أخبار

الشيخ حمود السيابي يرثي “الشيخة أم أفلح”: كريمة بيت السُّبْحِيَّة تنهي تطوافها الممرَّد بالمجد

كريمة بيت السُّبْحِيَّة تنهي تطوافها الممرَّد بالمجد

رصد - أثير

نشر الشيخ حمود بن سالم السيابي -الكاتب والصحفي العماني- اليوم مقالا يرثي فيه وفاة زوجة سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام لسلطنة عمان عنونه بـ: “كريمة بيت السُّبْحِيَّة تنهي تطوافها الممرَّد بالمجد”

وترصد “أثير” المقال للقارئ الكريم بنصّه:

رحلتْ كريمة بيت السُّبْحِيَّة بعد عمر ممرَّد بالمجد، فوالدها أمير البيان وبَعْلهَا مالئ المكان والزمان.

رحلتْ ماجدة آل الخليل والأرصدة باذخة بالكبار الكبار الكبار.

يكفي الشيخة أم أفلح أن تسْتذكِرَ نزوى حيث عمّ أبيها الإمام ضجيع ناصر بن مرشد وسلطان بن سيف يطاول الشهباء.

أو تلتفتَ نحو بوشر لترى بيت الظَّاهر بعلوِّ بيت المَقْحم، فيتسامى جبلا يزاحم الجبال.

أو يرْتع نظرها في بادية الظباء لتنحني الأهداب إجلالا لعمامة الشيخ العلامة سعيد بن ناصر الكندي بيرق العامرات الذي لا تطويه النائبات.

ولطالما ردَّدَ عمُّ والدها الإمام الرضي محمد بن عبدالله الخليلي أن العمانيين الذين ركبوا البحر إلى زنجبار ستردّهم “الثمانون” وكان الانقلاب في ثمانينيات القرن الهجري الماضي هو ما عناه الإمام فعاد العمانيون إلى النخل السامق والسواقي الدائمة الجريان.

ومن حسنات تلك العودة أن تباركتْ عمان بمقدم أبي سليمان وكأنَّ بتلك العودة استردَّتْ عمان أجمل ما بشطرها الأفريقي من المواريث والأمجاد.

ومن المفارقات أن سيدنا أحمد بن حمد الخليلي الذي قدِم إلى الوطن على ظهر سفينة مزدحمة بالفارِّين من جحيم الانقلابيين هو ذاته إذا ما حلَّ بزنجبار أكان في مهمة رسمية أو خاصة تخرج له البلدة، وتحيط بموكبه الحشود.

ولقد قُدِّر لأم أفلح أن ترتبط بهذا الشريف ابن الشريف فتعيد الوشائج الخليلية مع بهلاء في انقلاب فيزيائي آخر لجريان وادي سمائل، فيغيِّر اتجاهاته نحو الغرب ومعه “السبحية” و“سحرا” و“حارة الحصن” بوادي محْرم.

ولأكثر من نصف قرن كانت الشيخة أم أفلح الشاهدة على المداد الذي يسطع من بيتها ليعيد صياغة الأمة ويحمي العقيدة ويوحد الصفوف فتزدان ب “جواهر التفسير”. وكانت الشيخة الجليلة القنديل المضيء لسيدنا الخليلي في احترابه الشجاع مع الظلام ، فتشد الأزر ليصدح بالحق الدامغ ويسقط الأقنعة عن عقول يجب أن تفصل بين جماح الطبع وترويض الشرع فتتلاشى كافة مظاهر الاستبداد بمعرفة سبل المواجهة ليصرع الإلحاد في النهاية ببراهين الإيمان.

ولقد انتقلتْ سيدة بيت السبحية بإذن الله إلى دار أجمل من كل الديار ، لكن الوجع الذي تتركه سيثور مع كل جزء في تفاصيل التفاصيل

وستحنّ جنائن بيت الخوض لنخلة كريمة كانت هنا بظلها البارد.

ولسنديانة جميلة تبشر بالاخضرار.

ولمئذنة تضبط الوقت والحواس.

رحم الله الشيخة الخليلية وأثاب أسرتها أجر الصبر.

Your Page Title