تاريخ عمان

السيدة موزة بنت الإمام: لؤلؤة في جِيدِ عُمان (الجزء الأول)

مسقط-أثير

أعد المقال: د. أحلام بنت حمود الجهورية، باحثة وكاتبة في التاريخ، وعضو مجلس إدارة الجمعية التاريخية العُمانية

أعد المقال:

د. أحلام بنت حمود الجهورية

،

باحثة وكاتبة في التاريخ

،

وعضو 

مجلس إدارة الجمعية التاريخية ال

عُمان

ية

عند الحديث عن تاريخ نساء عُمان الماجدات يقفز إلى الذهن سريعاً الاسم الأشهر المتربع في الذاكرة، وهو اسم السيدة موزة بنت الإمام أحمد بن سعيد مؤسس الدولة البوسعيدية، وأجد من المناسب أن نبدأ الحديث عن السيدة موزة بكلمات السيدة سالمة (ت: 1342هـ/ 1924م) متحدّثة عن عمة والدها السلطان سعيد بن سلطان (1219-1273هـ/ 1804-1856م)، فتقول: “أريد أن أذكر أيضًا شخصية من عائلتنا تُكذّب قبل كل شيء تلك الحكايات عن نقص المرأة الشرقية. اعتبرت عمة أبي حتى يومنا هذا نموذجًا لدينا، فقد كانت ذكية، شجاعة وقوية العزيمة، تُروى حياتها وأعمالها المرة بعد الأخرى فيصغي الصغار والكبار إليها بكل انتباه”. من هذا المنطلق سنروي شذرات من سيرة السيدة موزة؛ لأنها تستحق أن تروى المرة بعد الأخرى، ومن حق الأسماع أن تتعطّر بسيرة استثنائية لسيدة عُمانية مُلهمة.

عند الحديث عن تاريخ نساء

عُمان

الماجدات يقفز إلى الذهن سريعاً الاسم الأشهر المتربع

في الذاكرة، وهو اسم

السيدة موزة بنت

الإمام

أحمد بن سعيد مؤسس الدولة البوسعيدية، وأجد من المناسب أن نبدأ الحديث عن السيدة موزة بكلمات السيدة سالمة

(ت:

1342هـ/

1924م)

متحدّثة

عن عمة والدها السلطان سعيد بن سلطان (1219-1273هـ/ 1804-1856م)، فتقول: “أريد أن أذكر أيض

ً

ا شخصية من عائلتنا

تُكذّب

قبل كل شيء تلك الحكايات عن نقص المرأة الشرقية. اعتبرت عمة أبي حتى يومنا هذا نموذج

ً

ا لدينا، فقد كانت ذكية، شجاعة وقوية العزيمة، تُروى حياتها وأعمالها المرة بعد الأخرى فيصغي الصغار والكبار إليها بكل انتباه”

.

من هذا المنطلق سنروي شذرات من سيرة السيدة موزة؛ لأنها تستحق أن تروى المرة بعد الأخرى، ومن حق الأسماع أن تتعطّر بسيرة استثنائية لسيدة عُمانية م

ُ

لهمة.

تعد السيدة موزة المثال الأبرز والنموذج الأشهر عند الحديث عن حضور المرأة العُمانية تاريخيًا؛ وذلك لأسباب عديدة بحسب رأيي المتواضع، أولها: تأريخ الأحداث المرتبطة بالزمن الذي عاشت فيه السيدة موزة، فكان هناك اهتمام نسبي بالتأريخ مقارنة بفترات زمنية سابقة، وثانيها: حجم التأثير الكبير للسيدة موزة على مستوى الحدث التاريخي. وهو ما سيتضح للقارئ في ثنايا المقال.

تعد السيدة موزة المثال الأبرز والنموذج الأشهر عند الحديث عن حضور المرأة العُمانية تاريخيًا؛ وذلك لأسباب عديدة بحسب رأيي المتواضع، أولها: تأريخ الأحداث المرتبطة بالزمن الذي عاشت فيه السيدة موزة، فكان هناك اهتمام نسبي بالتأريخ مقارنة بفترات زمنية سابقة، وثانيها: حجم التأثير الكبير للسيدة موزة على مستوى الحدث التاريخي. وهو ما سيتضح للقارئ في ثنايا المقال.

إن المصدر التاريخي الأقدم الذي تضمن شذرات من سيرة السيدة موزة هو كتاب (الفتح المبين في سيرة السادة البوسعيديين) للمؤرخ العُماني حميد بن محمد بن رُزيق بن بخيت المشهور بابن رُزيق(ت: 1291هـ/ 1873م). وفي هذا الكتاب يؤرخ ابن رُزيق لتاريخ عُمان عموما من خلال فصوله الثلاثة، مع تخصيص المساحة الأكبر للدولة البوسعيدية، متتبعاً نسب السادة البوسعيديين، ومؤرخاً لبداية حكم الدولة البوسعيدية بدءاً بمؤسسها الإمام أحمد بن سعيد ثم الإمام سعيد بن أحمد، فابنه حمد بن سعيد، ثم سلطان بن أحمد. كما يتضمن المصنف ملحقاً تحت عنوان: فصل عن السيد سالم بن سلطان بن الإمام أحمد (ت: ١٨٢١م). ويتوقف ابن رُزيق عند عهد السلطان سعيد بن سلطان، من خلال السيرة التي كتبها بعنوان: بدر التمام في سيرة السيد الهُمام سعيد بن سلطان، التي أضافها للكتاب لاحقاً. وفي هذا الكتاب يأتي ذكر السيدة موزة من خلال الأحداث التي ارتبطت بأئمة الدولة البوسعيدية وحكامها، كما يذكر ابن رُزيق سيدات أخريات في فتحه المبين. مع ضرورة الإشارة إلى أن ابن رُزيق فصّل في بعض الأحداث المرتبطة بالسيدة موزة في كتابه (الصحيفة القحطانية في جزئها الخامس).

إن المصدر التاريخي الأقدم الذي تضمن شذرات من سيرة السيدة موزة هو كتاب (الفتح المبين في سيرة السادة البوسعيديين)

للمؤرخ ال

عُمان

ي حميد بن محمد بن

رُزيق

بن بخيت المشهور بابن

رُزيق

(ت: 1291هـ/ 1873م)

. وفي هذا الكتاب يؤرخ ابن

رُزيق

لتاريخ

عُمان

عموما من خلال فصوله الثلاثة، مع تخصيص المساحة الأكبر للدولة البوسعيدية، متتبعاً نسب السادة البوسعيديين، ومؤرخاً لبداية حكم الدولة البوسعيدية بدءاً بمؤسسها

الإمام

أحمد بن سعيد ثم

الإمام

سعيد بن أحمد

،

فابنه حمد بن سعيد، ثم سلطان بن أحمد. كما يتضمن المصنف ملحقاً تحت عنوان: فصل عن السيد سالم بن سلطان بن

الإمام

أحمد (ت: ١٨٢١م). ويتوقف ابن

رُزيق

عند عهد السلطان سعيد بن سلطان، من خلال السيرة التي كتبها بعنوان: بدر التمام في سيرة السيد الهُمام سعيد بن سلطان

،

التي أضافها للكتاب لاحقاً

. وفي هذا الكتاب يأتي ذكر

ا

لسيدة موزة من خلال الأحداث التي ارتبطت

بأئمة الدولة البوسعيدية

وحكامها

، كما يذكر ابن

رُزيق

سيدات أخريات في فتحه المبين

. مع ضرورة الإشارة إلى أن ابن

رُزيق

فصّل في بعض الأحداث المرتبطة بالسيدة موزة في كتابه (الصحيفة القحطانية في جزئها الخامس)

.

ولنبدأ مع نسب ونشأة السيدة موزة؛ فوالدها هو الإمام أحمد بن سعيد مؤسس الدولة البوسعيدية، ووالدتها عُمانية جبرية من قرية الحرادي ببركاء، وهي والدة السيدين سلطان وسيف أيضاً. أما إخوتها السادة فهم: هلال وسعيد وقيس وسيف وسلطان وطالب ومحمد، ولديها أختان، هما: عفراء وميرا. وقد ذكر المؤرخ العُماني المغيري (ت: 1381هـ/ 1962م) السيدة موزة باسم السيدة فاخرة والسيدة معاذة، ويعلق البلوشي على ذلك قائلاً: “ولكن لا يغير شيئاً من أن السيدة موزة كانت سياسية وعسكرية بالدرجة الأولى”.  

ولنبدأ مع نسب ونشأة السيدة موزة؛ فوالدها هو الإمام أحمد بن سعيد مؤسس الدولة البوسعيدية، ووالدتها عُمانية جبرية من قرية الحرادي ببركاء

،

وهي والدة السيدين سلطان وسيف أيضاً. أما إخوتها السادة فهم: هلال وسعيد وقيس وسيف وسلطان وطالب ومحمد، ولديها أختان، هما: عفراء وميرا.

وقد

ذكر

المؤرخ ال

عُمان

ي

المغيري

(ت: 1381هـ/ 1962م)

السيدة موزة باسم السيدة فاخرة والسيدة معاذة، و

يعلق

البلوشي

على ذلك قائل

اً

: “ولكن لا يغير شيئاً من أن السيدة موزة كانت سياسية وعسكرية بالدرجة الأولى”

.  

ولا تحدد المصادر تاريخ مولد السيدة موزة ولا تاريخ وفاتها، وجل ما يذكر حول ذلك هو استنتاجات واستخلاصات وفق المعلومات المتفرقة الواردة عن السيدة موزة، وبناء على ذلك نقول أن السيدة موزة ولدت في مدينة الرستاق عاصمة الدولة البوسعيدية في عهد مؤسسها الإمام أحمد، ويرجَّح أنها ولداًت في عام 1749م، وقد نشأت السيدة موزة في بيت والدها الإمام، وكان لهذه التنشئة بالغ الأثر في تشكيل شخصيتها؛ حيث تعلمت على يديه شؤون السياسة والحكم منذ نعومة أظافرها.

و

لا تحدد المصادر تاريخ مولد

السيدة موزة ولا تاريخ

وفاتها

، و

جل

ما

يذكر حول ذلك هو استنتاجات واستخلاصات

وفق

ال

معلومات المتفرقة

الواردة عن السيدة موزة، وبناء على ذلك نقول أن

السيدة موزة

ولدت

في مدينة الرستاق عاصمة الدولة البوسعيدية في عهد مؤسسها

الإمام

أحمد، ويرج

َّ

ح أنها ولد

اً

ت في عام

1749

م، و

قد

نشأت السيدة موزة في بيت والدها

الإمام

، وكان لهذه التنشئة بالغ الأثر في تشكيل شخصيتها؛ حيث تعلمت على يديه شؤون السياسة والحكم منذ نعومة أظافرها.

تزوجت السيدة موزة من سيف بن محمد بن علي البوسعيدي، وكانت وفاته قبل أيام من وفاة أخيها السيد سلطان، ولكم أن تتخيلوا رباطة جأش هذه السيدة واستثنائيتها في الثبات والصبر والتعامل مع الأحداث العصيبة عندما فقدت زوجها ثم أخيها في أيام متقاربة. لم تنجب السيدة موزة أطفالاً، كما أنها لم تتزوج مرة أخرى بعد وفاة زوجها.

تزوجت السيدة موزة من سيف بن محمد بن علي البوسعيدي، وكانت وفاته قبل أيام من وفاة أخيها السيد سلطان، ولكم أن تتخيلوا رباطة جأش هذه السيدة واستثنائيتها في الثبات والصبر والتعامل مع الأحداث العصيبة عندما فقدت زوجها ثم أخيها في أيام متقاربة. لم تنجب السيدة موزة أطفالاً، كما أنها لم تتزوج مرة أخرى بعد وفاة زوجها

.

سكنت السيدة موزة في حصن الفليج الذي بناه أخوها السيد سلطان بن أحمد في عام 1799م، وكانت في الحصن مع ابنيه سالم وسعيد عندما جاء خبر وفاته في 13 شعبان 1219هـ/ 16 نوفمبر 1804م. وقد هيأ هذا الانتقال للسيدة موزة لتكون على مقربة أكثر من أبناء أخيها سعيد وسالم، مما كان له أثر تربوي مهم وتأثير بالغ في شخصية السيد سعيد.

سكنت السيدة موزة في حصن الفليج الذي بناه أخوها السيد سلطان بن أحمد في عام 1799م، وكانت في الحصن مع ابنيه سالم وسعيد عندما جاء خبر وفاته في 13 شعبان 1219هـ/ 16 نوفمبر 1804م

. وقد هيأ هذا الانتقال للسيدة موزة لتكون على مقربة أكثر من أبناء أخيها سعيد وسالم، مما كان له أثر تربوي مهم

وتأثير بالغ في شخصية السيد سعيد.

وعندما نتوقف عند اسم موزة، فإننا نجد هذا الاسم منتشرًا في عُمان ودول الخليج بكثرة. واسم موزة اسم عربي فصيح ينتهي بالتاء المربوطة، وهو موجود في القواميس العربية وليس كما يذهب البعض من أنه اسم أعجمي كما يذكر حويرب. فاسم موزة يعني الجواهر واللؤلؤ الأبيض اللامع القوي جداً. ويضيف حويرب: “وقد اُشْتُهِرَ هذا الاسمُ بعد نهايةِ القرنِ السادسِ الهجريِّ، وأكثر من ذلك بعد نهايةِ القرنِ الثامنِ الهجريِّ؛ إذْ كانت هناك امرأةٌ اسمُها موزة بنت عجلان بنت أمير المدينة، تزوَّجها الشريف حسن بن عجلان، وأنجب منها الشريف بركات بن حسن بن عجلان المشهور جد أشراف مكة، وكان يلقَّبُ بابنِ موزة، وأنجبَ هذا الأخيرُ بنتاً سمَّاها باسمِ والدته، ومن ذلك الوقت انتشر الاسمُ واشتهر. ومِن النِّساءِ المشهوراتِ بهذا الاسمِ، السيِّدةُ الكريمةُ الفضلى في عُمان، موزة بنت الإمام أحمد بن سعيد البوسعيدية، المولودة في القرن الثامن عشر الميلادي”.

وعندما نتوقف عند اسم موزة، فإننا نجد

هذا الاسم منتشرًا في عُمان ودول الخليج بكثرة. واسم موزة اسم عربي فصيح ينتهي بالتاء المربوطة، وهو موجود في القواميس العربية وليس كما يذهب البعض من أنه اسم أعجمي كما يذكر حويرب

. فاسم موزة يعني الجواهر واللؤلؤ الأبيض اللامع القوي جداً

.

ويضيف حويرب:

“وقد اُشْتُهِرَ هذا الاسمُ بعد نهايةِ القرنِ السادسِ الهجريِّ، وأكثر من ذلك بعد نهايةِ القرنِ الثامنِ الهجريِّ؛ إذْ كانت هناك امرأةٌ اسمُها موزة بنت عجلان بنت أمير المدينة، تزوَّجها الشريف حسن بن عجلان، وأنجب منها الشريف بركات بن حسن بن عجلان المشهور جد أشراف مكة، وكان يلقَّبُ بابنِ موزة، وأنجبَ هذا الأخيرُ بنتاً سمَّاها

باسمِ والدته، ومن ذلك الوقت انتشر الاسمُ واشتهر. ومِن النِّساءِ المشهوراتِ بهذا الاسمِ، السيِّدةُ الكريمةُ الفضلى في

عُمان

، موزة بنت

الإمام

أحمد بن سعيد البوسعيدية، المولودة في القرن الثامن عشر الميلادي”

.

أما اللقب الذي اقترن بالسيدة موزة فهو لقب السيدة بنت الإمام، وجاء هذا اللقب على لسان المؤرخ ابن رُزيق ولم يذكر اسمها صراحة للزوم الأدب على حد قوله، وذكر ذلك عند حديثه عن أبناء الإمام أحمد بن سعيد، فيقول: “ترك من الأولاد سبع نفر، وهم: هلال وسعيد وقيس وسيف وسلطان وطالب ومحمد، ومن الإناث ثلاثاً، ما أوردت ذكرهن للزوم الأدب”. وهُنَّ: السيدة موزة والسيدة عفراء والسيدة ميرا . وهذا يؤكد أن ابن رُزيق لم يصرح بأسماء بنات الإمام أحمد بن سعيد، وقد ذكر المؤرخ البطاشي (ت: 1420هـ/ 1999م) السيدة موزة والسيدة عفراء في كتابه الطالع السعيد، أما السيدة ميرا أو ميرة فذكرها الأستاذ الدكتور سعيد الهاشمي في مقدمة كتاب الطالع السعيد نقلاً عن الفارسي في كتاب “البوسعيديون حكام زنجبار”؛ إذ أشار إلى أن السيد سعيد بن سلطان سمى ابنته ميرة على اسم جدتها بنت الإمام. كما يظهر لقب الوصية والحاكمة عند السيدة سالمة، ففي حديثها عن السيدة موزة تذكر هذين اللقبين: “… هنا أمرت الوصية …”، “… كانت الوصية تستدعيهم كل يوم لتتلقى تقاريرهم وتبلغهم بالأوامر والتعليمات”، “… فتحت الحاكمة”.

أما اللقب الذي اقترن بالسيدة موزة فهو لقب السيدة بنت

الإمام

،

و

جاء هذا

اللقب على لسان المؤرخ

ابن

رُزيق

و

لم يذكر

اسمها صراحة للزوم الأدب على حد قوله

،

وذكر ذلك عند حديثه عن أبناء

الإمام

أحمد بن سعيد، فيقول: “ترك من الأولاد سبع نفر، وهم: هلال وسعيد وقيس وسيف وسلطان وطالب ومحمد، ومن الإناث ثلاثاً، ما أوردت ذكرهن للزوم الأدب”

. وه

ُ

ن

َّ

: السيدة موزة والسيدة عفراء والسيدة ميرا .

وهذا يؤكد أن

ابن

رُزيق

لم يصرح بأسماء بنات

الإمام

أحمد بن سعيد، وقد ذكر

المؤرخ

البطاشي

(ت: 1420هـ/ 1999م)

السيدة موزة والسيدة عفراء في كتابه الطالع السعيد، أما السيدة ميرا أو ميرة فذكرها

الأستاذ

الدكتور سعيد الهاشمي في مقدمة كتاب الطالع السعيد نقلاً عن الفارسي في كتاب

“البوسعيديون حكام زنجبار”؛ إذ

أشار إلى أن السيد سعيد بن سلطان سمى ابنته مير

ة

على اسم جدتها بنت

الإمام

.

كما يظهر لقب الوصية

والحاكمة

عند السيدة سالمة، ففي

حديثها عن السيدة موزة تذكر هذ

ين

اللقب

ين

:

“… هنا أمرت الوصية …”

، “…

كانت الوصية تستدعيهم كل يوم لتتلقى تقاريرهم وتبلغهم بالأوامر والتعليمات”

، “… فتحت الحاكمة”

.

أما (السيدة الجليلة) فورد كصفة نعت بها المغيري السيدة موزة: “… ولكن النفوذ في الإدارة والأحكام وغير ذلك من شؤون الدولة في أثناء نيابة السيد بدر بن سيف المذكور كانت تصدر من السيدة فاخرة بنت الإمام أحمد، عمة السيد سعيد بن سلطان. وفيما يظهر أن هذه السيدة الجليلة كانت ذات اقتدار وسطوة ودهاء، ورثت هذه السجايا كلها مع البسالة والخصال التي أهّلتها لتلك الإدارة من أبيها الإمام أحمد بن سعيد”.

أما

(السيدة الجليلة) فورد كصفة

نعت ب

ها

المغيري

السيدة موزة

: “… ولكن النفوذ في الإدارة والأحكام وغير ذلك من شؤون الدولة في أثناء نيابة السيد بدر بن سيف المذكور كانت تصدر من السيدة فاخرة بنت

الإمام

أحمد، عمة السيد سعيد بن سلطان. وفيما يظهر أن هذه السيدة الجليلة

كانت ذات اقتدار وسطوة ودهاء، ورثت هذه السجايا كلها مع البسالة والخصال التي أهّلتها لتلك الإدارة من أبيها

الإمام

أحمد بن سعيد”

.

وبعيداً عن الألقاب تكشف الوثائق أن السيدة موزة مارست سلطتها السياسية بكل وضوح باستخدام اسمها الشخصي، حيث تكشف كرستي ريد مفهرسة تاريخ الخليج في المكتبة البريطانية من خلال الوثائق في مقالها المنشور في مكتبة قطر الرقمية بعنوان: “في غياب الرجال: نسوة قُدن عُمان سنة ١٨٣٢“، ومع تحفظي على العنوان وبعيداً عن نوع الجنس، فإن من قاد عُمان كان الأكفأ والسيدة موزة كانت الأقدر والأكفأ في الإمساك بزمام الأمور في تلك المرحلة التاريخية. وعموماً تقول كرستي في مقالها: “موزة بنت الإمام أحمد بن سعيد. هكذا وصف البريطانيون كاتبة الرسالة. وتجدر الإشارة هنا إلى أن موزة تُعرَّف باسمها الشخصي، وليس فقط عن طريق نسبها لأحد أقاربها الذكور؛ كما أنها لا تُعرَّف نسبة لدورها كزوجة أو أم. تكتب موزة بصلاحيات الحاكم المؤقت نيابة عن ابن أخيها إمام مسقط، السيد سعيد بن سلطان آل بوسعيد، طالبة العون من حلفائه البريطانيين. وتوثق الأوراق اللاحقة دورها في حماية مسقط أثناء فترة حرجة من الخصومات والصراعات الداخلية في عُمان خلال ثلاثينيات القرن التاسع عشر”.

وبعيداً عن الألقاب تكشف الوثائق أن السيدة موزة مارست سلطتها السياسية بكل وضوح باستخدام اسمها الشخصي،

حيث

تكشف كرستي ريد مفهرسة تاريخ الخليج في المكتبة البريطانية من خلال الوثائق في مقالها المنشور في مكتبة قطر الرقمية بعنوان:

“في غياب الرجال: نسوة قُدن عُمان سنة ١٨٣٢

“، ومع تحفظي على العنوان وبعيداً عن نوع الجنس، فإن من قاد عُمان كان الأكفأ والسيدة موزة كانت الأقدر والأكفأ في الإمساك بزمام الأمور في تلك المرحلة التاريخية.

وعموماً

تقول

كرستي في مقالها

:

“موزة بنت

الإمام

أحمد بن سعيد. هكذا وصف البريطانيون كاتبة الرسالة. وتجدر الإشارة هنا إلى أن موزة تُعرَّف باسمها الشخصي، وليس فقط عن طريق نسبها لأحد أقاربها الذكور؛ كما أنها لا تُعرَّف

نسبة لدورها كزوجة أو أم. تكتب موزة بصلاحيات الحاكم المؤقت نيابة عن ابن أخيها إمام مسقط، السيد سعيد بن سلطان آل بوسعيد، طالبة العون من حلفائه البريطانيين. وتوثق الأوراق اللاحقة دورها في حماية مسقط أثناء فترة حرجة من الخصومات والصراعات الداخلية في

عُمان

خلال ثلاثينيات القرن التاسع عشر”

.

ولننتقل لرصد الحضور السياسي للسيدة موزة، وبداية هذا الحضور جاء في لحظة مصيرية تمثلت في الوفاة المفاجئة لأخيها السيد سلطان بن أحمد (1206-1219هـ/ 1792-1804م)، في 13 شعبان 1219هـ/ 16 نوفمبر 1804م. ويصف ابن رُزيق وصول خبر وفاة السيد سلطان في كتابه الصحيفة القحطانية، فيقول: “… فلما وصل أهل البدري إلى بركه، أهبطوا خادماً نوبياً من خدام سلطان إلى البر، وقالوا له: امض إلى الفليج، وأخبر بنت الإمام والسيد سعيد بن سلطان بالرزية، ولا تخبر أحداً، قبل أن تخبرهما، وكانت بنت الإمام والسيد سعيد يومئذ بالفليج، فوصلهما الخادم بعد صلاة العشاء، فلما أخبرهم كفوا البكاء، وركبوا خيلهم وركابهم، ومضوا إلى مسقط، فصلوا الفجر في روي، ووصلوا المطرح قبل طلوع الشمس، فلما أتوا إلى مسقط تحصنوا في الكوت الغربي … وزلزلت مسقط يومئذ بالخوف والذعر زلزالاً شديداً، وغلقت أبواب السور، ثم فتحت”. وفي الفتح المبين يصف ابن رُزيق انتشار الخبر: “ولما فشا الخبر بمسقط وقال الخاص للعام، إن سلطان قد قتل زلزلت البلاد بالرزية زلزالا شديدا، وكادت بأهلها أن تميد. ولما عم الخبر عُمانكثر فيها الانتحاب، ونما فيها الاكتئاب”.

ولننتقل لرصد

الحضور السياسي

للسيدة موزة، وبداية هذا الحضور

جاء في لحظة مصيرية تمثلت في

الوفاة المفاجئة لأخيها السيد سلطان بن أحمد

(1206-1219هـ/ 1792-1804م)

،

في 13 شعبان 1219هـ/ 16 نوفمبر 1804م

.

ويصف ابن رُزيق وصول خبر وفاة السيد سلطان في كتابه الصحيفة القحطانية،

فيقول: “… فلما وصل أهل البدري إلى بركه، أهبطوا خادماً نوبياً من خدام سلطان إلى البر، وقالوا له: امض إلى الفليج، وأخبر بنت

الإمام

والسيد سعيد بن سلطان بالرزية، ولا تخبر أحداً، قبل أن تخبرهما، وكانت بنت

الإمام

والسيد سعيد يومئذ بالفليج، فوصلهما الخادم بعد صلاة العشاء، فلما أخبرهم كفوا البكاء، وركبوا خيلهم وركابهم، ومضوا إلى مسقط، فصلوا الفجر في روي، ووصلوا المطرح قبل طلوع الشمس، فلما أتوا إلى مسقط تحصنوا في الكوت الغربي … وزلزلت مسقط يومئذ بالخوف والذعر زلزالاً شديداً، وغلقت أبواب السور، ثم فتحت”

. وفي الفتح المبين يصف ابن

رُزيق

انتشار الخبر: “ولما فشا الخبر بمسقط وقال الخاص للعام، إن سلطان قد قتل زلزلت البلاد بالرزية زلزالا شديدا، وكادت بأهلها أن تميد. ولما عم الخبر

عُمان

كثر فيها الانتحاب، ونما فيها الاكتئاب”

.

يا لرباطة جأش هذه السيدة في هذه اللحظة الإنسانية العصيبة التي لخصها ابن رُزيق في جملة: “فلما أخبرهم كفوا البكاء، وركبوا خيلهم وركابهم، ومضوا إلى مسقط”. تجاوزت حزنها على أخيها بإيمانها أن مسؤوليتها الآن هي عُمان ولهذا أسرعت إلى العاصمةمسقط للإمساك بزمام الأمور.

يا لرباطة جأش هذه السيدة في هذه اللحظة الإنسانية العصيبة التي لخصها ابن رُزيق في جملة: “فلما أخبرهم كفوا البكاء، وركبوا خيلهم وركابهم، ومضوا إلى مسقط”.

تجاوزت حزنها على أخيها بإيمانها أن مسؤوليتها الآن هي

عُمان

ولهذا أسرعت إلى العاصمة

مسقط

للإمساك بزمام الأمور.

كما تقدم السيدة سالمة وصفاً دقيقاً لتلك اللحظة التاريخية المفصلية بعد وفاة جدها السيد سلطان، فتقول: “حين توفي جدي سلطان إمام مسقط ترك ثلاثة أطفال، أبي سعيد وعمي سالم وعمتي عائشة. كان عمر أبي تسع سنوات، لذلك كان نصب وصي عليه ضروريا. وقد أعلنت هذه العمة خلافاً للأعراف أنها ستتولى الحكم حتى يبلغ ابن أخيها سن الرشد، ورفضت أي اعتراض. وكان على الوزراء الذين لم يكونوا قد فكروا في مثل هذا القرار، بل أنهم فرحوا لأنهم سيستطيعون أن يحكموا البلاد بأنفسهم بضع سنوات، أن يرضخوا. كانت الوصية تستدعيهم كل يوم لتتلقى تقاريرهم وتبلغهم بالأوامر والتعليمات”.

كما

تقدم السيدة سالمة وصفاً دقيقاً لتلك اللحظة التاريخية المفصلية بعد وفاة جدها السيد سلطان، فتقول: “حين توفي جدي سلطان إمام مسقط ترك ثلاثة أطفال، أبي سعيد وعمي سالم وعمتي عائشة. كان عمر أبي تسع سنوات

، لذلك كان نصب وصي عليه ضروريا. وقد أعلنت هذه العمة خلافاً للأعراف أنها ستتولى الحكم حتى يبلغ ابن أخيها سن الرشد، ورفضت أي اعتراض. وكان على الوزراء الذين لم يكونوا قد فكروا في مثل هذا القرار، بل أنهم فرحوا لأنهم سيستطيعون أن يحكموا البلاد بأنفسهم بضع سنوات، أن يرضخوا. كانت الوصية تستدعيهم كل يوم لتتلقى تقاريرهم وتبلغهم بالأوامر والتعليمات”

.

وفي الجزء الثاني من المقال سنستكمل رصد الحضور السياسي للسيدة موزة بنت الإمام وأهم النتائج المستخرجة من سيرة هذه السيدة العُمانية المُلهمة.

وفي الجزء الثاني من المقال سنستكمل رصد الحضور السياسي للسيدة موزة

بنت الإمام وأهم النتائج المستخرجة من سيرة هذه السيدة العُمانية المُلهمة.

مصدر الصور:

مصدر الصور:

ريد، كرستي. في غياب الرجال: نسوة قُدن عُمان سنة ١٨٣٢. مكتبة قطر الرقمية، ٣٠ سبتمبر ٢٠٢١م. https://www.qdl.qa/العربية/

ريد،

كرستي

.

في غياب الرجال: نسوة قُدن عُمان سنة ١٨٣٢

. مكتبة قطر الرقمية، ٣٠ سبتمبر ٢٠٢١م.

https://www.qdl.qa/العربية/

https://www.qdl.qa

/العربية/

 

هوامش:

هوامش:

Your Page Title