الأولى

يوفّر عليك تكلفة قد تصل إلى 100 ريال: ابتكار عُماني يحد من الروائح المزعجة لمكيف السيارة

تكييف المركبات

أثير- جميلة العبرية

في معرض جنيف الدولي للاختراعات 2025م الذي يقام في نسخته الخمسين خلال الفترة من 9 إلى 13 أبريل بالعاصمة السويسرية، تشارك سلطنة عُمان بوفد مكوّن من أربعة مبتكرين، يمثلون وطنهم بأفكار واختراعات تعكس روح الابتكار العُمانية، وتضعها في محك التقييم الدولي أمام رواد الأعمال والمستثمرين والخبراء من مختلف دول العالم.

ومن بين هذه المشاركات، يبرز ابتكار المهندس العُماني محمود الهنائي وهو “نظام تعقيم وتنظيف مبخر (ثلاجة) المكيف” الذي تسلط “أثير” الضوء عليه، من خلال لقاء خاص مع المبتكر للحديث عن تفاصيل الفكرة، ودوافعها، وآلياتها، والنتائج المذهلة التي حققتها.

الانطلاقة

يقول المبتكر محمود الهنائي: “جاءت فكرة هذا النظام من معاناة شخصية، بدأت عندما لاحظت رائحة مزعجة متكررة تنبعث من مكيف سيارتي، وجرّبت جميع الحلول المتوفرة في السوق، من تغيير الفلاتر إلى استخدام المعطرات والبخاخات، لكن المشكلة ظلت قائمة، وهو ما دفعني للبحث عن السبب الحقيقي وراء هذه الرائحة، فاكتشفت أن المصدر هو ثلاجة المكيف أو ما يعرف بـ (المبخر)، حيث تتكاثر البكتيريا والفطريات بسبب الرطوبة والبرودة في هذا الجزء”.

مشاكل وحلول

يشير الهنائي إلى أن مستخدمي السيارات يواجهون ثلاث مشاكل رئيسية هي:

1. انبعاث الروائح الكريهة من المكيف نتيجة لتراكم البكتيريا داخل الثلاجة.

2. صعوبة الوصول إلى موقع المبخر، كونه يقع خلف لوحة القيادة وتحتها.

3. التكلفة العالية والوقت الطويل الذي يستغرقه تفكيك لوحة القيادة فقط لتنظيف الثلاجة، فضلًا عن المخاطر المترتبة على فك وتركيب القطع مثل ظهور أصوات مزعجة لاحقًا.

أما عن الحلول التجارية المتوفرة حاليًا، فيؤكد أنها غير مجدية، موضحًا أن شركات عالمية مثل مرسيدس وتويوتا قد طرحت حلولًا غير فعالة، بل إن مرسيدس خسرت قضية بسبب هذه الرائحة، كلفتها ما يقارب مليار ونصف دولار كتعويض، في حين لجأت تويوتا لطرح بخاخ يتم رشه من أنبوب التصريف، لكنه لا ينجح في الوصول إلى الثلاجة أو تنظيفها.

المبتكر محمود الهنائي-جنيف

سهولة وكفاءة وتكلفة أقل

يعتمد النظام على فكرة تركيب مرشّات (بخاخات) مخصصة لسوائل تنظيف، تكون مباشرة أمام المبخر، وتوصل هذه المرشات بأنابيب تنتهي بمضخة وسوائل تنظيف خاصة. بضغطة زر، ويستطيع السائق تشغيل النظام لرش السائل على المبخر وتنظيفه بفعالية، فيما تخرج بقايا السائل من أنبوب التصريف، تمامًا كما تعمل مرشات الزجاج الأمامي في السيارات.

يوضح الهنائي: “الميزة الأكبر أن هذا النظام لا يحتاج لفك أي قطعة من السيارة، ويوفر على المستهلك تكلفة قد تصل إلى 100 ريال لتنظيف جزء قيمته لا تتجاوز 20 ريالًا. كما يمكن تكرار العملية دوريًا حسب الرطوبة، حتى بشكل يومي؛ ما يطيل عمر المكيف ويعزز كفاءته”.

تجارب ونتائج مذهلة

عن التجربة العملية، يقول الهنائي بثقة: “نعم، أجريت تجارب ميدانية على عدد من السيارات، وكانت النتائج مذهلة؛ اختفت الرائحة تمامًا، وبتصوير الثلاجة قبل وبعد التنظيف ظهر الفرق الكبير في مستوى النظافة، ويمكن القول بأن النظام بالفعل يحقق ما تعجز عنه المنتجات التجارية الأخرى”.

الوفد المشارك-جنيف

التحديات والتصنيع

أما عن التحديات، فيوضح أن أصعب ما واجهه هو موقع الثلاجة داخل السيارة، وصعوبة الوصول إليه أثناء التطوير والاختبار، وهو ما جعله يحرص على تصميم نظام لا يتطلب تفكيك أي أجزاء، وقد سجل الهنائي الابتكار رسميًا ضمن نظام اتفاقية باريس للملكية الفكرية.

لكن رغم نجاح الفكرة، يشير إلى أن التسويق المحلي للابتكار في سلطنة عُمان قد يكون محدودًا بسبب غياب مصانع إنتاج القطع الأصلية للسيارات، مشددًا على أن “هذا النظام يجب أن يُدمج داخل السيارة من المصنع نفسه، لأنه بحاجة لتصميم يتوافق مع كل طراز”.

حصد الجوائز -جنيف

رؤية مستقبلية وتوسّع محتمل

وحول إمكانية توسيع الابتكار ليشمل أنواعًا أخرى من المركبات، يوضح الهنائي: “النظام الحالي صالح للاستخدام في جميع أنواع السيارات، والباصات، والحافلات، لكنه بحاجة إلى تصنيع متخصص حسب نوع السيارة. ويمكن كذلك تطبيقه في السيارات القديمة، بشرط وجود تصميم هندسي مخصص لكل طراز”.

جديرٌ بالذكر أن وفد سلطنة عمان أحرز ذهبية واحدة وفضيتين في معرض جنيف الدولي بنسخته الخمسين، وهي:

- المبتكر مؤيد البلوشي: الميدالية الذهبية عن ابتكاره : “Etienne - SOS Rescue Device”

- المبتكر محمود الهنائي: الميدالية الفضية عن مشروعه: نظام تعقيم وتنظيف مبخر.

- المبتكرة ليان الرحبية: الميدالية الفضية عن مشروعها: “لغة”.

Your Page Title