أثـيـر – مـحـمـد الـعـريـمـي
كان شابًا عُمانيًا يتطلع إلى ما وراء الحدود التقليدية، محملًا بأحلام كبيرة وإرادة لا تلين. لكن الطريق لم يكن سهلًا؛ فقد قضى سنوات طويلة كموظف مجتهد في إحدى الشركات، بينما كان في أعماقه يطمح إلى تحقيق إنجاز أكبر.
إنه رائد الأعمال العُماني د. سالم الشنفري، الذي اتخذ في أحد الأيام قرارًا مصيريًا؛ إذ جمع شجاعته وترك وظيفته المستقرة ليؤسس شركة صغيرة متخصصة في خدمات النفط.
لم تكن البداية سهلة، فقد كانت العقود التي يحصل عليها من عمالقة الصناعة مجرد فتات، إلا أن ذلك لم يثنه عن المضي قدمًا. كان يدرك أن النجاح يتطلب جرأة، تخطيطًا، وعملًا دؤوبًا.
إيمانًا منه بأهمية بناء العلاقات في عالم الأعمال، توجه الشنفري إلى غرفة تجارة وصناعة عُمان، حيث التقى برئيس مجلس إدارتها، سعادة الشيخ فيصل بن عبدالله الرواس. خلال اللقاء، شارك الشنفري أفكاره وطموحاته، وجاءه لرد مشجعًا، إذ نصحه بحضور فعاليات الغرفة، والتواصل مع الوفود التجارية، والانخراط في الفعاليات الخارجية.
استجاب الشنفري لهذه النصيحة، وانطلق في رحلة جديدة لبناء شبكة علاقات واسعة. ومع مرور الوقت، شارك في العديد من الفعاليات، وكان من بينها لقاء مهم جمعه بوفد أوزبكي خلال زيارته لسلطنة عُمان. كانت هذه المحطة نقطة التحول التي فتحت أمامه أبوابًا جديدة.
مدفوعًا بالحماس والتفاؤل، انضم الشنفري لاحقًا إلى وفد تجاري نظمته غرفة التجارة إلى أوزبكستان. وهناك، التقى مجددًا بالوفد الأوزبكي، وبدأت مرحلة جديدة من المفاوضات والتواصل المستمر. وبعد أشهر من العمل الجاد، تحقق حلمه أخيرًا.
في 13 فبراير 2025م، وقّع الشنفري اتفاقية بين شركته وشركة النفط والغاز الأوزبكية، بقيمة 20 مليون دولار أمريكي لمشروع يركز على صيانة آبار النفط وزيادة الإنتاج عبر تقنيات الحفر الأفقي، مع توقعات بارتفاعه إلى 100 مليون دولار أمريكي في الفترة القادمة.
كانت هذه اللحظة تتويجًا لسنوات من الكفاح والعمل الدؤوب، وتجسيدًا حقيقيًا لقوة الإرادة والطموح. لقد أثبت الشنفري أن النجاح ليس محض صدفة، بل هو نتاج رؤية واضحة، شجاعة في اتخاذ القرار، وإصرار على تحقيق الأهداف.
هذه القصة نقلها إلينا سعادة الشيخ فيصل الرواس، رئيس غرفة تجارة وصناعة عُمان، خلال مشاركته في ملتقى ”معًا نقدم“ التي حضرتها ”أثير“، حيث سلط الضوء على نموذج نجاح مُلهم في عالم ريادة الأعمال
