أخبار

دراسة نُشِرت في مجلة دولية توصي بإنشاء محمية جديدة في سلطنة عمان

دراسة نُشِرت في مجلة دولية توصي بإنشاء محمية جديدة في سلطنة عمان

العمانية-أثير

كشفت دراسةٌ علميةٌ نُشرت اليوم في مجلة ”أوريكس“ الدولية في المملكة المتحدة عن اتساع نطاق انتشار النمر العربي في محافظة ظفار بحوالي 40 كيلومتراً شمالاً باتجاه منطقة النجد.

وأفادت الدراسة العلمية التي تزامن نشرها مع الاحتفال باليوم الدولي للنمر العربي الذي يوافق سنويًّا العاشر من فبراير بأن منطقة النجد الواقعة شمال سلسلة جبال محافظة ظفار أصبحت موطناً دائماً للنمر العربي إضافة إلى مناطق انتشاره في نطاق محميتي جبل سمحان الطبيعية، وخور خرفوت الطبيعية في جبل القمر.

وأوصت الدراسة بتركيز الاهتمام على منطقة النجد، الممتدة بين وادي غدون ومنطقة هرويب، وفق إطار قانوني وتنظيمي يضمن استدامة الحياة البرية فيها، إذ أكد الباحثون المشاركون أهمية إنشاء محمية طبيعية في هذه المنطقة لتعزيز فرص تكاثر النمر العربي، وحماية العديد من الأنواع البرية المهمّة وصولا إلى تعزيز التوازن البيئي في المنطقة، مثل الوعل النوبي والغزال العربي، والوبر الصخري، والذئب العربي، والضبع المخطط، والوشق الآسيوي إضافة إلى أشجار اللبان والمر النادرة، ما يعكس التنوع البيئي الكبير الذي تحتضنه المنطقة.

وقال الدكتور هادي بن مسلم الحكماني المشرف على الدراسة، في تصريحِ لوكالة الأنباء العُمانية: إنّ هذه الدراسة تأتي ضمن الجهود الوطنية والإقليمية والدولية الرامية إلى الحفاظ على النمر العربي وبيئته الطبيعية، لزيادة الوعي بأهمية حماية هذا النوع الفريد، الذي يُعد رمزًا للتاريخ الطبيعي لجبال شبه الجزيرة العربية، مؤكدًا أنّ الدراسات الميدانية التي أجريت بين عامي 2014 و2021 سجّلت ما لا يقل عن وجود 8 نمور في منطقة النجد بما في ذلك إناث برفقة صغارها؛ ما يؤكد أن المنطقة ليست مجرد ممر عابر لهذه الحيوانات، بل تُعد موطناً دائماً يُدعم تكاثرها.

وأضاف أن منطقة النجد التي تلبّي المتطلبات البيئية للنمر العربي وتشمل مصادر الغذاء والمساحات الشاسعة الضرورية لحركة النمور تواجه تحديات متزايدة، أبرزها فقدان الموائل الطبيعية نتيجة تأثيرات الأنشطة البشرية، والصيد الجائر لفرائس النمر؛ مما يهدد استمرارية بقائه.

وأوضح الحكماني أن النمر العربي قد انقرض بالفعل في مناطق عدة من شبه الجزيرة العربية كانت تُعد ضمن نطاقه التاريخي، ما يستوجب تكثيف جهود الحماية من خلال تعزيز برامج التوعية البيئية، وتطبيق قوانين صارمة لحماية الحياة البرية، مبيّنًا أن عملية إعادة توطينه ستكون معقدة ومكلفة للغاية في حال انقراضه من مناطق وجوده الطبيعية الحالية.

الجدير بالذكر أن الجمعية العامة للأمم المتحدة أعلنت العاشر من فبراير يوماً دوليًّا للنمر العربي بموجب القرار (77 /295)، بهدف نشر الوعي حول هذا النوع المهدد بالانقراض؛ حيث يُصنّف وفق الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (IUCN) ضمن الأنواع المهددة بالانقراض بشكل ”حرج“، إذ تُقدّر أعداده المتبقية في البرية بأقل من 120 نمراً، يوجد حوالي 50 منها في سلسلة جبال محافظة ظفار في سلطنة عُمان، بينما توجد مجموعة أخرى رئيسة في جبال جنوب ووسط الجمهورية اليمنية.

Your Page Title