أكرم بن سيف المعولي- نائب رئيس اللجنة البارالمبية العمانية
في ظل التوجه العام لتعزيز أنشطة المسؤولية المجتمعية في السلطنة واستثمار هذه التوجهات في مشاريع من شأنها أن تطال شريحة كبيرة من المستفيدين من مختلف الفئات والأهم من ذلك اتسامها بالاستدامة، فإنه بات من الضروري عقد شراكات بين المؤسسات الخاصة من جهة والجهات الحكومية المعنية من جهة أخرى في مشاريع نحن أشبه ما نكون في وقت أحوج لها من السابق.
ولكن هذه المرة ما نأمله شخصيا هو أن يضاف عنصر أو سمة جديدة إلى هذه المشاريع ألا وهو التمويل الذاتي، وحتى تتضح الصورة في خير مثال لهذا الطرح هو ” نادٍ رياضي لذوي الإعاقة”.
ماذا لو قامت عدة شركات بتأسيس مشروع بالشراكة مع وزارة الشؤون الرياضية من باب المسؤولية المجتمعية في إنشاء نادٍ رياضي ثقافي متكامل مخصص لرياضات ذوي الإعاقة؟ فالسلطنة وفي هذا الوقت بالتحديد أصبحت الحاجة فيها ملحة لإنشاء هذا النادي المتكامل. مشروع كهذا سوف تستفيد منه أعداد كبيرة من الأشخاص من ذوي الإعاقة لعدة عقود من السنوات القادمة. ولكن تكمن الفكرة في كيفية تمويل المشروع لنفسه ذاتيا بعد إنشائه ؟
وحتى ندخل في عمق الفكرة ، فإن مشروع كهذا بحاجة إلى مساحة أرض لا تقل عن 50 ألف متر مربع في موقع يسهل الوصول إليه ويكون على مقربة من أهم المنشآت كالمطار والمرافق الصحية والتجارية. إلى جانب احتواء تلك الأرض على مشروع النادي والمرافق الرياضية الأخرى فإنه من المهم أن يحتوي على فندق لا تقل فئته عن 3 نجوم وعدد من المحلات وقاعة مناسبات جميعها من شأنها أن تحقق للنادي الاستقرار المادي والتمويل الذاتي. علاوة على ذلك فإن النادي ومرافقه الاستثمارية سوف تخلق العديد من الوظائف على أن يتم تخصيص نسبة منها للأشخاص من ذوي الإعاقة.
وعلى المستوى السياحي والاقتصادي فإن تنظيم البطولات الرياضية لذوي الإعاقة من شأنه أن يعزز الجانب الاقتصادي للسلطنة من خلال استقطاب المنتخبات الدولية والمتخصصين في المجال لعقد مختلف البطولات والأنشطة والاجتماعات الخاصة بذوي الإعاقة.
ونظرًا لما تشهده السلطنة في الآونة الأخيرة من تقدم كبير في الاستحقاقات التي حصل عليها الأشخاص من ذوي الاعاقة في مختلف البطولات الدولية فإن ذلك يدل على أن السلطنة تضم عددا من النخب الرياضية التي بإمكانها أن تكون بمثابة أوراق رابحة تعود على السلطنة بالمزيد من الإنجازات فيما لو تهيأ لها المزيد من التدريب والتأهيل والتمويل والدعم.
إن الوعي العام لدى المجتمع الذي يزداد يوما بعد يوم نظير تلك الإنجازات التي تحققت من خلال اللجنة البارالمبية العمانية وكذلك الأولمبياد الخاص أصبح لدى المواطنين والمقيمين من الثقافة والوعي والشغف ما يدفعهم إلى الوقوف جنبًا إلى جنب مع الرياضيين من ذوي الإعاقة لتشجيعهم ودعمهم معنويا. ولا يتأتى ذلك في ظل غياب مركز متخصص يجمع كافة الرياضيين من ذوي الإعاقة في مكان واحد يسهل للمشجعين التوجه والوصول إليه بشكل مستمر.
فالاستثمار الموحد نحو مشروع مستدام من قبل المؤسسات الخاصة من باب المسؤولية المجتمعية كفكرة النادي الرياضي الثقافي الخاص بذوي الإعاقة سوف يسهم بشكل كبير في تغيير مفهوم المسؤولية المجتمعية وأهدافها والخروج من الصندوق الذي ألفناه.
وإذا ما تناولنا الأطراف التي من شأنها أن تحول هذه الفكرة إلى واقع فإننا بحاجة إلى أرض تمنحها وزارة الإسكان بالتنسيق مع وزارة الشؤون الرياضية، وكذلك نحن بحاجة إلى خبرة الداعم الأكبر للأنشطة الرياضية وزارة الشؤون الرياضية، وشركات الاتصالات وشركات الطيران وشركات الإنشاء والتعمير والتصميم وغيرها ممن لديها أقسام مخصصة لأنشطة المسؤولية المجتمعية.
الفكرة بحاجة أولا إلى رغبة حقيقية وطاولة تجتمع عليها الأطراف وتحويلها إلى واقع دون تأجيل، وبحاجة إلى إعلام يسلط الضوء على فوائد هذا المشروع؛ الاجتماعية والاقتصادية والسياحية.