موسى الفرعي يكتب: بماذا كان يفكر جلالة السلطان حينها؟

موسى الفرعي يكتب: بماذا كان يفكر جلالة السلطان حينها؟
موسى الفرعي يكتب: بماذا كان يفكر جلالة السلطان حينها؟ موسى الفرعي يكتب: بماذا كان يفكر جلالة السلطان حينها؟

أثير- موسى الفرعي

مما لا شك فيه أن الشباب العماني حظي باهتمام خاص من لدن المقام السامي لجلالة السلطان حفظه الله ورعاه، فقد آمن جلالته بقدرة الشباب العماني على شق السبل أمام طموحاته وتطلعاته، ولذلك فرض رعاية وإعداد خاص بهم ثقافيا وعمليا كي يقوموا بدورهم المنشود ومهمتهم المنوطة بهم في كل مجالات التنمية والبناء، إضافة إلى تهيئتهم للتفاعل الصحي والسليم مع كل متغيرات العصر واحتكاكهم بالحضارات والثقافات الأخرى حاملين قيم مجتمعهم، ومؤسسين دينيا ومعرفيا بشكل سليم، ناقلين للعالم كله الرسالة الحقيقية لوطنهم التي يناضل بها من أجل كل عماني كما أشاعها ونشرها في قلوبنا جلالة القائد السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه ألا وهي رسالة السلام التي زرعها ديننا الحنيف بداخلنا، منطلقين من سماحته التي علمتنا أن عالمنا يتسع لكل بني البشر، وتجمعهم الإنسانية في إطار أخضر سمّيناه الحياة.

كنت أتابع ليلة أمس برنامجا وثائقيا عن سفينة شباب عمان التي أراد لها جلالة القائد أن تلعب أدوارا دبلوماسية وإعلامية، راسيةً أسس التواصل بين شعوب العالم، ناشرةً رسالة الأمن والسلام لكل الأرض، قاطعةً مسافة تربو على ربع مليون ميل بحري لتشارك كل هذه الفترة منذ التحاقها عام 1977 في العديد من الاحتفالات والمسابقات البحرية الأوروبية والدولية، وتوجت مشاركتها بجائزة الصداقة الدولية أربع مرات في روسيا واليابان والدنمارك والمملكة المتحدة، وكنت أسأل نفسي: ما الذي كان يدور في فكر جلالة القائد وهو يوجه بمثل هذه المبادرات الشبابية الناقلة لرسالة إنسانية ودينية عظيمة وهي الأمن والسلام؟

إنه رجل آمن بهذا المبدأ وعمل عليه بكل التفاصيل والممكنات القادرة على تحقيقه، أذاب كل العقبات في سبيل تحقيقه على المستوى الداخلي، ولأنه يؤمن بسياسة عدم التدخل في شؤون الغير كان عليه أن يرفع هذه اللافتة والمبادئ عاليا كي يراها الآخرون، فمن تحركت فطرته الإنسانية عمل بها، ومن أذهلته رغباته وأطماعه الشخصية ذكرته بها، ومن شاء ألا يبصر فذلك كتب على نفسه أن يظل محني الرأس فلا يبصر إلا ما يرسمه لنفسه على التراب الذي يدوسه ويدوس معه إنسانية آدمية كرمها الله وأراد لها المحبة والأمن والسلام.

إضافة إلى ذلك فإن مثل هذه المبادرات أو القوافل الثقافية البحرية مبنيةٌ على معرفة يقينية لدى جلالته بتاريخ عمان وأمجادها البحرية والدور الأساسي الذي لعبته عمان في مسيرة التواصل الإنساني بين الشرق والغرب، وبهذا يكون جلالة السلطان في لحظته تلك قد حقق هذا البعد التاريخي وعززه في قلب الحاضر، كما حقق رسالته في نشر فكرة الأمن والسلام حتى أبعد نقطة ممكنة، وأسهم في إثراء دراسة العلاقات التجارية البحرية منها والبرية بين شعوب الأرض.

هكذا إذًا؛ أصاب جلالة السلطان ثلاث حمامات بوردة واحدة.

Your Page Title