أخبار

منتدى حوار المعرفة العالمي يجمع أكثر من ٥٠٠ مفكر وباحث في مسقط

منتدى حوار المعرفة العالمي

العمانية-أثير

رعى صاحبُ السُّمو السّيد أسعد بن طارق آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي، والممثل الخاص لجلالة السُّلطان اليوم افتتاح أعمال منتدى حوار المعرفة العالمي – مسقط، بتنظيم من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار بالتعاون مع مجلس العلوم الدولي (ISC)، بمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض، ويستمر يومين.

وأكّدت معالي الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار في كلمتها على أهمية هذا المنتدى لتبادل المعرفة والخبرات لتعزيز التعاون بين الدول والشعوب لمواجهة التحدّيات العالميّة، مع الالتفات الجاد إلى تحويل المعرفة المبتكرة والأفكار الإبداعية إلى عوائد اقتصادية واجتماعية تعود بالنفع على الناس؛ تحقيقًا للهدف الأسمى لاقتصاد المعرفة، وهو ما تسعى إلى تحقيقه رؤية عُمان 2040.

وقالت معاليها إنّ هذا الحدث العلمي العالمي يمثّل فرصة بارزة تجمع أكثر من 500 مشارك يشكلون نخبة من المفكرين والعلماء والباحثين وصنّاع السياسات والشركاء من مختلف دول العالم لمناقشة التحدّيات العالمية، واستشراف أولويات التعاون الدولي في المجال العلمي، ويُعدُّ فرصة مواتية لصياغة التفاهم والتآلف العالمي وبناء الشراكات الدوليّة في مجالات البحث العلمي والتطوير والمعرفة.

وأشارت معاليها إلى أنّ الجلسات الحوارية التي يتضمنها المنتدى تركز حول ثلاثة موضوعات رئيسة وهي: مستقبل العلوم: (التطورات الحالية والمتوقعة في العلوم، بما في ذلك الذّكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة الأخرى، والعلوم المفتوحة، وتقييم البحوث، والنشر العلمي، والعلوم متعددة التخصُّصات)، ودبلوماسية العلوم وارتباطها بالتنمية المستدامة ودورها في دفع التغيير البيئي والاجتماعي، إضافة إلى العلوم والمجتمع مع التأكيد على الثقة في العلوم، وقضايا المساواة والتماسك الاجتماعي.

وأكّدت معاليها على أنّ دعم البحث العلمي والابتكار هو من أبرز الأولويات في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، حيث يتمُّ تمويل العديد من الأبحاث العلمية سنويًّا من خلال موازنات الوزارة التي توفرها الدولة في هذا المجال، وقد أطلقت الوزارة برامج عديدة لدعم وتطوير البنى الأساسية وبناء الكفاءات وإيجاد الشراكات الوطيدة بين الشركاء والفاعلين في مجالات البحث العلمي والتطوير والابتكار لتحقيق التكامل وتعظيم الأثر من الجهود الوطنية المبذولة من قِبل القطاع الحكومي والقطاع الخاص والمؤسسات الأكاديمية والبحثية.

من جانبه أكّد البروفيسور سير بيتر غلوكمان رئيس مجلس العلوم الدولي على أهمية مثل هذا الحوارات والاجتماعات العلميّة الدوليّة والإقليميّة في سد الفجوة بين العلوم والسياسة بطريقة تتناسب مع السياقات الإقليمية.

وأشار إلى أنّ مجلس العلوم الدولي أصبح الآن منظمة مركزية تُعبّر عن الصوت العالمي للعلوم في الأنظمة متعدد الأطراف ومكوناتها العديدة، وتعزز استخدام الأدلة في صنع السياسات على جميع المستويات، وتأخذ دورًا مهمًا في دبلوماسية العلوم، وتعمل على قضايا تتطلب التعاون العلمي العالمي، لاسيما تعزيز المناهج المتعددة التخصُّصات.

وأفاد بأنه سيتمُّ في هذا الحوار التركيز على بعض القضايا الأكثر إلحاحًا حول ارتباط العلوم بالمجتمع، والعلوم والسياسة، والدور الحاسم للعلوم في التنمية الاجتماعية والبيئية والاقتصادية في كل بلد، بما في ذلك الدول الأقل نموًا والاقتصادات الناشئة، مؤكّدًا على ضرورة أن يستوعب الجميع أنّ للعلوم تؤدي دورًا حاسمًا في معالجة كل تحدٍ تواجهه وكل حكومة من المستوى المحلي إلى الدولي.

وتطرّقت روث مورغان مديرة مركز العلوم الجنائية في كلية لندن الجامعية عن دور العلوم في بناء الثقة، وما يبدو عليه العقد الاجتماعي للعلوم في الوقت الراهن، ومن له الحق في تشكيله، فيما استعرض سعادة تشابا كوروشي رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة السابعة والسبعين التحدّيات التي تواجه العلوم أثناء مساهمتها في رسم السياسات، وآليات التصدي لهذه التحدّيات العالمية في سبيل تطوير واعتماد أهداف التنمية المستدامة.

ووقّعت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار ومجلس العلوم الدولي خلال المنتدى على مذكرة حسن نوايا لتنفيذ برنامج خاص للتعاون في مجالات العلوم والتقنية والابتكار، وتتضمن المذكرة عددًا من مجالات التعاون أبرزها تبادل التمثيل الرسمي بين سلطنة عُمان ممثلة في وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار ومجلس العلوم الدولي من خلال مشروع إنشاء مكتب إقليمي لمجلس العلوم الدولي في منطقة الشرق الأوسط ليكون مقره في مسقط.

وقّع على المذكرة من جانب الوزارة معالي الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، فيما وقّعها من جانب مجلس العلوم الدولي البروفيسور سير بتر جلوكمان رئيس المجلس العلوم.

ومن المؤمل أن يسهم مشروع إنشاء المكتب الإقليمي في تبادل أفضل الخبرات والتجارب والممارسات الدولية في منطقة الشرق الأوسط وتعزيز التعاون في مجالات البحث العلمي والابتكار وتبادل الخبرات وتبادل الباحثين وتنظيم الأنشطة العلمية وتنظيم المؤتمرات وحلقات العمل المتخصّصة ونقل التكنولوجيا وتعزيز الشركات الناشئة القائمة.

وقال سعادة الدكتور سيف بن عبدالله الهدابي وكيل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار للبحث العلمي والابتكار في تصريح له إنه تمّ التخطيط لهذا الحدث العلمي العالمي منذ سنوات وخاصة اجتماع الجمعية العمومية لمجلس العلوم الدولي، حيث تجتمع اليوم أكثر 132 دولة تحت مظلة مجلس العلوم الدولي، وهو الاجتماع الحضوري الأول منذ اندماج مجلس العلوم الاجتماعية ومجلس العلوم ليكون تحت مظلة واحدة بمسمى مجلس العلوم الدولي في 2018.

وأكّد سعادته أنّ استضافة سلطنة عُمان هذا الحدث بشقيه منتدى حوار المعرفة واجتماع الجمعية العمومية لمجلس العلوم الدولي يضع سلطنة عُمان على خارطة الدول المتقدمة والمستقطبة للعلم والتكنولوجيا والبحث العلمي والابتكار، ويتماشى بصورة موازية مع لتطلعات رؤية عُمان 2040 في أن تُصبح سلطنة عُمان في مصافي الدول المتقدمة.

وحول الأهداف المرجوة من هذا المنتدى أشار سعادته إلى المشاركة والنقاشات حول مستقبل العلوم ودبلوماسيتها والثقة في العلوم حيث أصبح اليوم مساعدًا في صنع القرارات وهذا ما شاهدناه من تعاون دولي في حلحلة الكثير من التحدّيات العالمية مثل التغير المناخي والأمراض المستعصية مثل الأوبئة كوفيد 19 وغيرها والتي لولا تكاتف العلم كان للعالم التوصل لعلاجات ولقاحات لها.

وبيّن سعادته أنّ أحد أهداف وجود حوار المعرفة العالمي واجتماع الجمعية العمومية لمجلس العلوم الدولي تتمثّل في إيجاد حلول للتحدّيات العالمية والخروج بتوصيات على المستوى العالمي تنطلق من مسقط.

وأكّد سعادته أنّ التوقيع على إنشاء المنتدى مكتب إقليمي لمجلس العلوم الدولي بمنطقة الشرق الأوسط في مسقط يمثّل خطوة مهمة ونقلة نوعية واعتراف عالمي بمكانة سلطنة عُمان على المستوى الدولي وثقة المجتمع الدولي بدور سلطنة عُمان في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وعلى المستوى العالمي في تقريب وجهات النظر وإيجاد الحلول للكثير من التحدّيات سواءً سياسية أو علمية.

وتضمّن المنتدى عقد جلسات نقاشية تناولت الجلسة الأولى دور العلوم في مواجهة التحدّيات العالمية، ودور الابتكار والتكنولوجيا في تحقيق الاستدامة، ومناقشة أكثر المجالات إلحاحًا لاستثمار العلوم لضمان مستقبل مستدام، وتناولت الجلسة الثانية إعادة التفكير في التعاون العلمي الدولي في القرن الحادي والعشرين، واستكشاف أهمية العلم باعتباره مسعى عالمي حقيقي، والتطرّق إلى التحدّيات الحاليّة للتعاون العلمي الدولي إلى جانب مناقشة الحاجة إلى إعادة تصور التقدم في هذا المجال.

ويُعدُّ هذا الحدث العلمي العالمي فرصة بارزة تجمع نخبة من العلماء وصنّاع السياسات والشركاء من مختلف دول العالم، ومجالات العلوم لمناقشة التحديات العالمية، واستشراف أولويات التعاون الدولي في مجال البحث العلمي والابتكار، ويشارك فيه علماء بارزون ومفكرون من مختلف الجامعات العريقة، ومراكز الأبحاث وصناع القرار ورجال الأعمال من مختلف دول العالم.

Your Page Title