أثير- د.محمد بن حمد العريمي
عرفت عمان العديد من الأمراض والأوبئة بأنواعها المختلفة والتي كانت تنتشر لأسباب مختلفة منها : ما يعود إلى الوعي الصحي، والعادات الصحية التي عملت على انتشار الأمراض، وانتشار أسراب البعوض والذباب، ومنها ما يتعلق بالإمكانات الطبية المتاحة في تلك الفترات.
بالإضافة إلى التواصل الحضاري عبر البحر مع بعض الدول القريبة والمحيطة والتي كانت تتبادل حركة التجارة مع السلطنة، وما تبع ذلك التواصل من انتقال لأمراض وأوبئة كانت منتشرة في تلك المناطق.
وقد سعى أئمة عمان وسلاطينها قدر استطاعتهم، ومن خلال الوسائل المتوافرة إلى بذل كافة الجهود التي من شأنها الحد من انتشار تلك الأمراض والأوبئة، وكان الحجر الصحي بأساليبه المختلفة أبرز تلك الجهود.
- في عام 1897 اتخذ السلطان فيصل إجراءات وقائية لمقاومة وصول مرض الكوليرا إلى السلطنة وذلك بمساعدة من القنصلية البريطانية في مسقط، تمثلت في منع نزول الأشخاص والأدوات، غير البريد، من السفن التي تحمل مصابين بالطاعون أو حتى مشتبهًا بهم، كما اشترط على ركّاب السفن السليمة بأن يُحتجزوا تحت المراقبة في منطقة حرامل لمدة تسعة أيام.
- في عهد السلطان تيمور بن فيصل أنشأت الحكومة محجرًا صحيًا في قرية (قنتب) الواقعة جنوب مسقط، وتكفلت بدفع راتب شهري قدره 150 روبية هندية إلى ضابط الحجر الصحي فيه.
- انتشر وباء الجدري في مسقط في عشرينيات القرن العشرين مما تسبب في وفاة الكثير من الناس وإصابة عدد منهم بالعمى، فقامت الحكومة بعزل المصابين في قرية قنتب كونها معزولة جغرافيًا ولا يمكن الوصول لها إلا عن طريق البحر مع توفير سبل المعيشة لهم من ماء ومواد تموينية وغيرها.
- كان المصابون بالجذام في مسقط يتم عزلهم في قرية (حرامل) في مكان خاص يسمى “كرنتينة”، كما يتم عزلهم في مكان آخر عند ساحل البستان، ويمنع مخالطتهم، ويتم إرسال الطعام لهم بين الفينة والأخرى.
- عرف العديد من مدن وقرى السلطنة بيوتًا مشابهة كان يتم فيها عزل المصابين بأمراض مختلفة كالكوليرا، والجدري، والجذام، وغيرها، وذلك حرصًا من أهالي تلك المناطق على صحة بقية السكّان، وضمانًا لعدم انتشار المرض إلى الآخرين، وكان يتم توفير المتطلبات الضرورية لأولئك المحتجزين حتى يتم شفاؤهم، أو دفنهم في مقابر قريبة من أماكن الحجر في حالة وفاتهم.