العمانية – أثير
تفوح رائحة زهور أشجار السمر في أرجاء محافظة الظاهرة معلنة بدء موسم عسل البرم الذي ينتظره مربو النحل بفارغ الصبر كل عام.
ويبدأ موسم عسل السمر والمشهور باسم عسل البرم مع بدء تزهير أشجار السمر التي تنتشر كثيرًا في محافظة الظاهرة، حيث إن زهور أشجار السمر تعتبر صغيرة بالمقارنة مع الأشجار الأخرى كون السمر من الأشجار الصحراوية ذات الأوراق والزهور الصغيرة التي تساعدها على التكيف مع مناخ المناطق الجافة دون الحاجة لكميات كبيرة من المياه.
وتُطلق الزهور الصغيرة رائحة عطرية زكية يمكن شم عبقها في أرجاء المكان الذي تتواجد فيه شجرة السمر ويتغذى النحل على رحيق زهور السمر الذي ينتج منه عسل البرم العالي الجودة ويتميز بالرائحة البارزة لزهرة السمر والقوام الثقيل واللون الغامق للعسل ويتحول لونه إلى اللون الأسود بعد مرور فترة من فرز خلايا العسل.
ويعتبر طعم هذا النوع من العسل أقل حلاوةً من أنواع العسل الأخرى ويرجعه البعض لانخفاض نسبة السكر التي يحتويها عسل البرم وهي أقل نوعًا ما مقارنة بالأنواع الأخرى.
وقال إن الأمطار التي تهطل عادةً في شهري مارس وأبريل تؤثر على موسم عسل البرم، إذ أن الزهور الصغيرة لأشجار السمر تعتبر خفيفةً إلى درجة أن هطول الأمطار الغزيرة يؤدي إلى تساقطها عن الأشجار مما يؤثر سلبًا على موسم العسل حيث لا تجد النحل الكميات الكافية من رحيق زهور السمر وبالتالي يكون الموسم ضعيف الإنتاج.
وأضاف: بالرغم من أن قلة هطول الأمطار خلال فترة ما بعد الشتاء لهذا العام أدت إلى توفر المراعي إلا أن يرقات الفراشات التي تفضل العيش على أشجار السمر تزاحم النحل أيضًا على هذه الزهور بسبب شراهتها الكبيرة في أكل أوراق وأزهار أشجار السمر الأمر الذي يؤثر على كمية الإنتاج للنحل من هذا العسل.
وأشار إلى أنه خلال العامين المنصرمين تأثر سوق العسل بشكل عام حاله حال جميع السلع الغذائية بسبب جائحة كورونا التي تسببت في إغلاق المنافذ الحدودية الأمور الذي حال دون المقدرة على تصدير العسل، مؤكًّدا على أنّ عسل البرم العماني يلقى إقبالًا كبيرًا ليس على مستوى سلطنة عمان فحسب إنما على مستوى دول مجلس التعاون الخليجي.
وذكر أنه تُصدر كميات من العسل إلى هذه الدول ولكن بسبب الإجراءات الاحترازية التي تم اتخاذها بسبب الجائحة فقد انخفضت المبيعات كثيرًا وتدنت أسعار العسل إلى أقل من نصف القيمة بسبب تدني الطلب، ومع تعافي الأوضاع من آثار الجائحة نأمل أن تنتعش المبيعات لموسم هذا العام.
ومع بدء موسم البرم يقوم النحالون بتصفية خلايا العسل التي قام النحل بجمع العسل فيها من زهور أخرى كزهور القت وغيرها من الأشجار، حيث يحرص النحالون على أن لا يخالط رحيق زهور السمر أي نوع آخر من الزهور بغية الحصول على عسل خالص من رحيق أزهار السمر ينعكس على جودة العسل، حيث يفضل المواطنون هذا النوع من العسل خالصا من زهور أشجار السمر مما يجعل إنتاج هذا النوع من العسل صعبًا نوعًا ما، ويقوم النحالون بالبحث عن المراعي الملائمة ونقل صناديق خلايا النحل إلى المناطق التي تكثر فيها زهور أشجار السمر للحصول على عسل نقي وصافٍ وعالي الجودة.
الجدير بالذكر أن عسل السمر العُماني قد حاز على عدة جوائز ومراكز في المنافسات العالمية مثل منافسات الاتحاد الدولي لرابطات النحالين أبيمونديا (Apimondia) لجودته وصفائه وفوائده الغذائية والعلاجية.