أثير: تاريخ عمان
إعداد: د. محمد العريمي
كعادتها خلال الفترة الأخيرة، تقترب (أثير) من تاريخ إنشاء وتأسيس وظهور بعض الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية الحديثة في سلطنة عمان، فبعد أن تناولنا تاريخ إنشاء أول دار سينما حديثة في السلطنة، نأخذكم هذه المرة للحديث عن إرهاصات ظهور الصيدليات الحديثة من خلال الحديث عن تأسيس إحدى الصيدليات التي تعد من أقدم الصيدليات التي تزامن ظهورها مع بزوغ فجر النهضة العمانية الحديثة في عام 1970، وذلك اعتمادًا على تقرير كانت قد نشرته مجلة (التجاري) في وقتٍ سابق مع الدكتور سعود بن داؤود بن عبدالله صاحب صيدلية (عمان).
![](https://atheer-atheer-prod.web.arc-cdn.net/resizer/v2/CALPVPIUNZCDBCGXCJSBWBXPUE.png?auth=1e72ff8b9fdee74d0b2a7a957a6b9851e77f5e68cb8ddb6a4ef9bf5206cbb31c&width=800&height=711)
اهتمامات مبكرة
يذكر الدكتور سعود بن داود بن عبدالله من خلال الحوار الذي أجراه معه محرّر مجلة (التجاري) أنه التحق صغيرًا بمستشفى الإرسالية الأمريكية الذي تحول اسمه لاحقًا إلى (الرحمة)، وكان عددهم قليلًا عندما التحقوا به، وقد ولّد العمل في هذا المستشفى لديه فكرة حب علم الطب والتطبيب، فسافر إلى باكستان، وحصل على دبلوم في طب الأسنان، ثم عاد إلى سلطنة عمان، وكانت فكرة فتح صيدلية تدور في ذهنه نظرًا للحاجة الملحّة إلى وجودها في ظل ضعف الخدمات الصحية المقدّمة وعدم كفايتها.
ويضيف سعود بن داود: " لما قدمت الطلب رُفِض، لأن كل الأشياء قبل عام 1970 تكاد تكون مغلقة، والحقيقة أن رفض الطلب جعل عندي ألمًا وحزنًا، فسافرت إلى دولة الإمارات، وفي رأس الخيمة كنت مشرفًا صحيًا، ولكنني لم أصبر على البعد عن عمان، فعدت مرة ثانية إلى مسقط، وبالصدفة عرض عليّ أحد الأثرياء فتح صيدلية بحيث أقوم بإدارتها، ووافقت لأن هذا العمل يجري في عروقي“.
وعن مدى نجاح الصيدلية التي تم تأسيسها بالشراكة يذكر سعود بن داؤود أنه: " كان ديكورها وتنظيمها الدقيق وتوزيع الدواء في داخل الصيدلية جعل لها دعاية جيدة عند الناس، وكنا نجلب الدواء من أوروبا وأمريكا. وكانت الفترة التي قضيتها في الصيدلية بمشاركة شريكي صقلت خبرتي، بحيث تفهمت كيفية تصريف الأمور كما ينبغي“.
تأسيس صيدلية عمان
وحول تأسيس الصيدلية الجديدة التي حملت اسم عمان، يشير سعود بن داؤود بن عبدالله إلى أنه: " في الواقع بعد العمل في الصيدلية، أردت أن أعاود طلب فتح صيدلية وكنت قد تحدثت مع مدير أحد البنوك في ذلك، وبعد أن تمت الموافقة ووضعنا الاسم لها وهو اسمها الحالي (صيدلية عمان). هذا الحديث كان في الصباح، وفي المساء وصلت إلينا الأنباء بأن جلالة السلطان قابوس تولى قيادة عمان، وكانت فرحتنا عظيمة، ولولا أن تسمية الصيدلية قد سبق، لكنت أسميتها (صيدلية النهضة).
وعن مكان إقامة أول فرع للصيدلية ومدى نجاحها فيما بعد يذكر الدكتور سعود: " فتحت صيدلية عمان وكانت داخل سور مسقط، والحقيقة أنه قد تيسرت الأمور، وأصبح من السهل عليك أن تتصل بالعالم الخارجي للمساعدة في الاستشارات الفنية، وتم فتح العديد من البنوك، ووسائل الاتصال والمعرفة“.
![](https://atheer-atheer-prod.web.arc-cdn.net/resizer/v2/B6DPQWSJL5FV3J7H5ETLZBK4NQ.png?auth=6393d3412433cddae01215d293fe3a7ea8b4bd0410778f657888a2752f02a203&width=800&height=542)
فروع جديدة
نظرًا للطلب الكبير على الأدوية، وظهور بواكير المؤسسات الصحية مع النهضة الجديدة، فقد كان من البديهي أن تتوسع أعمال الصيدلية، لذا فقد قام صاحبها بافتتاح عدّة فروع جديدة، حيث يذكر: " فتحت أول فرع لصيدلية عمان في مطرح عام 1971، وفي عام 1974 فتحت فرعًا آخر في روي، ولما انتشرت العيادات الخارجية في سلطنة عمان، وخصوصًا في منطقة الباطنة، فتحت مركز توزيع في صحار، وكان للمركز سيارة خاصة مجهّزة مع صيدلي قانوني لتوزيع الدواء في المنطقة، بالإضافة إلى الاشتراك في المناقصات المقدمة من وزارة الصحة، والدفاع، وشرطة عمان السلطانية، والشركات“.
![](https://atheer-atheer-prod.web.arc-cdn.net/resizer/v2/S3ZSICEI2VA5LAYMH2LXLYVSDM.png?auth=3c4c40fb409c5732de6915cce9618d8b5536ea67073d9ea30872d1b0bded45f1&width=800&height=1148)