أثير – خالد الراشدي
مع اقتراب عيد الفطر المبارك، تتزامن العديد من المناسبات والزيارات للمنازل، وقد لا تخلو بعض سفرات المنازل من “المشاكيك”، وهي إحدى طرق الشوي التي يقوم بها العمانيون في الكثير من المناسبات، لكن الدخان المنبعث من الشواء له أضرار صحية قد يجهلها البعض.
في هذا الصدد، تواصلت “أثير” مع الأستاذ الدكتور حيدر بن أحمد اللواتي من قسم الكيمياء بجامعة السلطان قابوس، وصاحب المجموعة البحثية (تطوير طرق تحليلية في مجال كيمياء الغذاء)، حيث أوضح في بداية حديثه بأن عملية الشواء (المشاكيك) تعد من العمليات المعقدة من الناحية العلمية حيث ينظر الكيميائيون إلى عملية الشواء على أنها تفاعل كيميائي معقد بين مجموعة كبيرة من المواد، ونظرًا لأن هذا التفاعل يتم في درجة حرارة عالية جدًا، فإنه ينتج مواد كثيرة لا تنتج عادة إذا تم التفاعل في درجة الحرارة العادية، ولهذا فإن عملية تحليل المواد الناتجة من عملية الشواء أمر ذات أهمية كبيرة للتأكد من أن التفاعل في درجة الحرارة العالية لم ينتج مواد ذات أثر سُميّ على الإنسان.
وذكر اللواتي: وجد من خلال أبحاث عدة وجود مواد سامة ناتجة من عملية شواء اللحم تعرف بالمركبات الأروماتيكية الحلقية، وهذه المواد لا شك أنها تسبب السرطان، وهي المواد نفسها التي تسبب السرطان والموجودة في دخان السجائر عموما، مبينًا: الواقع أن عملية شواء اللحم لا تنتج أية سميات من هذا النوع، لكن الشحم الموجود مع اللحم يبدأ بالذوبان عند تعرضه لدرجة الحرارة العالية وتتساقط أجزاء منه على الفحم المحترق، وينتج عن ذلك دخان كثيف يحوي هذه المواد السامة، ويقوم اللحم بامتصاصها ثم تنتقل إلى الإنسان.
وأشار الأستاذ الدكتور إلى وجود الكثير من الدراسات العلمية التي تشير إلى أن المركبات الأروماتيكية الحلقية تسبب السرطان، موضحًا: إذا تكرر تعرض الإنسان لهذه المركبات بشكل كبير يسبب مرض السرطان، وأضرار الكثير من السميات عمومًا ليس فوريًا بل تراكميًا، قائلًا: نحن قد لا نحس بالأثر مباشرة بل لربما يظهر ذلك مع مرور الوقت وقد يستغرق الأمر سـنوات عدة.
وأكد الدكتور قائلًا: لا نستطيع أن نربط ظهور هذه الأمراض الخبيثة بمسبباتها بشكل مباشر، وبناء على ذلك فإن التجربة الشخصية في هذا المجال لا تعد دليلًا علميًا كافيًا لإثبات أو نفي أمر ما، بل لابد من إجراء دراسات علمية تخضع لضوابط دقيقة نستطيع من خلالها إيجاد العلاقة بين المرض وبين المسبب.
واختتم البروفيسور حديثه مع “أثير” قائلًا: لابد من تجنب استنشاق الدخان المنبعث من الشواء، وبخاصة للأطفال والحوامل إذ إن ضرر الدخان المنبعث قد لا يكون أقل من ضرر التدخين.