مسقط – أثير
يَعْرِض مُنتدى عمان البيئي الأول فيلم “المُهاجر.. الصقر الأدهم في سلطنة عُمان”، وهو من إنتاج مكتب حفظ البيئة بديوان البلاط السلطاني؛ وذلك ضمن الفعاليات المصاحبة للمنتدى، الذي سيقام يومي 10 و11 مايو، كما يُعرض الفيلم احتفالا باليوم العالمي للطيور المهاجرة الذي يهدف إلى رفع الوعي على مستوى العالم بأهمية الحفاظ على الطيور المهاجرة وموائلها.
ومن المقرر أن يتم عرض الفيلم 4 مرات خلال يَوْمَي انعقاد المنتدى بفندق شيراتون عمان؛ بواقع عروضين في اليوم الواحد، تبدأ من الرابعة عصرا حتى الخامسة، ومن الخامسة والنصف حتى السادسة والنصف مساء. والفيلم من تصوير المصور المحترف روبن جان، إضافة إلى مساعدته سارة هيربورت، والدعوة عامة للمهتمين والباحثين. ويروي الفيلم هجرة هذا الطائر التي تبدأ من إفريقيا متجهةً إلى أرخبيل الجزر العمانية (الديمانيات) وجزيرة (الفحل) ابتداءً من شهر مايو وحتى بداية شهر نوفمبر، وذلك بغرض التكاثر على الشريط الساحلي من بحر عمان تحديدا. وتتخلل الفيلم مهمة عمل ميدانية يقوم بها 4 مختصين عمانيون في مجال الحياة البرية، ويبرز الفيلم المسارات التي يسلكها الصقر أثناء هجرته كمروره على بعض المحطات السياحية في السلطنة كولاية نزوى والربع الخالي، ومحطات سياحية أخرى شهيرة في جمهورية إثيوبيا كبحيرة (تانا)؛ حيث منبع النيل الأزرق. ويقطع الصقر الأدهم وصولا إلى مدغشقر حوالي 7 الآف كيلومتر مربع في كل رحلة.
ويوثق الفيلم أعمال مكتب حفظ البيئة في هذا الصدد، مثل المسوحات والأعمال الميدانية التي قام بها لتكوين قاعدة بيانات من خلال تحجيل وترقيم الطائر، ومراقبة أعداده ومتابعة بيوضه وأعشاشه وجمع عينات الدم والريش ومقاساته وأوزانه، وتمييز الذكور والإناث عن طريق التحليل المخبري الوراثي لعينات الدم. كما يوثق الفيلم مرحلة وضع أجهزة التعقب التي تمّ تركيبها في عددٍ من طيور هذا الصقر لتتبع مسار هجرتها وتعقبها عبر الأقمار الاصطناعية، وتوثيق قاعدة بيانات حول ذلك المسار، وتحليل جميع البيانات المتعلقة به.
وقد استُخْدِمت في الفيلم أحدث تقنيات التصوير، والتي مكَّنتْ طاقم العمل من الحصول على لقطات مميزة وفريدة من نَوْعِها في دورة حياة هذا الطائر المهاجر؛ مثل: مرحلة التزاوج والتكاثر وتكوين الأعشاش ووضع البيوض ثم رعاية الصغار حتى تكبر وتصبح مستعدة للهجرة الأولى عبر الصحراء وقطع البحر الأحمر متجهةً إلى سواحل إفريقيا بجمهورية مدغشقر.
وأُنتج الفيلم بالتعاون مع جمعية حماية صقر الشاهين فرع مدغشقر، ومؤسسة أبحاث الطيور الدولية بالنمسا، واليخوت السلطانية بشؤون البلاط السلطاني، وبالتعاون أيضا من وزارة البيئة والشؤون المناخية وشرطة عمان السلطانية، وجامعة السلطان قابوس. والصقر الأدهم “Sooty Falcon” من الطيور التي تتكاثر على الجزر والجروف الساحلية المطلة على بحر عُمان، وتشير الدراسات التي أُجريت في أواخر السبعينيات من القرن الماضي إلى أنَّ 10% من تعداد هذه الصقور على الصعيد العالمي وُلِدَت في عُمان. فيما تُؤكِّد الدراسات الحديثة أنَّ تعداد هذه الصقور حول العالم قد انخفضَ بنسبة 15% منذ ذلك الحين. وفي العام 2007، شَرَع مكتبُ حفظ البيئة بديوان البلاط السلطاني – وبالتعاون مع المنظمات المحلية والدولية المتخصصة في هذا المجال- في دِرَاسة وتقصِّي حياة هذا الطائر؛ حيث استهدفَ جَمْع المعلومات البيئية عن الصقر الأدهم، والتي تُفِيْد في وضع الخطط والبرامج لحماية هذا الطائر والحفاظ عليه، وتشتملُ المعلومات على أعْدَادِه، ونُظم الحياة والتكاثر، والنظام الغذائي له.
مسابقة بيئتي الجميلة
ومن جهة ثانية، أعلنت اللجنة المنظمة لمنتدى عمان البيئي الأول أن اليوم الأحد هو آخر موعد لاستلام المشاركات في مُسابقة “بيئتي الجميلة”- والتي تُقام على هامش فعاليات المُنتدى، ومن المقرَّر إعلان الفائزين خلال انعقاد المنتدى. والمسابقة التي تعد الأولى من نَوْعِها المخصَّصة لطلاب وطالبات المدارس، كي يُعبِّروا من خلالها عن رؤيتهم للبيئة العُمانية الخلابة، وما تحتويه من مُفردات حية فريدة. وتهدفُ المسابقة إلى إتاحة المجال أمام المشاركين لنشر إبداعاتهم عبر رُسُوْم مُتنوِّعة، ووفق شروط أعدتها اللجنة المنظِّمة للمنتدى.
من جهته، أكَّد المكرَّم حاتم بن حمد الطائي عضو مجلس الدولة والمشرف العام على المنتدى، أنَّ المسابقة تهدف لتحفيز الطلاب على الإبداع في مجال رسم البيئة العُمانية، وتشجيع المشاركين على تفجير طاقاتهم الفنية وتوظيفها في خدمة المجتمع، والعمل على تعزيز روح التنافسية والإبداع بين المتقدمين للمسابقة؛ من خلال ما يقدِّمونه من أعمال، وشحذ همم الطلاب على نقل خصائص الطبيعة البِكْر للسلطنة في لوحات فنية إبداعية، والعمل على تفعيل المشاركة المجتمعية للطلاب في “مؤتمر عُمان البيئي”، عبر هذه الأعمال الفنية.
وتتمحور فكرة المسابقة حول دعوة الطلاب المبدعين للتعبير برسوماتهم الفنية عن جماليات البيئة العُمانية، وما تَزْخَر به من معالم فريدة يُمكن من خلالها الترويج للسياحة البيئية، وتسليط الضوء على مُفردات هذه البيئة. كما تسهم المسابقة كذلك في بث رح الانتماء في نفوس الطلاب؛ من خلال سعيهم للتعرُّف على أشهر المعالم البيئية في السلطنة، وإبرازها في لوحات فنية تعكس الخيال الخصب لهؤلاء الطلاب ورؤيتهم الخاصة لهذه البيئة بتنوعها وألوانها المميزة.
وتتضمّن شروط وأحكام المسابقة أن يكون عمر المتسابق من 7 إلى 15 سنة، وأن يكون العمل من رسم المتسابق نفسه، وأن يكون العمل الفني مُتعلقا بموضوع المسابقة. ويُمكن استخدام جميع الألوان (المائية- الزيتية- الشمعية) عدا الرصاص والفحم، وتقدم الأعمال على ورق مقاس “A3″، وتكون المشاركات مرسومة يدويا مع الخلفية، ولا يُسمح بأن تكون مرسومة رقميّا من خلال رسّام آلي على الأجهزة الحاسوبية. ويتعهّد المشارك أو ولي الأمر بأنّ العمل المقدّم لم يتم نشره من قبل، ولم يُشارك به أي مسابقة من قبل، وأنه لا ينتهك أي حقوق أدبية أو ملكية فكرية. كما يشترط إرفاق جميع المشاركات في أظرف مع نموذج التسجيل الذي يحتوي على جميع المعلومات الخاصة باسم المشارك وجنسه والفئة العمرية وأرقام التواصل واسم المدرسة التابع لها والبريد الإلكتروني للمشارك، وعنوانه بالسلطنة، على أن تُرسل الأظرف إلى مقرّ مؤسسة “الرُّؤية” الكائن بمنطقة القرم، مقابل سيتي سنتر القرم بمحافظة مسقط.
وسيتم اختيار 9 فائزين من بين المشاركين ثلاثة عن كل فئة حيث سيحصل الفائزون بالمراكز الأولى على 100 ريال عُماني بإجمالي 300 ريال للمراكز الأولى في الفئات الثلاث، بينما يحصل أصحاب المراكز الثانية على 75 ريالا لكل منهم بإجمالي 225 ريالا عُمانيا. أمّا جائزة المركز الثالث، فهي 50 ريالا عُمانيا يحصل عليها الفائزون بالمراكز الثالثة في كل فئة باجمالي 150 ريالا، كما يتم تقديم هدايا تذكارية من رموز البيئة العمانية تعبر عن رموز الكائنات الحية العمانية التي يتوجب المحافظة عليها من قبل الجميع.