أثير – ريـمـا الشـيخ
تعد التأتأة مشكلة لها تأثير كبير على طلاقة الكلام وتدفقه للشخص المصاب بهذا الاضطراب.
ولكن ما هي التأتأة وما أسبابها، وهل من الممكن علاجها؟
توجهت ”أثير“ بهذه الأسئلة إلى أعراف الحارثية، عضو في اللجنة الإعلامية لمبادرة ”اسمعني“، أول مبادرة في سلطنة عمان تهتم بالمتأتئين، تحت مظلة وزارة الثقافة والرياضة والشباب، حيث أوضحت بأن التأتأة أو التلعثم اضطراب يحدث عند خروج الكلام أو عند التحدث، حيث يجد المتأتي صعوبة في النطق أو التحدث وتكون على شكل تكرار الأصوات أو المقاطع أو الكلمات، وإطالة الأصوات، وحدوث انقطاع في الحديث.
وأضافت: غالباً ما تبدأ التأتأة في مرحلة متقدمة من عمر الإنسان، فهي تظهر في مرحلة الطفولة وهي المرحلة التي يبدأ فيها الطفل بالنطق وغالباً يكون طبيعيًا في مرحلة تعلمهم للنطق والتحدث وتختفي مع نموهم، والبعض منهم تستمر معهم لفترة طويلة، وقد تختلف شدة التأتأة من شخص إلى آخر في بعض الأحيان حسب عوامل بيئية ونفسية مختلفة.
أما عن أسبابها فأشارت إلى أن للتأتأة أسباب جذرية عديدة، ولكن لا تزال الأسباب الدقيقة غير معروفة ومع ذلك ترجع لبعض العوامل مثل:
– العوامل العضوية تعود للجهاز العصبي، وهي متعلقة بعمل الدماغ ووظائف المخ التي تنشأ عند الشخص منذُ ولادته.
– عوامل جينية وراثية تميل للانتشار بين أفراد الأسرة الواحدة بين أكثر من شخص.
– عوامل بيئية متعلقة ببيئة الأسرة أو المنزل قد تؤثر البيئة التي ينشأ فيها الشخص في وضعه النفسي.
– عوامل نفسية، فالوضع النفسي أو الحالات النفسية أحد أكبر العوامل المؤثرة التي تؤدي إلى التأتأة أو التلعثم.
كما ذكرت بأنه يمكن تشخيص التأتأة عن طريق أعراض تحدث للمتأتي وقد تختلف من متأتٍ لآخر، بحيث تظهر بعض الأعراض على خلاف بعضها لدى المتأتي ومن هذه الأعراض:
– صعوبة نطق الكلمات أو إنهاء جملة متكاملة.
– مد أو تطويل صوت بعض الحروف.
– التشديد والضغط على بعض الحروف.
– اهتزاز أو ارتجاف اللسان عند النطق.
– انقطاع في الحديث.
هذا وأكدت بأن هناك عدة عوامل تؤدي إلى مضاعفات تؤثر على المتأتي مثل:
– الضغوط النفسية أو تراكمات المشاعر أو الانفعالات.
– العوامل الشخصية مثل انعدام الثقة بالنفس أو الضعف الشخصية تزيد العبء على المتأتي وتزيد شدة التأتأة
– الوضع الاجتماعي كالتعرض للتنمر أو التعرض للمضايقات من الناس تزيد من الضغط النفسي للمتأتي
– الانعزال عن الناس أو الابتعاد عن التجمعات، عزل النفس يؤثر سلبا على نفسية المتأتي.
أما عن علاج التأتأة، فقالت الحارثية خلال حديثها بأن كثير من المتأتئين يعتقد أن التأتأة هي جزء ملازم لهم في حياتهم للأبد، ولكن يمكن معالجتها على عدة مراحل، فيجب على الأسرة اتباع الطريقة الصحيحة للتعامل معه من خلال بناء بيئة محفزة تساعده على التخفيف من حدة التأتأة مثل تغيير سلوكيات التعامل، وأيضًا التقبل التام للأسرة للابن المتأتي، التعايش معه بطريقة سليمة، التواصل مع أفراد الأسرة، وكذلك دعمه وتشجيعه معنويًا.
أما عن طرق الوقاية منها فأوضحت بقولها: تكون الوقاية من التأتأة عبر خطوات مهمة، تكمن في:
– تعليم الطفل الكلمات والحروف والتحدث معه بلغة سليمة وتمرينه على النطق باستمرار.
– الحفاظ على جو أسري خال من النزاعات أو المشاحنات بالأخص في مرحلة الطفولة.
– القراءة تمرين مهم لعضلة اللسان والدماغ معًا.
– تمارين التنفس وطريقة التنفس الصحيحة تساعد على سهولة خروج الكلمات وبساطتها.
– التحدث مع الآخرين والتواصل المباشر مع الناس.
وتتألف هذه المبادرة من متأتئين متدربين وحاصلين على شهادات متعددة، الأمر الذي شجع المتأتئين من أنحاء السلطنة للانضمام لها.