أخبار

قلق أمريكي بسببه: ما قصة “ديب سيك” الصيني؟

قلق أمريكي بسببه: ما قصة "ديب سيك" الصيني؟

رصد - أثير

إعداد: ريما الشيخ

برز تطبيق الذكاء الاصطناعي الصيني “ديب سيك (DeepSeek) كأحد الابتكارات التقنية التي أثارت اهتمامًا عالميًا واسعًا، نظرًا لتفوقه السريع وتأثيره المحتمل على صناعة الذكاء الاصطناعي العالمية.

ولكن متى تأسس وبما يمتاز؟

تاريخ التأسيس والتطوير

تأسست شركة “ديب سيك” في عام 2023، ونجحت خلال فترة قصيرة في تطوير نموذج ذكاء اصطناعي متقدم بميزانية تقارب 6 ملايين دولار، وهو مبلغ يُعد ضئيلًا مقارنةً بالاستثمارات الضخمة التي خصصتها شركات أخرى في هذا المجال، يُذكر أن تطوير “تشات جي بي تي” الأمريكي استغرق عشر سنوات وبتكلفة بلغت 6 مليارات دولار.

الميزات التقنية والتفوق

يتميز “ديب سيك” بعدة جوانب تقنية لافتة، من أبرزها:

  • كفاءة التدريب: نجحت الشركة في تطوير نموذجها بميزانية تقارب 6 ملايين دولار، وهو مبلغ أقل بكثير مقارنةً بتكاليف تطوير نماذج منافسة مثل “تشات جي بي تي” الذي بلغت تكلفة تطويره 6 مليارات دولار.
  • مراجعة المنطق: يتمتع التطبيق بقدرة على مراجعة المنطق الذي استندت إليه في توليد الإجابات قبل عرضها على المستخدم، وهي ميزة لا تتوفر في العديد من النماذج الأخرى.
  • التعلم المعزز: يستخدم “ديب سيك” آلية التعلم المعزز، مما يسمح له بالتعلم الذاتي من التجارب والتفاعل مع البيئة المحيطة، وبالتالي تحسين أدائه بمرور الوقت.
  • ردود الفعل العالمية

    أثار “ديب سيك” ردود فعل متباينة على الساحة الدولية:

    -التأثير الاقتصادي: تسبب التطبيق في خسارة تريليون دولار من القيمة السوقية لأكبر مؤشر لأسهم التكنولوجيا في الولايات المتحدة، نتيجة لعمليات بيع مكثفة لأسهم شركات التكنولوجيا المتأثرة بظهوره.

    -الانتشار الواسع: أصبح “ديب سيك” التطبيق المجاني الأكثر تحميلًا في كل من المملكة المتحدة والولايات المتحدة، مما يدل على انتشاره الواسع بين المستخدمين.

    أثار تطبيق الذكاء الاصطناعي الصيني “ديب سيك” (DeepSeek) اهتمامًا واسعًا في وسائل الإعلام العالمية، حيث تناولت الصحف البارزة تأثيره على قطاع التكنولوجيا والاقتصاد العالمي.

    فيما يلي أبرز ما جاء في هذه التغطيات:

    -صحيفة “ذا صن” البريطانية

    أشارت الصحيفة إلى أن تطبيق “ديب سيك” أصبح الأكثر تحميلًا في متاجر التطبيقات في المملكة المتحدة والولايات المتحدة والصين. وأثار التطبيق مخاوف بشأن استجاباته للقضايا الحساسة، حيث قلل من أهمية انتهاكات حقوق الإنسان في شينجيانغ وأكد أن تايوان جزء من الصين، مما يعكس التزامًا صارمًا بقيم الحزب الشيوعي الصيني، ورغم أن أدائه مشابه لتطبيقات مثل ChatGPT في مجالات مثل الرياضيات والبرمجة، إلا أنه تم تطويره بتكلفة أقل من 6 ملايين دولار، هذا التطور دفع إلى دعوات لزيادة الاستثمار الأمريكي في مجال الذكاء الاصطناعي.

    -صحيفة “ذا أستراليان” الأسترالية

    أفادت الصحيفة بأن إطلاق “ديب سيك” تسبب في اضطرابات كبيرة في صناعة التكنولوجيا العالمية، مما أثار مخاوف أمنية وطنية، فالتطبيق الذي تم تطويره بتكلفة أقل وباستخدام موارد حوسبة أقل من نظيراته الأمريكية، أثار مخاوف من أن الهيمنة الأمريكية في مجال الذكاء الاصطناعي قد تكون مهددة، كما حذر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وخبراء آخرون من أن هذا التطور قد يمنح بكين ميزة عسكرية ويستدعي فرض ضوابط تنظيمية صارمة.

    -وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية

    أشارت الوكالة إلى أن “ديب سيك” قدم إجابات تتماشى مع الروايات الرسمية الصينية أو تجنبت القضايا الحساسة تمامًا، مما يبرز الرقابة على الإنترنت في الصين، في المقابل، قدم ChatGPT إجابات أكثر تفصيلاً وبدون رقابة واضحة، هذا الإطلاق والمقارنة أثارا نقاشات حول المنافسة في مجال الذكاء الاصطناعي وتأثير البيئات التنظيمية على هذه التقنيات.

    -صحيفة “ذا غارديان” البريطانية

    ذكرت الصحيفة أن إطلاق “ديب سيك” أدى إلى محو تريليون دولار من أسهم الشركات الأمريكية، مما يشير إلى “لحظة سبوتنيك” جديدة، التطبيق ينافس ChatGPT وحقق أداءً مشابهًا باستخدام موارد أقل، مما هز الثقة في ازدهار الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة، هذا التطور أثار مخاوف بشأن قدرة الصين على الابتكار دون الوصول إلى التكنولوجيا الأمريكية المتقدمة بسبب العقوبات.

    مقارنة بين (DeepSeek) وChatGPT

    1. الخلفية والتطوير

    ديب سيك: طورته شركة صينية بميزانية 6 ملايين دولار وبفريق من 200 موظف.

    ‏ChatGPT: طورته OpenAI الأمريكية بميزانية 6 مليارات دولار وبفريق يفوق 4500 موظف.

    2. التقنيات المستخدمة

    ديب سيك: يعتمد على نموذج مفتوح المصدر ببيانات محدودة تركز على المصادر الصينية، ويستخدم التعلم المعزز ويراجع منطق الإجابة قبل عرضها.

    ‏ChatGPT: نموذج مغلق المصدر ببيانات عالمية متعددة اللغات، ويعتمد على التعلم المعزز مع ردود الفعل البشرية (RLHF) للحصول على إجابات دقيقة.

    3. الأداء والاستجابة

    ديب سيك: أسرع في الاستجابة وأقل استهلاكًا للموارد، كما أن دقته عالية في القضايا التقنية لكنه محدود في بعض المواضيع

    ‏ChatGPT: قد يكون أبطأ لكنه يوفر إجابات أكثر تفصيلاً وتحليلًا، وأكثر شمولية وتنوعًا في الإجابات.

    4. الرقابة والقيود

    ديب سيك: يخضع لرقابة صارمة، ويتجنب القضايا السياسية مثل تايوان وشينجيانغ.

    ‏ChatGPT: يقدم إجابات متوازنة لكنه يلتزم بإرشادات الأمان العالمية.

    5. التأثير الاقتصادي والسياسي

    ديب سيك: يهدد هيمنة التكنولوجيا الأمريكية بعد أن تسبب في انخفاض أسهم Nvidia وOpenAI، ويستهدف السوق الصينية والأسواق الآسيوية بشكل رئيسي

    ‏ChatGPT: ساهم في ازدهار الذكاء الاصطناعي لكنه يعتمد على استثمارات ضخمة، كما يخدم الأسواق العالمية، خاصة في أوروبا وأمريكا.

    6. الأمان والمخاطر المحتملة

    ديب سيك: هناك مخاوف بشأن مشاركة البيانات مع الحكومة الصينية وإمكانية استخدامه لأغراض استخباراتية.

    ‏ChatGPT: يلتزم بسياسات خصوصية صارمة تمنع الاستخدامات الضارة.

    المصادر:

    صحيفة “ذا صن” البريطانية

    صحيفة “ذا أستراليان” الأسترالية

    وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية

    صحيفة “ذا غارديان” البريطانية

    موقع “سكاي نيوز عربية“

    صحيفة “الشرق الأوسط“

    موقع “الجزيرة نت“

    صحيفة “القدس العربي“

    موقع “رأي اليوم”

    Your Page Title