أخبار

من كتب السلام السلطاني ؟

Atheer - أثير
Atheer - أثير Atheer - أثير

 

 

عبدالرزاق الربيعي

عبدالرزاق الربيعي

 

الكثيرون يعرفون أن الشاعر مفدي زكريا هو من كتب كلمات النشيد الوطني الجزائري ، وإبراهيم طوقان هو من كتب نشيد “موطني” الذي أصبح النشيد الوطني العراقي ومن قبله كان النشيد للشاعر الراحل شفيق الكمالي ، وإن عبدالله عبدالوهاب نعمان هو الشاعر الذي كتب النشيد الوطني اليمني، وكتب الشاعر إبراهيم خفاجي كلمات النشيد الوطني السعودي .

 

وهنا في السلطنة نعرف أن الذي كتب النشيد الوطني العسكري “ياحي ياقيوم  احفظ لنا عمان ” هو الشاعر سعيد الصقلاوي لكننا لا نعرف من كتب كلمات السلام السلطاني :

 

ياربنا إحفظ لنا 

جلالة السلطان 

بالعز والأمان 

وليدم مؤيدا 

عاهلا ممجدا

بالنفوس يفتدى 

كلمات بسيطة لكنا معبرة عن حب وإعتزاز وإنتماء 

 

وكلما أسمع السلام السلطاني أتساءل عن الشاعر الذي كتب كلماته والملحن الذي صاغ لحنه ، لكنني لم أصل الى جواب شاف فالبعض رجح أن يكون الشاعر الراحل محمود الخصيبي هو من وضع كلماته وقد جرى تعديل على الكلمات من قبل المرحوم حفيظ الغساني مدير المدرسة السعيدية بصلالة خلال السبعينيات والذي أصبح مستشارا لجلالة السلطان للشؤون الصحفية فيما بعد ، والبعض يرى إن الكلمات أصلا للغساني ، وفي الموسوعة الحرة قرأت أن الكلام للشاعر المغربي علي الصقلي مع عبارة”أختير عام 1970وعدل عام1995 “

ولم أجد أي دليل يؤكد ماجاء في الموسوعة !

فما علاقة الصقلي بعمان؟ وهل عجزت عمان التي تحت كل صخرة من صخورها شاعر، كما يكرر الذين ينظرون الى ثراء المشهد الشعري العماني، عن أن يكتب أحد شعرائها كلمات نشيدها الوطني؟.

 

وظلت القضية مجرد أراء فالسلام السلطاني لا يحمل إسم شاعره ولا ملحنه!

حتى طلع علينا الأستاذ توفيق عزيز المدرس في المدرسة السعيدية عبر برنامج تلفزيوني قائلا  أن السلطنة قبل عام 1869 وهو عام إفتتاح قناة السويس لم يكن لها سلام سلطاني  وقد وجهت دعوة لسلطان عمان أنذاك لحضور الحفل كان لابد من عزف سلام له عند وصوله مصر لذا كلف أحد الموسيقيين بوضع سلام سلطاني وعزف السلام وقام المشرفون على الإحتفال الذي حضره سلاطين وملوك ورؤساء دول بتوزيع السلام السلطاني على العديد من الدول لإعتماده ، وفي السبعينيات ،والكلام لتوفيق عزيز، كنت مع مجموعة من الأوروبيين نتساءل عن السلام السلطاني وضرورة أن يكون للسلطنة سلام وفي نهاية اللقاء قدم لي أحد الأوروبيين هدية قال لي إنك ستجد جوابا على سؤالك وكانت أسطوانة موسيقية للسلام السلطاني الذي عزف في حفل إفتتاح قناة السويس ولما كان مقطوعة موسيقية لذا كان يجب أن نضع كلاما على القوالب اللحنية ، وهكذا كتبت كلمات  السلام السلطاني ، وهنا إنتهت رواية عزيز ، ويتضح من خلالها أنه هو من قام بكتابة الكلمات وربما بمساعدة آخرين فلم نعرف عنه إنه كان شاعرا،  وإذا كان كذلك لماذا لم يكتب إسمه عليه ، لماذا ظل المؤلف مجهولا وهذا يرجح أن أكثر من شخص إشترك بكتابته ، وقد يكون عزيز واحدا منهم وربما كان دورا أساسيا ، ويظل السؤال مفتوحا : من كتب السلام السلطاني؟ .  

 

 

 

Your Page Title