في قلب ولاية الجبل الأخضر بمحافظة الداخلية، وبين الفوالق الصخرية التي يعود تاريخها إلى ملايين السنين، تقع قرية مصيرة الجواميد، إحدى القرى الجبلية الهادئة التي تتمتع بجمال طبيعي أخّاذ، وتستقطب الزوار على مدار العام، خاصة عشاق رياضة المشي الجبلي والمغامرات، والباحثين عن الاستجمام وسط الطبيعة الساحرة.
موقع فريد وطبيعة متنوعة
تقع القرية على ارتفاع 1400 متر عن سطح البحر، على حافة وادي تنوف بولاية نزوى، ويعود تاريخها إلى ما يزيد عن 400 عام. للوصول إليها، يتعين على الزوار قطع مسافة 5.5 كيلومترات عبر طريق يمر بقرية حليلات. وتزخر المنطقة بأنواع متعددة من الأشجار البرية، أبرزها أشجار البوت التي تثمر خلال فصل الصيف وتتميز بمذاقها اللذيذ. كما يمكن للزوار مشاهدة تشكيلات أحفورية لأصداف وكائنات متحجرة تعود لملايين السنين في الصخور المحيطة بالقرية.
![](https://atheer-atheer-prod.web.arc-cdn.net/resizer/v2/NBA4LL6CSJBLTBM32Y4EC4DBAY.png?auth=3e3c9763aa05a91cf5fce72fd74b0cf73e0ac836f3934bcbc53e9fb24aa1393e&width=800&height=441)
تاريخ زراعي حافل
تحكي القرية قصة تلاحم الإنسان مع بيئته الجبلية الصعبة، حيث تمكن الأهالي من استغلال الموارد الطبيعية بمهارة، فشقوا الصخور وحواف الجبال، وحوّلوها إلى مدرجات زراعية خصبة. تزرع في هذه المدرجات النخيل، والعنب، والرمان، والليمون، إلى جانب محاصيل موسمية تُروى عبر العيون والسدود التي تمد المزارع بالمياه عبر قنوات وجداول صغيرة تصب في حوض مائي كبير.
معالم أثرية ومشاريع سياحية قادمة
تشتهر مصيرة الجواميد بمنازلها الحجرية المنحوتة في الجبال، والتي تعكس الهندسة العمانية التقليدية. وعلى الرغم من انتقال سكانها إلى قرية حليلات، إلا أنهم حافظوا على بيوتهم القديمة، مستغلينها لحفظ المنتجات الزراعية والأسمدة، مما ساهم في الحفاظ على معالمها التراثية.
![](https://atheer-atheer-prod.web.arc-cdn.net/resizer/v2/R63XNWC3F5HFDJQS7DFXZLPNO4.png?auth=a25de9f1d39c023f38d319b69c383edc13753eb1ebebbced54aa352ec64ecef9&width=800&height=436)
وفي إطار تعزيز السياحة الجبلية، يسعى شباب القرية إلى تطويرها كوجهة سياحية مستدامة من خلال مشاريع النزل التراثية والمقاهي والمرافق الخدمية، لتلبية احتياجات السياح الذين يتوافدون إليها على مدار العام من داخل السلطنة وخارجها.
المصدر: العمانية