أثير- مكتب أثير بتونس
أجرى الحوار: محمد الهادي الجزيري
من هذا البحر العماني المتنوع والمتعدّد ..المتجانس المعتدل ..، خرجت لي شاعرة ومدّرسة موسيقى وبارعة في فنّ المسرح ..، اسمها مروى فاروق ..مقيمة بعُمان منذ فترة ليست بالقصيرة ..، وكان لنا هذا الحوار الحرّ ..نفتتحه بالسؤال عن الحال ..ونخترقه بسؤال عن الثقافة العمانية .. ونختتمه بالشعر …
منذ سنة 2008م وأنت مدّرسة موسيقى بعُمان ..هل لك أن تحدّثينا عن هذه الرحلة في المجتمع العماني ..وكيفية الإيغال فيه ..هل وجدت صعوبة في التأقلم بصفتك سيدة مصرية ؟
المجتمع العماني قريب جدا من مجتمع الصعيدي المصري وأنا ابنة صعيد مصر.. محافظة المنيا عروس الصعيد .. وجدت تشابها كبيرا في العادات والتقاليد والأعراف ،سريعا ما تأقلمت مع المجتمع العماني وأحسست بالونس والألفة لدرجة أني كنت أنتظر انتهاء إجازتي الصيفية بمصر سريعا والعودة لعمان الحبيبة…
مع الموسيقى نعرف أنّك تدربين فريق المسرح التربوي بعمان..، صفي لنا التجربة ..وهل ثمّة مواهب تعد بكلّ خير وإبداع ؟
المسرح التربوي تجربة ممتعة .. كشف لي عن مواهب طلابية هائلة .. كثير من الفتيات العمانيات لهن حضور مسرحي كبير .. أحدث جوائز لنا كانت التأليف المسرحي لنص مسرحي تربوي من تأليفي وجائزة أفضل ممثلة صاعدة لبطلة عرضي المسرحي أسد البحار عام 2022م
لقد قدّمتِ مشروع مسرح خيال الظل… وفاز بالمركز الأول بصلالة في مسابقة مسرح العرائس عام 2019م..، فكيف كانت المغامرة ..وهل تكشفي لنا سرّ مواهبك الكثيرة ..؟
مسرح خيال الظل ،أضاف لي فرصة طيبة أكثر حرية مع الفتيات ،حيث التمثيل من خلال شخوص العرائس ،كان هذا إحدى فرص معالجة الخجل والتحفظ الشديدين عند بعض الفتيات، فسجل العمل كثافة مميزة بالمشاركة الفنية ومن خلال جمهور المجتمع .. ساعدتني التجربة للخروج للمشاركة المجتمعية ، ساعدتني الطالبات علي تقديم العرض في مسرح نادي الاتحاد بمدينة صلالة ،مشاركة منا وتفعيل ليوم المسرح العالمي .. كان الحضور هائلا والتغطية الإعلامية حاضرة .. مما أكسب الطالبات بهجة وثقة بالنفس .. وإقبالا على النشاط المجتمعي…
علمنا أنّك متحصلة على بعض جوائز التأليف المسرحي بوزارة الثقافة..بمصر وبوزارة التربية والتعليم بسلطنة عمان..، فليتك تذكرين بعض الجوائز والتكريمات التي حظيت بها …؟
حصلت على جائزة التأليف المسرحي بمسابقة كاتبات عربيات بمكتبة الاسكندرية عام 2010م عن نص شباكنا ستايره حرير تم ترجمة النصوص الفائزة إلى اللغة الانجليزية..
وحصلت على المركز الاول للتأليف المسرحي بمهرجان نوادي المسرح عن نص مسرحية خربشة عام 2008م
وقدمت العديد من نصوصي المسرحية على خشبة المسارح بالثقافة الجماهيرية ومسارح الدولة، ونتناول العديد من شباب المخرجين المسرحيين نصوصي مثل عرض خربشة و جنون عادي جدا ..وشباكنا ستايرة حرير .. والباب الموارب..
وجوائز التأليف المسرحي المركز الأول لعدة مرات عن عروض مسرحيات فرق الموهوبين بوزارة الشباب والرياضة .. مسرح الطفل
وفزت بجوائز مسرحية بوزارة التربية والتعليم العمانية .. كما قمت بالعديد من المشاركات الأدبية داخل مدينة صلالة عبر تقديم ندوات وأمسيات شعرية مع أدباء عمان والأخوة من أدباء الوطن العربي…
بعد أربعة كتب في المسرح والشعر ..، هل تعدّين شيئا جديدا للقرّاء في هذه الفترة الحالية ؟
حاليا نعد لتجربة كتابة مسرحية مشتركة بين مجموعة من الكتاب العرب نتناول هما عربيا واحدا ونكتب عنه في تشابك ومشاركة .. هي ورشة عمل وننتظر نتيجتها…
بعد قرابة 14 سنة وأنت متوغلة في الثقافة العمانية ..، أيحقّ لنا أن نسألك عن أسماء أو رموز أدبية عمانية افتكت مكانها في الضوء ؟
شدني التعارف علي المبدعين العمانين والعمانيات .. أذكر بالأخص الحضور النسائي حيث يبرز دور المرأة العمانية المبدعة المثقفة المحركة لمجتمعها .. أذكر على سبيل المثال والتميّز الكاتبة هدى حمد .. نحن صديقات على الفيس أتشرف دوما بمتابعتها .. هي قاصة متميزة .. يجذبني أسلوبها القصصي وموضوعاتها المطروحة.. منذ أن قرأت لها سندريلات مسقط .. وأنا متعلقة بها .. كما أذكر الكاتبة الرائعة صاحبة البعد التراثي الشعبي ثمنة الجندل ..والكاتبة الرائدة إشراق النهدي…
أذكر من الشخصيات العمانية الرائعة التي تعاملت معها وتشرفت بها .. الإعلامي سليمان المعمري .. ومن رجال المسرح بصلالة .. ا. محمد المردوف .. والمخرج خالد الشنفري…
سؤال أخير ..هل ثمة طقوس وعادات عمانية شدّتك ولفتت انتباهك ..؟
يشدني دوما الفن والموسيقى الشعبية.. منذ أن قدمت للسلطنة سحبني إيقاع طبل الكاسر والرحماني ، كما استمتعت بمشاركة النساء فن الطبل في الاحتفالات الوطنية والأعراس .. شدتني ثقافة الثوب الظفاري وحرصت على ارتدائه .. هو زي فضفاض من خامات قطنية جميلة النقوش ومريحة جدا .. أصبح يلازمني ببيتي كثير من العادات العمانية البخور ،تبخير الملابس .. هذا الأمر يحبه زوجي جدا .. يحرص على اقتناء أجمل انوار البخور ،هو مصري لكنه بروح عمانية صرفة…
ضيفتنا اليوم مدجّجة بأصناف الإبداع : الموسيقى والمسرح وكذلك الشعر ..ونودّ فقرة صغيرة من مدوّنتك الشعرية ..إن تفضّلت ؟
حين أعلنت الأنباء عن مصرعها
عرف القريبون منها
إنها لم تمت غارقة
قتلتها رعشة جسدها الذي وقف علي الشط
مكتفياً بالبلل
***************
أمي
تحمل دورقَ ماء مقدس
تطعمه شجرةً سرية
كانت تُربيها فوق رأسها
تسلقت الشجرة كثيراً
ولعبت بأغصانها الوارفة
وأنا فوق رأس أمي
شئ أخذ يكسر جذع الشجرة
وأنا أهتز أهتز وأصيح
كانت امي تحاول ان تظل ثابتة
صعد التكسير لأعلي كدت أن أنزلق
ظلت أمي تمسك بالماء المقدس
لكنها صائمة
لم تتمكن من إطعام الشجرة
خطفت الدورق منها
وشربته كاملا
فنبتت داخلي شجرة
ممتدة حتّي الجنة