أثير - ريما الشيخ
بمناسبة مرور خمسة أعوام على تولي جلالة السلطان هيثم بن طارق – حفظه الله ورعاه – مقاليد الحكم، انطلق 12 مشاركًا في مسير ”ولاء وعرفان من ولاية السيب إلى محافظة ظفار“ يوم 15 يناير الماضي، حيث قطعوا مسافات طويلة سيرًا على الأقدام، في تجربة وطنية جسدت معاني العزيمة والصمود.

حمل المسير أهدافًا عديدة، أبرزها؛ التشجيع على ممارسة الرياضة، وإحياء موروث الأجداد في التنقل سيرًا على الأقدام، والتعريف بالمناطق والقرى التي يمر بها المشاركون، إلى جانب إبراز دور المرأة العمانية في المشي لمسافات طويلة.
”أثير“ بدورها حاورت المغامرة العمانية بدور بنت خلفان سعيد بن الصالحية -إحدى المشاركات في المسير-، حيث قالت أنها كانت تحمل هذه الفكرة منذ عام 2017م، وعندما شاهدت إعلان المشاركة قررت الانضمام إلى المجموعة التي ينظمها نادي صلالة الرياضي.
وأشارت إلى أن المشاركين كانوا يقطعون يوميًا ما بين 45 إلى 60 كيلومترًا، وقد مروا بعدد من المحطات، وواجهتهم الكثير من التحديات من بينها؛ تقلبات الطقس، حيث عانوا من أيام شديدة البرودة وأخرى بدرجات حرارة مرتفعة، بالإضافة إلى عدم وجود إدارة منظمة للفريق، فضلًا عن الإصابات التي تعرض لها بعض المشاركين خلال الرحلة، مؤكدة أن الروح المعنوية العالية والانتماء للوطن كانا الحافز الأكبر لهم للاستمرار حتى النهاية.

أما عن المشاركين، فأوضحت أن العدد الأساسي بلغ 12 شخصًا، مع تزايد عدد المنضمين بشكل متغير، حيث ينضم البعض لفترة معينة ثم ينسحبون، مشيرة إلى أن أصغر مشاركة في الرحلة كانت هي نفسها، بعمر 33 عامًا، بينما تراوحت أعمار الرجال بين 45 و65 عامًا فأكثر.
وحول الجانب الصحي، أكدت بدور أن الفريق كان يحظى بدعم طبي من ممرضين اثنين يرافقان المسير، حيث كانا يقومان بفحص الإصابات وتقديم العلاج اللازم، كما تلقى المشاركون الرعاية الصحية من بعض المراكز.

أما الدعم اللوجستي، فتحدثت بدور عن وجود شاحنة مزودة بالمياه وأغراض المشاركين، إلى جانب جهود عدد من الشباب الذين وفروا سياراتهم الخاصة لتقديم المساندة والوجبات، بالإضافة إلى الدعم المادي للفريق.
وأشارت بدور خلال حديثها إلى أن المجتمع العماني قدم دعمًا معنويًا كبيرًا للمشاركين، حيث استقبلهم الأهالي بحفاوة وقدموا لهم الماء وبعض الأطعمة، مشيرة إلى أن بعض الجهات الرسمية استقبلتهم ورحبت بهم عند مرورهم بالمناطق المختلفة، مما كان له أثر عميق في تحفيز الفريق على مواصلة الرحلة.

أكدت بدور في ختام حديثها أن المسير لن يتوقف عند هذا الحد، حيث يعتزم الفريق استكمال رحلته من السيب إلى محافظة مسندم، ليقطعوا المسافة من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، مشيرة إلى أن حب الوطن وفرحة المواطنين بهذا الإنجاز التاريخي هو الدافع الرئيسي للاستمرار، رغم كل التحديات التي واجهتهم
اليوم، وبعد أسابيع من المسير، يصل المشاركون إلى نادي صلالة بمحافظة ظفار، مختتمين رحلة وطنية حملت في طياتها معاني الإصرار، التضحية، والتلاحم المجتمعي، وسط مشاعر الفخر والاعتزاز بهذا الإنجاز الذي يجسد حب الوطن والانتماء لترابه.