من عمان

“جنوب الشرقية” تستهل مشاركتها في معرض الكتاب بباقة متنوعة من الفعاليات الثقافية والإبداعية

“جنوب الشرقية” تستهل مشاركتها في معرض الكتاب بباقة متنوعة من الفعاليات الثقافية والإبداعية
“جنوب الشرقية” تستهل مشاركتها في معرض الكتاب بباقة متنوعة من الفعاليات الثقافية والإبداعية “جنوب الشرقية” تستهل مشاركتها في معرض الكتاب بباقة متنوعة من الفعاليات الثقافية والإبداعية

مسقط – أثير

شهد اليوم الثاني للبرنامج الثقافي لمحافظة جنوب الشرقية، ضيف شرف معرض مسقط الدولي للكتاب لهذا العام ،مجموعة من الفعاليات التي تنوعت ما بين الورش الفنية، والمسرحيات، والندوات العلمية، والمحاضرات الثقافية التي تأتي ضمن البرنامج الثقافي العام المصاحب للمعرض.

وفي هذا الإطار نظمت المحافظة ورشة عمل في أساسيات الخط العربي، وأخرى في الزخرفة الإسلامية بقاعة ابن دريد قدمتهما أنوار بنت خليفة الحسنية.

فيما احتضن مسرح ركن الطفل مسرحية الحكواتي “قراءة القصة المصورة” شاركت فيها كلا من عائشة بنت عبدالله بن محمد المجعلي، ومروى مبارك عبدالله الفارسي ،وزمزم بنت مبارك بن عبدالله الفارسية ،وعلوية بنت يعقوب بن يوسف السناني ،والطفلتان مريم نصر حمود الفارسي ،وعائشة إبراهيم سبيت المخيني ،وتخللتها عروض فنية، وعائلية، ومسابقات ثقافية متنوعه.

كما نظمت ندوة علمية بعنوان “مقاربات نقدية وسردية” شارك فيها الدكتور محروس محمود القللي ،وفهد بن مبارك الحجري، وعلي بن سالم الحارثي ،وفوزية بنت علي الفهدية، وعلي بن سويلم الهاشمي وأدار الندوة الدكتور سالم بن سعيد العريمي.

وفي بداية الندوة قدم الدكتور محروس محمود القللي  دراسة معالم التجريب في رواية “خليفة الأرض” للأديبة العمانية شميسة الراسبي، وذلك من خلال توزيعية البناء العجائبي في الرواية، والمستوى الوظيفي الذي يتعلق بالعجائبي والأدب، وشروط تحقق العجائبي في الرواية: الشخصية، وتماهي القارئ مع الشخصية، وضرورة اختيار القارئ لطريقة خاصة يقرأ بها رواية “خليفة الأرض”. كما استعرض القللي تقويم الرواية ضمن المنتج العماني والعربي: أهمية الرواية بالنظر إلى زمن تأليفها ونشرها 2010، وطبيعة الأدبي وإنسان القرن الحادي والعشرين.

وقدم فهد بن مبارك الحجري رؤية عامة لديوان حديث الشمس للشاعر صالح السنيدي، تركزت على النصوص التاريخية في الديوان ،وأهم خطوطها العريضة،و معالجة بعض القصائد من حيث تطبيق الجانب التحليلي، من خلال تناول موضوع الزمن وتقسيماته إلى جانب التطرق إلى جغرافية الصورة الذهنية في قصائد الديوان، والإشارات اللغوية.

فيما استعرض علي بن سالم الحارثي كتاب “العازي شعر فن أداء” للشاعر الشيخ محمد بن حمد المسروي؛ من حيث هدفه ومحتواه والقيم الثقافية والاجتماعية المستوحاة منه؛ وكشف عن بعض التفاصيل المرتبطة بفن العازي على مستوى الشعر ،والوزن العروضي ، والمواضيع التي يتناولها ،وطريقة أدائه، بالإضافة إلى استعراض لبعض عناصر التراث الثقافي المتصلة به.

وتطرقت فوزية علي الفهدية عند تقديمها لقراءة في رواية سمحة لخالد علي المخيني بعنوان “من نجمة البحر إلى نجمة السماء” إلى فلسفة حكايا التاريخ ،وإبحار في جماليات الرواية وتجاذبات الأحداث نحو النهاية.

كما قدم علي بن سويلم الهاشمي ورقة بعنوان “تجليات الموروث الشعبي عند سعيد الصقلاوي، لمجموعة ما تبقى من صحف الوجد أنموذجا” استعرض خلالها مفهوم الموروث الشعبي، وعلاقته بالأدب من ثلاث جوانب وهي: سعيد الصقلاوي ومجموعته “ما تبقى من صحائف الوجد” ،وتجليات الموروث الشعبي في المجموعة ، بالإضافة إلى بواعث توظيف الموروث الشعبي في مجموعة ما تبقى من صحائف الوجد.

كما أقيمت بمسرح الفراهيدي محاضرة بعنوان صور وعلاقتها بالبحر من خلال الشلات البحرية قدمتها الدكتورة سعيدة بنت خاطر الفارسية وأدارها عوض بن درويش العلوي ،حيث تطرقت الدكتور في محاضرتها إلى موقع صور ونشاطها البحري وارتباط أهاليها بالبيئة ،وتأثرهم ،وتأثيرهم في الشعوب ،والنقل البحري، والتجارة ،وصناعة السفن ،ونقل الثقافة العربية والإسلام ،والشلات البحرية مراحلها وخصائصها الفنية.

في بداية المحاضرة أبرزت الدكتورة سعيدة خاطر أهمية البحر في حياة المجتمع الصوري فهو تراثها البحري ومعجزتها الخالدة،كما ارتبط الإنسان الصوري بمعطيات البيئة التي نشأ عليها ارتباطا وثيقا، ومن ثم سعى إلى إيجاد تواصل وعلاقات مبنية على المنفعة بينهم وبينه.

وأوضحت الفارسية أن تجار صور ساهموا مساهمة فاعلة في نشر الثقافة العربية ،والدين الإسلامي في أفريقيا والهند وبفضل الاتصال بتلك الشعوب اكتسب أهالي صور معارف، وثقافات ،وعادات، وفنونا جديدة انعكست على حياتهم الاقتصادية والاجتماعية.

وتطرقت الدكتورة في محاضرتها إلى موضوع الشلات البحرية ،وإيقاعاتها ،ومراحلها الثلاثة ومنها شلات صنع السفينة وتجهيزها للبحر، التي يقوم بها مجموعة من النجارين الذين اشتهروا بالمهارة والخبرة في صناعة السفن ومن ينبغ منهم يطلق عليه لقب الأستاذ أو الوستاذ لهجة ويسمى أيضا القلاف.

كما استعرضت نماذج أخرى من الشلات منها شلة دهان الشحم ،وعملية القلفاط وهي عملية سد ثقوب جسم السفينة بالقطن والشحم والنور،وتعد عملية القلفلط هي المرحلة النهائية لصنع السفينة، وهي عملية تستغرق وقتا طويلا، ولذا يشترك في إنجازها عدد كبير، ويتم غناء القلفاط عادة على إيقاع الشوباني وتبدأ هذه المرحلة بشلات “نزغ الشرع “وهي غناء يصاحب رفع أنواع الأشرعة المختلفة على السفينة، ولكل شراع غناؤه الذي يختلف في سرعته وفي نصه باختلاف الشراع وشلة “شراع العود “وهي غناء البحارة وهم يرفعون الشراع الكبير “العود” وقد انقسموا إلى مجموعتين من ستة بحارة كل منها على ناصية من الشراع وشلة “الوسطى “ويرفع هذا الشراع عندما يكون الهواء طيبا وينقسم البحارة أيضا إلى قسمين وشلة “شراع فتيني “وهي غناء البحارة وهم يرفعون شراع الفتيني عندما يكون الهواء قد تحول الى القوة ،إلى جانب “شلات التسلية” في المساء بعد إرهاق العمل يشلون مثل هذه الشلة، وقد طال عليه الأمد بالبحر وهم يحلمون بالعودة للوطن.

وأكدت الدكتورة سعيدة خاطر خلال محاضرتها على الخصائص الفنية البارزة في هذا الفن ،والسمات التي تميزه كوضوح المفردات ،وسهولة تلقيها وترديدها ،وبروز معاني الشوق والحنين للوطن والمعاناة من الغربة ووضوح نبرة الحزن، واستلهام الشلات من الحدث الواقع ومناسبة القصائد للعمل المؤدى معنى ،وإيقاعا ،كما تطرقت للتأثير الأفريقي نظرا للعلاقات الأفريقية العمانية مستدلة بالتأثيرات الواضحة في اللغة، والإيقاع، والحركات، واستخدام الرمز والكناية أحيانا بدلا من التعبير المباشر.

ومن المقرر أن تنظم محافظة جنوب الشرقية يوم غد السبت (6 )فعاليات خلال الفترتين الصباحية والمسائية ففي الفترة الصباحية ستقام (3) فعاليات تتمثل في ورشة كتابة قصص الأطفال ينفذها الدكتور سالم بن سعيد العريمي في قاعة العوتبي وفعالية تراثنا فخرا من تقديم جمعية المرأة العمانية بجعلان بني بوحسن في مسرح ركن الطفل بالإضافة إلى تنظيم جلسة حوارية بعنوان “إسهامات المؤسسات الثقافية في المشهد الثقافي بمحافظة جنوب الشرقية (الأندية – المكتبات العامة – المسرح – المبادرات ” بمسرح أحمد بن ماجد تحت رعاية سعادة الشيخ صقر بن سلطان بن محمد الشكيلي والي صور.

فيما تقام (3) فعاليات في الفترة المسائية أولها الجلسة الحوارية بعنوان “الإبداع في الفنون التقليدية بمحافظة جنوب الشرقية تحت رعاية سعادة جهاد بن عبدالله بن سعيد آل فنة العريمي عضو مجلس الشورى ممثل ولاية صور بمسرح أحمد بن ماجد ، تليها أمسية شعرية في الشعر الفصيح بمشاركة عدد من شعراء المحافظة في ذات القاعة ،و تختتم فعاليات اليوم الثالث للبرنامج الثقافي للمحافظة بتنفيذ ورشة فنية بعنوان” إنتاج الفيلم القصير “يقدمها المخرج أنور بن خميس الرزيقي في قاعة ابن دريد.

إلى ذلك بدأ جناح محافظة جنوب الشرقية اليوم استقبال زواره من مختلف الجهات ، والمؤسسات، وأفراد المجتمع الذين اطلعوا على أركانه المتعددة التي تنوعت ما بين الآثار، والتحف ،والصناعات الحرفية، والمصوغات، والنسيج، والعادات والتقاليد، والإبداعات الثقافية إلى جانب ركن الترويج الاقتصادي نحو اقتصاد أزرق مستدام.