محمد بن حمد العريمي

شهدت سلطنة عمان العديد من الأحداث المختلفة التي ارتبطت بتاريخها قديمًا وحديثًا، وهي أحداث متنوعة سياسيًا، واقتصاديًا، واجتماعيًا، وتدل على زخم حضاري كبير.

في هذا التقرير اخترنا بعض الأحداث التي ارتبطت بتاريخ الأول من يناير، وذلك اعتمادًا على كتاب (الروزنامة العمانية) للمكرّم الإعلامي محمد بن علي المرجبي الذي يعد توثيقًا مهمًا للعديد من الأحداث التي ارتبطت بتاريخ عمان العريق في الماضي والحاضر.

حضور حفل التتويج

في الأول من يناير عام 1903م تلقى السلطان فيصل بن تركي دعوة من الحكومة البريطانية لحضور حفل التتويج في مدينة دلهي، ولم يشأ السلطان الغياب عن سلطنته لفترة طويلة يتطلبها حضوره الاحتفال فأرسل السلطان ابنه تيمور ممثلًا عنه.

دعوة من الحكومة البريطانية لحضور حفل التتويج في مدينة دلهي

وقد سافر السيد تيمور بن فيصل ممثلًا عن والده برفقة عدد من المرافقين من بينهم السيد يوسف بن أحمد الزواوي أحد أعيان مسقط البارزين وأحد مستشاري السلطان، والسيد أحمد بن ناصر البوسعيدي (الغشّام). كما رافق الوفد الرائد كوكس كضابط سياسي، وقد حمّل السلطان ابنه السيد تيمور هدايا ثمينة من الحليّ الذهبية المسقطيّة، واثنين من الخيل العربية، وظبي عربي، ومجموعة من الأغنام البرية العمانية موجّهة إلى صاحب الجلالة الملك إدوارد تم تسليمها إلى نائب الملك على الهند.

أما في مسقط ذاتها فقد احتفل السلطان بالمناسبة بإطلاق (101) إطلاقة مدفعية على شرف الملك، وقام شخصيًا بزيارة تهنئة إلى مقر القنصلية البريطانية.

وقد عاد السيد تيمور ومرافقيه إلى مسقط في منتصف شهر فبراير بعد أن قضى أسبوعين في بومباي، وقام بزيارة بونا حيث التقى بعم أبيه السيد عبد العزيز بن سعيد، كما زار أجرا، وكلكتا.

جند عمان

في الأول من يناير عام 1974م صدر العدد الأول من مجلة (جند عمان)، كأول مجلة عسكرية متخصصة في سلطنة عمان، تهتم بتعميق معاني الولاء والإخلاص والحب للوطن والقائد، وتصدرها شهريًا باللغة العربية وزارة الدفاع، وتوزّع مجانًا على وحدات القوات المسلحة والدوائر الحكومية.

وقد صدر العدد الأول في (٢٨) صفحة وتناول موضوعات عديدة منها: أول تحقيق عسكري مصور عن البحرية العمانية أعده الصحفيان مكرم البلاسي وحسني محمود، وقاعدة المكلا البحرية، والعدوان العدني على (مكينة شحن)، ورسالة من جندي عماني إلى أبناء وطنه، ومقال بعنوان (حروب العرب في الجاهلية) لحفيظ بن سالم الغساني، وقصة أول فدائي في الإسلام، وغيرها من المواضيع، واختتم غلافها الأخير بصورة لحسن إحسان نصيب (فتى حبروت).

العدد الأول من مجلة (جند عمان)

مركز عمان للموسيقى التقليدية

في الأول من يناير 1984م تأسس مركز عمان للموسيقى التقليدية، بعد تنفيذ مشروع جمع الموسيقى التقليدية العمانيّة وتوثيقها خلال عامي (1983-1984) بأمر من السلطان قابوس بن سعيد طيّب الله ثراه، ومن أبرز اختصاصات المركز جمع الموسيقى التقليدية العمانية وتوثيقها والمحافظة عليها.

ركن المركز في أحد المعارض الدولية

وعن فكرة إنشاء المركز فقد ذكر الدكتور يوسف شوقي مصطفى في معجم موسيقى عُمان التقليدية قائلا: “تعود فكرة إنشاء مركز عُمان للموسيقى التقليدية إلى 1983م تحقيقا للرغبة السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- في الحفاظ على موسيقى عُمان التقليدية، إدراكا بأن النهضة الشاملة التي تشهدها البلاد تحمل معها أنماط الحياة العصرية بما يمثل تهديدًا للفنون التقليدية التي يبدأ تراجعها ومن ثم اندثارها تحت زحف فنون العصر”.

وقد نظّم المركز أول ندوة علمية عن الموسيقى التقليدية العُمانية في 1985م، شارك فيها أكثر من أربعين عالما في شتى فروع العلوم الموسيقية. وبهذه المناسبة تم إصدار أول طابع بريدي عن الموسيقى التقليدية العُمانية.

جانب من فعاليات الندوة الدولية لموسيقى عمان التقليدية في عام 1985

وفي عام 2013م تفضل السلطان قابوس بن سعيد بإصدار المرسوم السلطاني رقم (24/2013) الذي قضى بنقل المركز من وزارة الإعلام إلى مركز السلطان قابوس العالي للثقافة والعلوم بديوان البلاط السلطاني.

وفي 27 مايو 2024 صدر المرسوم السلطاني رقم ٢٧ / ٢٠٢٤ بنقل مركز عمان للموسيقى التقليدية من ديوان البلاط السلطاني إلى وزارة الثقافة والرياضة والشباب.

ورقة نقدية (200) بيسة

أصدر البنك المركزي العماني في الأول من يناير 1985م الورقة النقدية فئة مئتي بيسة، التي حلّت محل فئة 250 بيسة (ربع ريال).

ورقة نقدية (200) بيسة

مجلة السراج

صدرت مجلة (السراج) للمرة الثانية في الأول من يناير في عام 1992م كمجلة شهرية متخصصة في مجالات الأدب والثقافة برئاسة الأديب سعيد بن محمد الصقلاوي، وبوجود الأديب عبدالله بن صخر العامري كمستشار للتحرير، وكان مؤسسها الأديب والدبلوماسي المرحوم سالم بن محمد الغيلاني قد أسّسها لأول مرة في 15 نوفمبر 1975 قبل أن تتوقف بعد صدور اثني عشر عددا فقط، بسبب تعيين صاحب امتيازها كسفير للسلطنة في الخارج.

المرحوم سالم بن محمد بن جمعة الغيلاني مؤسس مجلة (السراج)

وقد ذكر الأستاذ سالم بن محمد الغيلاني في حوار أجراه معه الصحفي محمد بن سليمان الحضرمي ونشر في محلق (شرفات) الثقافي بجريدة عمان، بأن العدد الأول من مجلة (السراج) صدر “بهدف أن يكون للصحافة العمانية صوت ثقافي يتناغم مع أصوات المجتمع السياسية والاجتماعية والاقتصادية حيث كانت السلطنة تتجه نحو الاستقرار وتتهيأ لتأكيد ذاتها بعد النهضة الحديثة بقيادة السلطان قابوس بن سعيد، حيث سعت السراج إلى بث عدد من القيم الثقافية في عقل المجتمع ووجدانه للمساهمة في بناء التنمية”.

العدد الأول من مجلة (السراج) في إصدارها الأول عام 1975
العدد الأول من الإصدار الثاني لمجلة (السراج) عام 1992

قانون حماية الحقوق الفكرية

في الأول من يناير 1999م بدأت سلطنة عمان تطبيق قانون حماية الملكية الفكرية الصادر بالمرسوم السلطاني (47/1996م) الصادر في 8 يونيو 1996، والذي تم استبداله بقانون حقوق المؤلف والحقوق المجاورة الصادر بالمرسوم السلطاني رقم ٣٧ / ٢٠٠٠ ، الذي تم استبداله كذلك بإصدار قانون حقوق المؤلف والحقوق المجاورة وفق المرسوم السلطاني رقم ٦٥ / ٢٠٠٨.

ويقصد بالملكية الفكرية ما يبدعه فكر الإنسان؛ أي الاختراعات والمصنّفات الأدبية والفنية والرموز والأسماء والصور المستعملة في التجارة، وهي تنقسم فئتين إلى: الملكية الصناعية التي تشمل براءات الاختراع والعلامات التجارية والبيانات الجغرافية، وحق المؤلف الذي يشمل المصنفات الأدبية، والمصنفات الفنية، والمصنفات الموسيقية، بالإضافة إلى الحقوق المجاورة لحق المؤلف.

وكانت سلطنة عمان قد أدركت منذ فجر النهضة المباركة أهمية حماية الملكية الفكرية، وما قد يلحق بالتراث العماني نتيجة للعوامل الطبيعية والمادية التي يمكن أن تؤدي إلى اندثار هذا التراث، والحفاظ على سلامة الملكية الثقافية والأدبية الموجودة في البلاد، فتم إصدار قانون حماية التراث القومي عام 1976، وقانون حماية المخطوطات عام 1977، وقانون العلامات والبيانات التجارية رقم 68/ 87 الذي تم تعديله بالمرسوم السلطاني رقم 38/2000 رقم على سبيل المثال وليس الحصر.

مرسوم سلطاني

مسقط عاصمة الثقافة العربية

في الأول من يناير عام 2006م استقبلت مسقط العام الجديد في يومه الأول كعاصمةٍ للثقافة العربية، حيث شهد ذلك العام العديد من الأنشطة الثقافية من ندوات ومهرجانات وملتقيات فكرية وثقافية. كما أسهمت العديد من المؤسسات الرسمية في دعم إصدارات المبدعين العمانيين.

شعار مسقط عاصمة الثقافة العربية

اتفاقية التجارة الحرة

دخلت اتفاقيّة التجارة الحرّة الموقّعة بين سلطنة عمان والولايات المتحدة في واشطن بتاريخ 19 يناير 2006، والتي تم التصديق عليها وفق المرسوم السلطاني رقم (109/2006) بتاريخ 15 أكتوبر 2006، حيّز التنفيذ في الأول من يناير 2009، وذلك بعد جولات من المفاوضات والمراجعات والإجراءات من قبل الجانبين، لتصبح سلطنة عمان بذلك خامس دولة عربية تبرم مثل هذه الاتفاقية مع واشنطن بعد الأردن، والبحرين، والمغرب، ومصر.

وتقضي الاتفاقية بإنشاء منطقة تجارة حرة بين البلدين، لتعزيز أواصر الصداقة بين البلدين، وتقوية علاقاتهما الاقتصادية، وتحقيق الاستفادة الكاملة من الأسواق المفتوحة والتنافسية التي تعزز الكفاءة الاقتصادية والابتكار والنمو، وأيضا لإيجاد فرص عمل جديدة ورفع مستوى المعيشة لمواطني بلديهما من خلال تحرير التجارة بينهما وتوسيع نطاقها، وتعزيز قدرة مؤسسات السلطنة على المنافسة في الأسواق العالمية.

مرسوم سلطاني

المراجع

  • الجوير، عبدالله. التاريخ السياسي لمسقط وعمان، رسالة دكتوراه، جامعة أم القرى، المملكة العربية السعودية، 1412هـ.
  • جي جي لوريمر. تاريخ عمان في دليل الخليج العربي ووسط الجزيرة العربية، الدار العربية للموسوعات، بيروت، 2015.
  • الكندي، عبدالله بن خميس، والنعمانية، شميسة بنت عبدالله. رواد الصحافة العمانية. دار رياض الريس للصحافة والنشر، لندن، 2020.
  • الوهيبي، جابر مرهون. نظام حماية الملكية الفكرية في سلطنة عمان، وقة عمل مقدمة إلى ندوة الويبو الوطنية حول حقوق الحماية الفكرية، مسقط، 15 و16 فبراير 2005.
  • المرجبي، محمد بن علي. الروزنامة العمانية، وزارة الإعلام، سلطنة عمان، 2019.
  • جريدة عمان، مركز عمان للموسيقى.. 35 سنة في خدمة الموسيقى التقليدية العُمانية، تقرير منشور بتاريخ 19 يناير 2019.
  • مكتبة قطر الرقمية، ملف بعنوان تقارير إدارية من الخليج العربي ١٨٨٣/١٨٨٤ – ١٩٠٤/١٩٠٥، رقم الاستدعاء: IOR/R/15/1/709.
  • موقع مركز عمان للموسيقى التقليدية، https://sqhccs.gov.om/affiliates/page/14/168?scrollto=start
Your Page Title