الأولى

البرنامج الوطني للفضاء: “الدقم-1” يضع عُمان على خارطة الفضاء العالمية

الدقم-1

أثير - ريما الشيخ

في خطوة نوعية نحو تعزيز مكانة سلطنة عُمان في مجال الفضاء، كشف الدكتور سعود الشعيلي، مدير عام المديرية العامة للسياسات والحوكمة ورئيس البرنامج الوطني للفضاء، عن تفاصيل عملية إطلاق الصاروخ العُماني التجريبي “الدقم-1” التي تمت بنجاح. يمثل هذا المشروع إنجازًا كبيرًا لعُمان، ويفتح آفاقًا جديدة للتعاون العلمي والتقني في مجال الفضاء.

الخطوات والمتطلبات الأساسية للإطلاق

قال الدكتور سعود، في حديث خاص لـ”أثير”، إن عملية إطلاق الصواريخ تتطلب عددًا من الإجراءات التنظيمية والفنية والأمنية. فالجانب التنظيمي يستلزم وجود لوائح واضحة تُحدد أدوار ومسؤوليات الجهات المعنية، بينما يتطلب الجانب الفني بنية تحتية متطورة تشمل منصات إطلاق جاهزة ومحطات مراقبة دقيقة لضمان تتبع الصاروخ.

أما فيما يخص الجانب الأمني، فأكد الدكتور أن هناك خطة أمنية متكاملة لإدارة المخاطر قبل وأثناء وبعد الإطلاق، بالتنسيق مع الجهات الأمنية والعسكرية.

العوامل الفنية المؤثرة على الإطلاق

أوضح الدكتور أن عدة عوامل فنية تلعب دورًا حاسمًا في نجاح عملية الإطلاق، منها جاهزية الصاروخ من الناحية الميكانيكية، ونوعية الوقود المستخدم، بالإضافة إلى الظروف الجوية التي قد تؤثر على توقيت الإطلاق. وأكد أن هذه العوامل تم أخذها بعين الاعتبار لضمان نجاح العملية.

اختيار المدارات وأهداف الإطلاق

وأشار الدكتور الشعيلي إلى أن الصاروخ “الدقم-1” لا يستهدف التوجه إلى مدار محدد، بل يُستخدم كوسيلة لإيصال الأقمار الصناعية إلى مداراتها المحددة أو لنقل رواد الفضاء إلى محطة الفضاء الدولية. يتم اختيار المدارات بناءً على متطلبات الحمولة وأهداف المهمة.

التحديات والإنجازات

أكد الدكتور أن المشروع واجه تحديات عدة، أبرزها قلة الخبرة المحلية في هذا المجال نظرًا لكونه المشروع الأول من نوعه في السلطنة. ومع ذلك، أشار إلى أن نجاح عملية الإطلاق يمثل إنجازًا بارزًا، حيث يسهم في الترويج لعُمان كوجهة إقليمية لإطلاق الصواريخ الفضائية، مما يفتح الباب أمام مشاريع واستثمارات دولية. كما أظهر المشروع أهمية توحيد الجهود بين جميع الجهات ذات العلاقة لضمان نجاح العملية.

دور عُمان في استكشاف الفضاء

وفيما يتعلق بدور سلطنة عمان في مجال الفضاء، أوضح الدكتور الشعيلي أن رؤية عُمان للسنوات العشر القادمة تهدف إلى أن تكون سلطنة عمان البوابة الإقليمية لتطبيقات الفضاء، مع التركيز على تطوير الخدمات المرتبطة بالقطاع.

وأضاف أن المرحلة القادمة ستشهد تعزيز التعاون الدولي وجذب الاستثمارات من الشركات العالمية العاملة في هذا المجال.

أهمية المشروع على الصعيدين الإقليمي والدولي

اختتم الدكتور سعود الشعيلي حديثه مع “أثير” بالتأكيد على أن نجاح مشروع “الدقم-1” يعزز مكانة عُمان العلمية والتقنية في المنطقة. وأشار إلى أن المشروع يمثل خطوة إستراتيجية نحو تحقيق طموحات سلطنة عمان في قطاع الفضاء، مؤكدًا أنه سيكون له تأثير إيجابي على تعزيز التعاون الإقليمي والدولي في هذا المجال الحيوي.

Your Page Title