أثير- مكتب أثير بالقاهرة
تشكل لقاءات القمة العمانية- المصرية بين حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه – وأخيه فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي علامة بارزة في مسارات العلاقات بين البلدين، وتمثل الزيارات المتبادلة نقطة تحول في العلاقات الثنائية، من حيث دعم كافة مجالات التعاون بينهما في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية، وبما يخدم تطلعات الشعبين المصري والعماني.
وفي هذا الإطار أجمع سياسيون وخبراء على أهمية زيارة الرئيس المصري بعد غد الاثنين لسلطنة عمان في إعطاء زخم للتعاون المشترك، وتنسيق المواقف على الساحتين العربية والدولية.
ويحظى الدور الذي تقوم به سلطنة عمان في تخفيف التوترات، وحل الأزمات بمنطقة الشرق الأوسط بالطرق السلمية بتقدير هؤلاء السياسيين والمحللين المصريين.
وثمن معالي عمرو موسى الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية، ووزير الخارجية المصري السابق في تصريحات لـ “أثير” الدور الذي تقوم به سلطنة عُمان في خدمة العمل العربي المشترك، تحت قيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق.
ووصف موسى سلطنة عُمان بالدولة المهمة، موجها التحية للسياسة العاقلة والمتعقلة للسلطنة، التي مكنتها من أن تلعب دورا مهم في منطقة الخليج العربي، والمنطقة العربية، فيما يتعلق بدعم إرساء السلام والاستقرار في المنطقة.
وقال: ما زلت أتذكر التعاون الكبير بين مصر وسلطنة عُمان عندما كنت وزيرا للخارجية، ودور عمان الفاعل في دعم العمل العربي المشترك عندما كنت أمينا عاما لجامعة الدول العربية.
وأشار إلى أن السلطنة أصبحت ركيزة من ركائز نشر السلام، والحيلولة دون اشتعال الأزمات، عبر نهج الوساطة، وإدارة الأزمات بما يفيد المنطقتين الخليجية والعربية.
وتتطابق تصريحات الأمين العام السابق للجامعة العربية مع أمينها الحالي معالي أحمد أبو الغيط والتي أكد فيها الموقف المتفرد لسلطنة عمان الفريد بين الدول العربية، والمكانة الخاصة التي تحظى بها بين شعوبها، بسبب نهجها القائم على تبني سياسات تتسم بالحكمة، وجهودها في إحلال السلم الاقليمي.
وأشار إلى اعتزاز جامعة الدول العربية بمواقف السلطنة المتمثلة في دعم حل المشكلات سلميا، في إطار الحرص على مد جسور التفاهم والتعاون بين البلدان المختلفة، وتخفيف حدة التوترات بالمنطقة، ودعم الجهود العربية الهادفة لترسيخ دعائم التعاون الدولي المتعدد الأطراف في شتى المجالات، إضافة إلى دورها في خدمة قضايا الامة العربية والعمل العربي المشترك.
كما عدّ الكاتب الصحفي عبد المحسن سلامة، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام، ونقيب الصحفيين المصريين الأسبق ، الدور العماني مهما على الساحة العربية، لما تقوم به السلطنة من جهود وساطة تقلل من حدة الاحتقان بالمنطقة، قائلا: إن سلطنة عمان تقوم بدور كبير في حل مشكلات المنطقة، بما في ذلك الوضع في اليمن والأزمات المرتبطة بمصالح الدول العربية .
كما أشار الدكتور محمد فايز فرحات رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية إلى أن السياسة الخارجية لسلطنة عُمان تستند إلى مبدأ عدم الانحياز في أي مشكلات إقليمية أو في النزاعات الدولية، وهو ما جعل لها ميزة عن غيرها من بلدان المنطقة.
ولفت إلى أن هذه السياسة استقرت لفترات طويلة في عهد السلطان الراحل قابوس بن سعيد طيّب الله ثراه وتواصلت في عهد جلالة السلطان هيثم بن طارق حفظه الله، الذي أضاف بعد جديدا إليها يتمثل في تعزيز العلاقات مع دول مجلس التعاون الخليجي من خلال كافة مجالات التعاون وفي مقدمتها الاقتصادي.