فضاءات

عبدالرزاق الربيعي يكتب عن المسرح العماني وثقة الجمهور الخليجي

Atheer - أثير
Atheer - أثير Atheer - أثير

أثير- عبدالرزّاق الربيعي

حين يضوع شذى اللبان في قاعة قصر الثقافة في الشارقة، ستعرف أنك على موعد مع العرض العماني ( سدرة الشيخ) الذي تقدّمه فرقة صلالة الأهلية للفنون المسرحية، في اختتام عروض مهرجان الشارقة للمسرح الخليجي، وعندما تستمع إلى إيقاعات فن النانا والهبوت وسواهما من الفنون الشعبية المعروفة في ظفار، فاعلم أن العرض الذي كتبه وأخرجه الفنان عماد الشنفري، بدأ، ليكون ممثّلا للمسرح العماني، وحين تشاهد أبطال العرض: محمد العجمي، جهاد اليافعي، أمل النويري، عبدالملك الشيزاوي، هشام صالح، عيسى عجزون، عبدالله جنحون، إلى جانب عدد كبير من الممثلين، فاعلم أن الجمال يقف على الخشبة، ليؤدي معزوفته أمام الجمهور الخليجي، ويكون من الرائع أنّ عددا كبيرا من الفنانين الذين ينتمون إلى فرق عمانية مختلفة، قدموا إلى الشارقة، حرصا منهم على حضور العرض ، وتشجيع الفريق الذي يقدّمه، في مشهد يشبه مساندة الجمهور العماني للمنتخب الوطني في مبارياته الحاسمة التي تقام خارج الحدود، مستمتعا، ومؤازرا، وواضعا عينه على جائزة أفضل عرض متكامل وهي الجائزة التي نالتها فرقة مزون في الدورة الثالثة من المهرجان، عام ٢٠١٩ م قبل توقّفه بسبب الجائحة، عن عرض( مدق الحنّاء) للمخرج يوسف البلوشي.

ومن خلال متابعتنا تدريبات العرض ومشاهدتنا للعروض المشاركة في المهرجان، الذي شاء الحظ أن يكون العرض العماني مسك ختامه، وهذا أتاح لفريق العرض فرصة تكثيف التدريبات، ومشاهدة العروض المنافسة، والاستفادة من الأخطاء التي وقع بها صنّاع العروض التي قدّمتها الفرق المشاركة التي تنتمي لدول مجلس التعاون الخليجي، نرى أن العرض العماني يعد بالكثير، ويدخل دائرة المنافسة بقوّة، فالنص يعالج موضوعات تتعلق بعلاقة الإنسان والمكان، وتصل بالمتلقي إلى نتيجة هي :أن الأرض لمن عاش فيها لا لمن ولد فيها وتضمّن النص المأخوذ عن رواية (الشيخ الأبيض ) لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، إسقاطات عن تفكّك المجتمع ومحاولات الغرب لنشر قيمه مستخدما مختلف الوسائل، هذه الرسائل تأتي في عرض جماهيري تمتزج فيه رائحة الماضي بالحاضر لتطرح قضايا معاصرة باستخدام تقنيات حديثة تمثّلت في عدة أشكال منها توزيع المساحات الضوئية، واستخدام الشاشة الخلفية، وطبقات الصوت الحيّة، والأزياء المحلية المستلهمة من التراث العماني، وكلنا واثقون من نيل العرض أكثر من جائزة ستعلن عنها جائزة التحكيم في ختام المهرجان، وفي كل الأحوال ، فالعرض يمثل علامة من علامات المسرح العماني، ويكفيه تجديد ثقة الجمهور الخليجي بالمسرح العماني، لتكون جائزته الكبرى.

Your Page Title