العمانية - أثير
تحتفل سلطنة عُمان ممثلة في هيئة البيئة باليوم الدولي للنمر العربي الذي يصادف العاشر من فبراير من كل عام.
ويأتي الاحتفال بهذه المناسبة لزيادة الوعي حول أهمية هذا الكائن المهدد بالانقراض بشكل حرج بحسب تصنيف الاتحاد الدولي لصون الطبيعة، وتعزيزاً للجهود المبذولة لحمايته، وصون التنوع البيولوجي وحماية الحياة البرية.
وقال الدكتور محمد محاد علي المعشني من هيئة البيئة: إن الجهود المبذولة في محافظة ظفار حققت تقدمًا ملحوظًا، من خلال مشروع النمر العربي في جبال محافظة ظفار الذي أظهر نتائج مشجعة، تمثل في رصد ولادات جديدة للنمر في البرية، وهو ما يعد مؤشرًا إيجابيًّا على نجاح جهود الحفاظ على هذا الكائن النادر في بيئته الطبيعية.
وأضاف أن هذه الولادات الجديدة تشير إلى فعالية الاستراتيجيات المتبعة في حماية هذا النوع المهدد بالانقراض، ما يعزز الأمل في استمرار وجوده في الطبيعة العُمانية. ما تسهم هذه الجهود في الحفاظ على التوازن البيئي في المنطقة.
وأوضح أن النمر العربي، الذي يُعرف علميًّا بـ ”Panthera pardusnimr“، يعد من أصغر وأندر أنواع النمور، وهو مهدد بشكل خطير بالانقراض. وقد أظهرت الدراسات أن النمر العربي يعاني من فقدان موائله الطبيعية وتناقص الفرائس، بالإضافة إلى التهديدات الأخرى مثل الاتجار غير المشروع.
وأفاد أن سلطنة عُمان تُعد من الأماكن التي لا يزال هذا النوع يعيش فيها، وقد رصدت هيئة البيئة وجود النمر العربي في مناطق متعددة في جبال ظفار، كما تواصل الهيئة جهودها في تتبع سلوك النمر العربي وجمع البيانات البيولوجية اللازمة لدراسته، في محاولة لتحليل المؤشرات البيئية التي قد تساعد في تحسين ظروف حياته وتعزيز سبل الحماية له.
وأوضح أن للمجتمع المحلي دور رئيس في هذا التوجه، حيث يتم توعية السكان المحليين بأهمية حماية النمر العربي عبر الأنشطة المختلفة التي تهدف إلى تسليط الضوء على كيفية العيش في تناغم مع هذه الأنواع البرية المهددة، مبينًا أن تعزيز التعاون مع المجتمعات المحلية يسهم في تقليل المخاطر التي تهدد النمر، سواء من خلال التقليل من صيد الفرائس غير المستدامة أو الحد من التعدي على الموائل الطبيعية.
وأشار إلى أن حماية النمر العربي لا تقتصر فقط على الجهود الحكومية، بل هي مسؤولية مشتركة يتطلب تضافر الجميع من مؤسسات رسمية وشعبية للحفاظ على هذا الكائن الذي يشكل جزءًا من هوية البيئة العُمانية.
وأكد أن سلطنة عُمان تواصل ريادتها في مجال حماية الحياة البرية، وتُعد واحدة من الدول الرائدة في الحفاظ على النمر العربي. وقد حققت سلطنة عُمان خطوات كبيرة في إنشاء المحميات الطبيعية وتطبيق القوانين التي تمنع الصيد الجائر وتحمي البيئة الطبيعية لهذا النوع من النمور. كما تم استخدام تقنيات حديثة مثل المراقبة بالكاميرات الفخية، والتي أظهرت دلائل إيجابية على وجود النمر العربي في بيئته الطبيعية.
واختتم قائلًا إن النمر العربي يعد رمزًا للتوازن البيئي في سلطنة عُمان، والحفاظ عليه خطوة حاسمة نحو تحقيق استدامة بيئية وحياة برية مزدهرة في المنطقة.