أخبار

دكتورة عُمانية تُحارب إشاعات السرطان بمبادرة سياج

دكتورة عُمانية تُحارب إشاعات السرطان بمبادرة سياج
دكتورة عُمانية تُحارب إشاعات السرطان بمبادرة سياج دكتورة عُمانية تُحارب إشاعات السرطان بمبادرة سياج

أثير – ريما الشيخ

ينتشر بالأجسام بلا سابق إنذار، لا تراه العين، فهو متخفٍ بين زوايا الإنسان، هدد حياة الملايين ولا يزال، يعلن عن وجوده بصدمة وبرهبة، إنه مرض العصر، لكنه يزاح بالأمل والإصرار.

يعد مرض السرطان من الأمراض المنتشرة بين مختلف سكان العالم، لكنه مرض غير معدٍ بعكس ما يظنه الناس ويوصف أحيانًا على أنه مرض عائلي، حيث تصاب بعض العوائل بنوع معين منه.

احتلّ المركز الثاني من مسببات الوفاة حول العالم، فقد حصد أرواح ما يقارب 8.8 مليون شخص في 2015م، و9.5 مليون في 2018، أي بمعدل 26 ألف شخص كل يوم حول العالم، بحسب أرقام منظمة الصحة العالمية.

واليوم، أصبحنا نعيش مع إشاعات ومعتقدات حول هذا الوحش القاتل، وكثير منا يظن أنه مرض معدٍ ولا أمل من الوقاية منه، وأن هناك الكثير من الأشياء التي تسببه وهي بالواقع ليس لها علاقة به، وقد نصدق بكثير من المعلومات التي تصلنا عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي التي لا تعد ولا تحصى، ولكن هل هناك من يرد على هذه الإشاعات أو المعتقدات أو أسئلتنا المتكررة؟

عن ذلك السؤال تجيب الدكتورة عذاري الزعابية، متخصصة في علوم السرطان والمؤسسة لمبادرة سياج، خلال حديثها مع “أثير” قائلة: بالفعل، لدى الكثير من الناس معتقدات خاطئة حول مرض السرطان، حيث يصدقون ما يتم تداوله على منصات التواصل الاجتماعي، ويتبعون جهات غير مختصة دون فحص أو كشف مبكر، ورغم وجود حملات تثقيفية لتصحيح هذه المعتقدات إلا أنها حملات مؤقتة، ضيقة الانتشار، وغير مستمرة ببث الوعي.

وأكملت حديثها قائلة: لقد تفاجأت بالكم الهائل من الإشاعات والمعتقدات الخاطئة حول هذا المرض من قبل الناس العامة وحتى المرضى الذين نراهم في المستشفى، فكما نعلم السرطان مرض نوعًا ما بشع مثل ما ينظر إليه أغلبية الناس، لكنه ليس نهاية الحياة ويمكن الوقاية منه والشفاء منه، وذلك من خلال عمل الفحص المبكر، فكان لا بد من وجود رد على هذه الإشاعات والأسئلة ، ومن هذا المنطلق أتت فكرة مبادرة سياج.

“انطلقت مبادرة سياج العام الماضي في شهر فبراير، تزامنًا مع اليوم العالمي للسرطان، بهدف توعية المواطنين والمقيمين عن مرض السرطان؛ بعد أن كثرت الإشاعات عنه عبر منصات التواصل الاجتماعي التي أصبح المجتمع يؤمن بها دون استشارة أو كشف مسبق”.

تقول الزعابية لـ”أثير” : قررنا أن نُكوّن فريقا مرجعيا لكل الناس للحد من الإشاعات وإجابة جميع التساؤلات حول مرض السرطان وأنواعه، حيث يوجد الفريق طوال أيام اأسبوع لمدة 24 ساعة على منصات التواصل الاجتماعي، وبهذه الحالة نستهدف فئة كبيرة من العامة خصوصًا الشباب حتى وإن كانوا خارج البلاد، وقد تم تنسيق فقرة (سؤال وجواب) يتم بثها كل يوم بشكل مباشر لمدة 20 دقيقة ، بالتعاون مع أطباء مختصين بمختلف أنواع أمراض السرطان، وذلك للإجابة عن أسئلة المشاهدين والمتابعين.

“بدأت مبادرة سياج بـ (25) عضوًا فقط، بعدها ضمت عددًا أكبر بالإضافة إلى سفراء سياج الذين يصل عددهم إلى (100) سفير وأكثر، يتعاونون على نشر المبادرة ومضمونها للعالم الخارجي.”

وعن المبادرة توضح الدكتورة: سياج مبادرة سنوية، بدأنا بها العام الماضي في شهر فبراير تزامنًا مع اليوم العالمي للسرطان، وفي هذا العام بدأنا مرة أخرى لمدة 5 أسابيع بداية مع اليوم العالمي للسرطان 4 فبراير، خلال هذه الفترة يتم نشر جميع المعلومات حول المرض، خصوصًا الأعراض وكيفية الوقاية والفحص. هذا وقد تضمنت المبادرة بعض التحديات، كالمشي لعشرة آلاف خطوة خلال أسبوع ، وقد أدخلنا تحديًا جديدًا مثل العنصر النفسي، لأن التوترات الصحية والقلق والاكتئاب لها دور في ازدياد بعض الأمراض في العالم.

وفي سؤال لـ “أثير” عن ما يميّز سياج عن باقي المبادرات، أوضحت الدكتورة بقولها: لا أستطيع القول بما يميّز مبادرة سياج عن باقي المبادرات الحالية، إلا بشيء واحد وهو الاستمرارية، فكثير من المبادرات السابقة أو حتى الحالية هي مبادرات مؤقتة ومتمركزة في مكان محدود، ولا أنكر صحة المعلومات التي تنشر من خلالها، لكن من وجهة نظري تأثيرها لحظي، ولكن في سياج نحن نتواصل مع العامة ونجيب عن كل الاستفسارات المطروحة والاستمرار بمتابعتهم حتى نصل لحل ما ، فالحصول على ثقة الناس هي غايتنا.

وعن أعداد المصابين بمرض السرطان في السلطنة، ذكرت الدكتورة: للأسف العدد في ازدياد، فحسب التقرير السنوي الصادر من وزارة الصحة الذي يقارن عدد المصابين بمرض السرطان ما بين 1996 إلى 2015 ، ففي عام 1996 بلغ عددهم ما يقارب 787 رجلا وامرأة ، بينما بلغ عددهم عام 2015 ما يقارب 1632، فنستطيع القول بأن العدد تضاعف خلال 19 سنة، والخبر المحزن أن هناك زيادة متوقعة في الخليج والدول العربية بنسبة 60%، وتعود أسباب ذلك إلى انتشار التدخين، الخمول البدني، والأكل الغير صحي، لهذا السبب أنصح أولياء بشراء الفواكه والخضروات أفضل من شراء البسكويت والبطاطس وتعويد الأطفال عن تناولها حتى في المدرسة، والابتعاد عن الأكل الجاهز من المطاعم التي لا نثق بها كل الثقة.

أما عن نسبة الشفاء من المرض، فأوضحت قائلة: إذا كان المرض في مراحله الأولى فنسبة الشفاء منه تصل إلى 90% أو أكثر، فكلما أبكرنا بالفحوصات قلت نسبة تطور المرض وانتشاره، وبالطبع هناك طرق للفحص والكشف المبكر خصوصًا لسرطان القولون وسرطان الثدي وسرطان عنق الرحم.

وتوجهت الدكتورة بكلمة لمرضى السرطان في نهاية حديثها، حيث قالت: مرضى السرطان مكافحون وشجعان رائعون، وليسوا بحاجة إلى كلمات الشفقة من حولهم، هم بحاجة إلى همة ووقفة من أهلهم وأصحابهم، فنحن نُدرك مدى تحملهم لأعراض المرض ومراحل علاجه، وتعلمنا منهم دروسًا بالصبر والتحمل والأمل، فكونوا فخورين بأنفسكم، فستغلبون المرض بإصراركم وتحديكم له، فمعًا كل الجهود تتكاتف من أجل نجاح هذا الرحلة ضد مرض العصر، مرض السرطان.

Your Page Title